الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
علي نوري يحاور بغداد بمنحوتاته الـ 15: التعبيرية ملاذي والتفاعل بين الشكل والفضاء أبرز إهتماماتي

بواسطة azzaman

علي نوري يحاور بغداد بمنحوتاته الـ 15التعبيرية ملاذي والتفاعل بين الشكل والفضاء أبرز إهتماماتي

 

بغداد - علي إبراهـيم الدليمي

على قاعة (ذا كاليري للفنون) في بغداد، أفتتح معرض النحات المغترب علي نوري، تحت عنوان (حوار مع بغداد)، الذي ضم خمسة عشر عملاً نحتياً على خامات مادتي (البرونز) و(صخر الغرانيت الصلب).

والمعرض هو أخر تجربة لنوري، الذي وضع فيها جل جهده الفكري والعضلي لترسيخ تاريخه الفني في عالم فن النحت.. فضلاً عن موقفه الوطني إتجاه بلده العراق.

ونظرة سريعة في جميع المعروضات، نشاهد أن الفنان لم يحاور بغداد بشكل مباشر من خلال إيقونات أو رمزيات أو شواخص حضارية أو تاريخية أو فلكلورية... ولكن كانت المحاورة من خلال أجساد لنساء ورجال بشكل عاري، ولكن من دون ملامح جنسية، بل أعتمد على التعبير العاطفي للإنسان العراقي حصراً. حيث كانت هذه الإجساد ترمز إلى بغداد، بعد العام 2003، وقد أستبيحت عن بكرة أبيها، بسبب العدوان والإحتلال للعراق عموماً، التي كان نتائجة وخيمة جداً على واقع العراقيين كافة..

أجساد إنسانية، في حالة: إلتواء قاس، تضور، ألم، جروح، نداءآت، أوجاع، مخاض مجهول، وقد أهتم الفنان بالخط الخارجي (الآوت لاين) لقطعه النحتية، والإهتمام الكبير بالملمس.. أما في قطعه البرونزية، فالحال مختلف حيث كان له أسلوب فني في معالجة الخامات التقنية.

في مقدمة كتالوك معرضه، يبوح الفنان علي نوري ببعض خوالجه: بغداد، كنت وما زلت الأمل الروح، والنبض الذي يدق في الوجدان والضمير في كل مرة أتأمل فيها ماضيك أبحث عن حوار يجمعني بك، بعد أن شهدنا الآلام والدمار الذي أحاط بك وبعراقنا الحبيب.. هل ما زلت بخير؟ هل لا زلت تزهرين بنخلك ويفوح عطر الورد من شجرك اليوم، أحتفي بحوار معك من خلال أعمالي الصلبة، فكرا ومادة. كل منحوتة تحمل وتعانق نسيم الربيع مع أحلام أبنائك؟ في طياتها صراع الحياة، وتجسد كيف صارع أبناء العراق بالتضحية بالروح والنفس والفكر وبكل ما يملكون من أجل أن تظل بغداد والعراق كنخلة شامخة تواجه كل التحديات أحاول أن أعبر عن جزء من المعروف الذي تعلمته وتربيت عليه، ساعياً لرد الجميل لك أريد أن أغتني بعشقك، فأنت الأم والأخت الأب والأخ، والصديق. أنت الذكريات التي لا تفارقني، لعلي أوفي بجزء بسيط من وفائك لنا .دعيني أظهر للعالم من خلال فني كيف أن بغداد ليست مجرد مدينة بل هي روح تتجسد في كل ركن من أركانها، وهي الحلم الذي يتجدد في قلوبنا، مهما كانت الصعوبات.

لقد سأل الفنان علي نوري بغداد: هل ما زلت بخير؟.. كلا لم تكن بغداد بخير منذ أو وطأتها أقدام الاحتلال ودنست طهارتها.. لم تكن بغداد في عافية أبداً منذ أن ضربت بالأسلحة المحرمة دولياً، وراحت ضحيتها أنفس برئية، ولأن بغداد أصبحت عليلة فان العراق كله بدون صحة ولا آمان.

