فواتير الحرب الباهظة
عبد المنعم الاعسم
بعد كل حرب فواتير لا يُعفى منها الذين اشعلوها، وتورطوا فيها، وذلك بصرف النظر عن الاهداف والمواقف والشعارات والشروط، والظروف التي املت الانخراط في الحرب.
واول فواتير الحرب الدائرة الان في المنطقة اذ تجاوزت العام سيدفعها نتنياهو وجيشه ودولة الاحتلال فلم يعرف التاريخ ان ذهبت ،دون حساب، دماء بريئة في مذابح مروعة كالتي ارتكبها المعتدون، ونتابعها على مدار الساعة، وسط تواطؤ الدول الكبرى القابضة على قرارات المجتمع الدولي، وتفرّج المجموعة العربية والاسلامية، وعجزها المذل المعبر عنه ببيانات الاستنكار الباردة، واحيانا التشفي حيال ما حل بالشعبين الفسطيني واللبناني من اهوال القصف والنزوح الجمعي المخيف، وجميع هذه الاطراف ستلاحقها فواتير الحرب، وان بنسب متفاوتة، على شكل انقسامات سياسية عاصفة او انهيارات او هزات اقتصادية ومجتمعية، مما شهدها العالم عقب الحروب الدموية والمذابح التي رافقتها. على ان ثمة فواتير مؤكدة لن يفلت منها مَن تسبب في هذه المذابح، ومن قلل من شأن ردود الافعال العسكرية، ومن غذا روح الثقة بالاحتمالات الوردية، ومن اعتمد سياسة النفاق السياسي، بامل تحسين رصيدة ومواقعه، وكسب الفرص من نتائج الخراب الذي حل بكل من غزة ولبنان.
وليست فواتير هذه الحرب تسدد بالعاجل كما يتراءى للكثيرين، فان مرحلة مابعد الحرب تشرع في الحساب وتقديم الفواتير، كما انها لن تشمل فقط اطراف الحرب، بل ستمتد الى ابعد من ذلك لتضرب النظام الدولي في مسمياته المعروفة، توازن القوى. التكتلات. التحالفات. سباق التسلح. التهديدات النووية، بما فيها المعاهدات والاتفاقات الدولية، ذلك لأن هذه الحرب كشفت عن ثغرات قاتلة في ضوابط العلاقات الدولية، واخلاقيات المتعاقدين، والتزامات الدول حيال امن الشعوب والسلام الدولي.