رؤى علمية تؤكد فرص التعاون وتضع حلولاً للتحدّيات

خبراء عراقيون وايرانيون يناقشون الإدارة المشتركة لهور الحويزة

بغداد – الزمان

أجمع خبراء المياه والبيئة في كل من العراق وايران، على أهمية اللقاءات المشتركة في تجاوز مشكلات التغيرات المناخية والتصحر وشح المياه. ودعوا في أول نشاط اكاديمي دولي، تشهده بغداد بشأن الجفاف في جنوب العراق وظاهرة العواصف الترابية الى معالجات واقعية لتحسين البيئة المحلية في الاهوار المشتركة نظراً لما تتمتع به من ثروات وتنـــوع احيــــــائي.

واحتضنت بغداد، بعد طاولتين مستديرتين نظمهما في النجف وطهران، ملتقى بحر العلوم للحوار ومعهد الدراسات السياسية والدولية بوزارة الخارجية الايرانية، الطاولة الثالثة وسط حضور حكومي ترجمه رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وعدد من الوزراء بينهم الزراعة والبيئة والموارد المائية، ودبلوماسي مثله وكيل وزارة الخارجية الايرانية الدكتور محمد حسن شيخ اسلامي ونظيره العراقي هشام العلوي، فضلاً عن مسؤولين وخبراء معنيين بموضوع الطاولة بعنوان (الادارة المشركة لهور الحويزة – الرؤيــة الفرص والتحديات).

ويستمر انعقاد جلسات الطاولة يومي 28 و29 تشرين الأول الجاري، حيث تناولت الجلسة الأولى الرؤية العراقية للادارة المشتركة لهور الحويزة الذي تبلغ مساحته 3 آلاف كيلومتر مربع ويقع ثلثاه داخل الاراضي العراقية في محافظة ميسان والثلث الثالث داخل الاراضي الايرانية، وتستقي مياهه من منبع ايراني.

كما تتناول الجلسة الثانية الرؤية الايرانية للادارة المشتركة للهور، فيما تتناول الجلسة الثالثة اقتصاديات الاهوار كسندات الكاربون وتحلية مياه البزل والثروات الحيوانية والنباتية. أما الجلسة الرابعة فتتناول تحديات الادارة المشتركة لهور الحويزة وادارة مياهه، وتكرس الجلسة الخامسة مناقشتها للحديث عن دبلوماسية الاهوار، ويشارك فيها خبراء في القانون والعلوم السياسية والشؤون الخارجية.

أمن غذائي

أما الجلسة السادسة فتتناول اليوم الثلاثاء، مخاطر الامن الغذائي وتداعيات العواصف والتصحر، وتتناول الجلسة السابعة التنوع الاحيائي والتلوث والثامنة تختص بمناقشة الاستمطار الاصطناعي، ثم تنتهي الجلسات ببلورة وتقديم التوصيات، التي تستكمل تلك التي تم التوصل اليها في اعمال طاولتي النجف وطهران، التي وصلها قبل أشهر وفد من الخبراء والاكاديميين العراقيين للغرض ذاته.واستهلت الجلسة الافتتاحية بنحو عشر كلمات قدمها كل من راعي النشاط المشرف العام على مركز بحر العلوم للحوار الدكتور ابراهيم بحر العلوم ورئيس الوزراء محمد شياع السوداني ووكيل وزارة الخارجية الايرانية ووزير الموارد المائية، والوكيل الفني لوزارة البيئة جاسم الفلاحي الذي قدم بحثاً مطولاً عن الاثار السلبية لظاهرة الاحتباس الحراري والتصحر، واستطرد في بيان تداعياتها واثارها الاقتصادية والاجتماعية والامنية. واكد انها تهدد السلم الاهلي داخل المنطقة الواحدة والامن الغذائي والقومي.

ولفتت كلمة الفير الايراني محمد كاظم آل صادق التي القاها بلغة عربية نقية نظراً لما تضمنته من رؤى ومعالجات تناولت التحديات المشتركة لكل من العراق وايران بمواجهة قضايا التصحر والتغير المناخي والبيئة المماثة بين البلديـــــن بسبب ظروفهـــــما المناخيــــة وموقعهــــما الجغرافي.

 داعياً الباحثين الى دراستها بعمق ووضع الحلول لها ولاسيما ما يتعلق منها بظاهرة العواصف الترابية والرملية نتيجة انخفاض مساحات الغطاء النباتي، الذي عزاه الى قلة معدلات سقوط الامطار وتهديدات مياه الصرف الصحي ووجود المكامن النفطية والغازية، كما اقترح تفعيل الاتفاقيات الثنائية بشأن جودة المياه وتطوير مساحات الغابات، عارضاً تبادل الخبرات والاستفادة من تجارب بلاده في هذا المجال.

وانصبت الكلمات الافتتاحية على التأثيرات المدمرة لشح المياه وتراجع سقوط الامطار وتلك الناجمة عن تلاعب دول المصب بالاطلاقات المائية. وكشف وزير الموراد المائية عون ذياب في كلمته عن خطوات التعاون مع دول المنبع لتأمين الحصة المائية اللازمة، مؤكداً قرب استكمال اتفاقية اطارية مع ايران لتقاسم المياه وادارتها، أسوة بما تم مع الجانب التركي.

دور النخب

وكان الدكتور ابراهيم بحر العلوم قد اشاد بحضور رئيس الوزراء ورعايته جلسة الطاولة المستديرة، مؤكداً أهمية دور النخب العلمية في ايجاد الحلول اللازمة لازمة المياه وتغيير المناخ. وقال ان هدف هذه الطاولة هو لانعاش الاهوار لتكون احدى مصادر الحد من الانبعاث الكاربوني.

 مشيراً الى (السعي لتأسيس مركز مستقل لبحث الموضوع من شأنه ان يقدم مقترحات وافكار معمقة الى الحكومة)، وذلك ضمن استراتيجية ظمأ العراق التي وضعها الملتقى بالتعاون مع معهد العلمين للدراسات العليا.