رؤية الفنان

يلخص الفنان علي نوري، تجربته الفنية، قائلاً: (منذ بداية رحلتي في عالم النحت، كانت المدرسة التعبيرية هي ملاذي الفني، مع تطور مراحل الزمن، وجدت نفسي استكشف مزج المدارس الفنية، حيث أدمجت عناصر من السريالية والتجريدية مع الواقعية. أرى أن هذه التجارب تمثل مراحل مهمة في عمري الفني، تهدف إلى خلق أعمال مغايرة لما هو مطروق سابقاً.وأعتبر التجربة في العمل التركيبي أمرًا بالغ الأهمية، حيث تسمح لي بإضافة أو حذف أجزاء من العمل النحتي وفقاً لاحتياجات التوازن بين الشكل وعلاقته بالمحيط الخارجي. إن هذا التفاعل بين الشكل والفضاء يعد من أبرز اهتماماتي تظل التعبيرية قريبة جداً من روحي، حيث استخدم هذا الأسلوب لتجسيد البشر في صراع دائم مع الحياة. غالباً ما يكون التشخيص في حالة من الاضطراب وعدم التوازن، مع التركيز على اللحظات القلقة وتفاصيل الجسد المبالغ فيها، التي تعكس جزءاً من روحي وشخصيتي).مضيفا(العلاقة بين الخط الخارجي للعمل النحتي والمحيط الخارجي هي علاقة حيوية، وأرى أن التركيز على قاعدة العمل يعد أمراً أساسياً. فن النحت ليس مجرد ديكور، بل هو تواصل بين الفكرة والسرعة البديهية، وهذا هو جوهر الفن التشكيلي. عندما يتحقق لدى الفنان هذه المواصفات، يصبح قادراً على إنتاج أعمال تحمل قيمة وأهمية بالغة).

يذكرني الفنان علي نوري، بعصر النهضة في إيطاليا، حيث كان فن النحت في أوج عطائه الأكاديمي، وفي عصر مايكل انجلو، كانت القطع النحتية المصنوعة على يده من المرمر، وكأنها تنطق وتتحرك وتتنفس.. فيها رهبة الصنعة الدقيقة في الأبعاد والتفاصيل والإيحاء والتعبير.

علي نوري، راح يستلهم أفكاره أو موضوعاته التعبيرية على أسطح مادة صخر الغرانيت الصلب، التي من الصعوبة جداً العمل عليه، إلا من كان ذا موهبة ومهنة وسيطرة مطلقة من التمكين منه.. إنه التحدي الكبير لإرادة نوري، وهو يصارع هكذا خام طبيعي معقد في العمل عليه، بحيث أي خطأ بسيط سيذهب العمل برمته إلى الهاوية.

أدعو الفنان علي نوري أن يكون له (نصباً) فنياً عن بغداد من صخر الغرانيت يكون في قلب بغداد نفسها، يكون شاهداً حياً على حقبة الاحتلال المظلمة.. لكي لا ننسى.

سيرة ذاتية

النحات علي نوري علي، مواليد بغداد 1965، خريج كلية الفنون الجميلة في بغداد عضو نقابة الفنانين العراقيين وجمعية الفنانين التشكيليين العراقيين. شارك في أغلب المعارض التي أقيمت في بغداد خلال الفترة (1986-2003). أقام معرضين شخصيين في بغداد (قاعة دجلة للفنون وقاعة حوار للفنون) ومعرضين شخصيين في قاعة الجزيرة بالقاهرة (2009-2014). ومعرض في كاليري الجودة في قطر 2010. ومعرض الهجرة والاستقرار في دار الأوبرا، 2011.

شارك في الندوات الدولية، التي عقدت في: أسوان للجرانيت (2008). واسطنبول للرخام (2010). والبندقية، إيطاليا (2011). والصين (2011). والبحرين (2012). وتونس، (2013). وبيروت، (2017). وأسوان الدولية (الدورة 25-2020).

له النصب التذكارية: ثورة شباب العشرين. ونصب الشهيد (ارتفاع 2.5 متر) مدينة كربلاء. ونصب الشهيد (ارتفاع 2.5م) مدينة بغداد.

حاز على: المركز الأول في (ثورة العشرين). وجائزة وزارة الثقافة العراقية (2002). وجائزة تشجيعية من وزارة الثقافة العراقية (2002). والمركز الثالث في جائزة اسماعيل الترك (2001).

 

 

 


مشاهدات 394
أضيف 2024/10/25 - 2:54 PM
آخر تحديث 2024/12/03 - 7:45 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 384 الشهر 1222 الكلي 10057317
الوقت الآن
الثلاثاء 2024/12/3 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير