الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
النازحون من الحرب يشكّلون عبئاً إضافياً على البنى التحتية المتهالكة

بواسطة azzaman

منسقة الأمم المتحدة في لبنان تحض على حماية المدنيين بعد غارات النبطية

النازحون من الحرب يشكّلون عبئاً إضافياً على البنى التحتية المتهالكة

 بيروت (أ ف ب) - قالت المنسّقة الخاصّة للأمم المتحدة جينين هينيس-بلاسخارت أمس الأربعاء إنه يتعين “حماية المدنيين في جميع الأوقات”، على خلفية سلسلة الغارات الإسرائيلية التي استهدفت مدينة النبطية في جنوب لبنان وأدت أحداها الى مقتل ستة أشخاص بينهم رئيس البلدية.وأفادت في بيان تعليقا على الهجوم على النبطية بأن “انتهاكات القانون الإنساني الدولي غير مقبولة على الإطلاق”. وأضافت “يتعين حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية في الأوقات كافة”، معتبرة أنه “حان الوقت لأن توقف الأطراف المعنية كافة إطلاق النار فورا وتفتح الباب أمام الحلول الدبلوماسية” بعد مرور أكثر من عام على بدء التصعيد بين حزب الله وإسرائيل.

و كانت بيروت غارقة في الظلمة ليلا حتى قبل بدء الحرب، وتفتقد الخدمات العامة وصيانة الطرق. اليوم ومع تدفّق عشرات آلاف النازحين الى العاصمة، لم تعد البنى التحتية المتهالكة أصلا قادرة على الاستيعاب. وفرّ مئات آلاف اللبنانيين خلال الأسابيع الأخيرة من جنوب لبنان والضاحية الجنوبية لبيروت وغيرها من المناطق المحسوبة على حزب الله والتي تتعرّض لغارات جوية إسرائيلية مكثّفة من منازلهم الى مناطق أخرى. ونزح عشرات الآلاف الى بيروت حيث استأجروا شققا سكنية أو نزلوا عند أقارب وفي مراكز إيواء، أو بالنسبة للبعض، افترشوا الطرق والساحات العامة.

موقف سيارات

ويقول سائق التاكسي جمال عضاضة إن المدينة تحوّلت إلى “موقف سيارات” كبير بعدما كانت تشهد أصلا “أزمة سير».

ويقول الرجل الذي يعمل سائق تاكسي منذ 25 عاما، بينما يقود سيارته في شارع الحمراء التجاري المزدحم في غرب العاصمة “خط السير هنا ينبغي أن يتسّع لسيارتين (...)، لكن السيارات ركنت يمينا ويسارا، وبالتالي لا يوجد إلا خط واحد، ما يسبّب الزحمة».

بعد نحو عام من التصعيد بين حزب الله وإسرائيل عبر الحدود اللبنانية، تحوّلت المواجهة الى حرب مفتوجة منذ حوالى الشهر، وكثّفت إسرائيل منذ 23 أيلول/سبتمبر قصفها على مناطق واسعة لا سيما في جنوب لبنان وشرقه والضاحية الجنوبية لبيروت.

ويشرح الملازم أول فادي بغدادي من خلية إدارة الكوارث في محافظة بيروت أن “البنى التحتية في العاصمة باتت بحالة يرثى لها لأن عدد الناس المتواجدين فيها كبير جدا».

ويقول إن عدد النازحين الموزّعين على 169 مراكز إيواء تخطّى 55 ألفا، في حين يُعتقد نحو مئتي ألف نازح يقطنون منازل أو شققا.

احتياجات انسانية

ويضيف أن هؤلاء “يحتاجون إلى مياه... وهناك كمية أكبر من النفايات، والحاجة إلى الصرف الصحي تزداد...».

قبل الحرب والنزوح، كانت شوارع بيروت المليئة بالحفر والغارقة بالظلمة ليلا بفعل انقطاع الكهرباء، مزدحمة أصلا، فوسائل النقل العامة في العاصمة شحيحة، ويعتمد السكان بشكل كبير على سياراتهم الخاصة أو سيارات الأجرة.

تمتلئ شوارع العاصمة الآن بمزيد من السيارات والدراجات النارية. وركنت السيارات قرب بعضها البعض على الطرق في صفّ ثان، أو أحيانا على الأرصفة. ويقول بغدادي إن سيارات الإسعاف تواجه صعوبة أحيانا في الوصول إلى وجهتها بسبب هذه الفوضى. وتراكمت النفايات كذلك في الشوارع في بلد كان شهد أزمة جمع نفايات قبل سنوات ويرزح تحت وطأة أزمة اقتصادية خانقة منذ خمس سنوات شلّت الخدمات العامة ودفعت شرائح كبيرة من المجتمع الى حافة الفقر.

ويقول المدير العام لشركة “رامكو” لجمع النفايات في بيروت وليد بو سعد “ازدادت كمية النفايات بكل تأكيد، لكن المشكلة لا تنحصر بهذا فحسب”، بل يحول الازدحام “دون مرور آلياتنا وسيارات النفايات في الطرق الداخلية لرفع الحاويات التي تحتوي النفايات وتفريغها».

ويضيف “نحاول طوال الوقت مع القوى الأمنية أن نتحدث مع الناس (في هذه الطرق)، لكن الاستجابة بطيئة للغاية، وأغلب الأشخاص لا يستجبون لطلبات إزالة السيارات».

وبالتالي، تزداد “النفايات دائما وتخرج من الحاوية لتتبعثر حولها وتصبح مهمة إزالتها من الأرض أصعب وتستغرق وقتا أكثر”، وفق قوله.

وشاهد صحافيو وكالة فرانس برس عمال جمع النفايات وهم يحاولون جمع أكوام كبيرة من القمامة بالقرب من حاويات مكدسة، الأمر الذي استغرق وقتا طويلا، بينما كانت شاحنات لجمع النفايات تجد صعوبة بالغة في التحرك من دون صدم سيارات من حولها.

وازداد بشكل ملحوظ عدد الشاحنات الخاصة بنقل المياه في شوارع العاصمة. فشبكة المياه في بيروت ضعيفة أساسا ويعتمد الكثير من السكان على قناني وغالونات المياه المعدنية للشرب وعلى شاحنات تعبئة المياه للاستخدام المنزلي.وذكرت وكالة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) لفرانس برس الأسبوع الماضي إنها قدمت “172,500 لتر من المياه المعبأة و2,2 مليون لتر من المياه المنقولة بالشاحنات” لدعم النازحين في الملاجئ في جميع أنحاء البلاد.ويقول فؤاد السملاوي الذي يعمل في شركة توزيع مياه، إن الطلب ازداد بشكل كبير على المياه في الأسبوعين الأخيرين.


مشاهدات 90
أضيف 2024/10/16 - 11:12 PM
آخر تحديث 2024/10/18 - 5:39 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 76 الشهر 7281 الكلي 10037004
الوقت الآن
الجمعة 2024/10/18 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير