قشور إستشارية .. فوارق بين الفني والقيادي
حسين الذكر
من غرائب الأمور الرياضية في الوطن العربي ان بعض اللاعبين ونجوم لعبة ما يصبحون مستشارين لقيادات سياسية او حكومية او هم يتولوا قيادة بعض المؤسسات مباشرة بعد الاعتزال مستندين على الخبرة الرياضية التخصصية في مجال العمل .. من قبيل لاعب كرة قدم ونجم منتخبات وطنية ما ان يعتزل اللعبة حتى يجد منصب قيادي ينتظره لمؤسسة رياضية ما او يكون مستشار قيادة في تخصص رياضي ..
العجيب في الامر ان اللاعب ربما لم يكن يمتلك شهادة علمية ولا حتى دراسية وبالتالي مع كل نجوميته فهو لا يعرف غير تخصصه .. بمعنى هو قادر ان يكون مدربا للعبة او مستشارا فنيا للمدرب وحتى لرئيس النادي في خصوص الاستشارة الفنية حصرا .. اما ان يكون رئيسا للمؤسسة بحجة تخصصه الفني فتلك مصيبة لا يدرك كنهها الا المتغلغلين والمهتمين بفوارق العمل القيادي للدولة وما يعنيه رئيس نادي .
قد لا يعجب هذا الكلام الكثير من النجوم او يعدوه انتقاصا او كلاما لا يتسق مع واقع الحال الذي ينبغي ان يشغل فيه نجوم الكرة مواقع في النادي الذي عاشوا وقدموا الكثير من العطاء فيه .. لكن الحقيقة تنبيء بشيء اخر .. فقيادة النادي منصب حكومي يطبق فلسفة الدولة التي لم تؤسس وتدعم النادي لأغراض ( تنافسية رياضية بحتة) .. بل لفلسفة وبرامج تخص الدولة وتشمل الكثير من الأهداف الحياتية الهامة التي لا يمكن حصرها ( بلعب كوورة ) .. فالامتاع الكروي شيء وبناء الدولة الذي تعد الرياضة احد اذرعه شيء اخر .. وليت قومي يعلمون .
في اوربا ودول العالم المتحضر ممن يعون تماما الفارق بين فلسفة الدولة ومصالح الفرد وتخصصه سيما الرياضي منه .. لا نجد قيادات للاندية من قبل نجوم الا ما ندر فاغلب النجوم يتحول الى مدرب او مدير فني او اداري للفريق او متخصص بامور فنية وإدارية للنادي والمؤسسة وليس له بالقيادة العامة نصيب فيها ..
فاوربا تعي تماما معنى الاحتراف الرياضي ولماذا أسست الرياضة ولم دعمتها .. فتلك اهداف لا يمكن ان يدركها لاعبو الكرة المتخصصين في شؤون فنها وعشقها الجماهيري حصرا ..
اما الأهداف الدبلوماسية والأسلحة الناعمة والحروب الخفية والتاثير في الراي العام وتحريك المجتمعات وغير ذلك الكثير من الأمور السرية والقيادية البحتة التي لا يجيد لاعب ممارس الرياضة أي جزء منها بل لا يحتاج معرفتها لانه طوال حياته لا يمارسها ولم يسمع بها ولم يدرس عنها ولا تهمه اطـــــــلاقا من بعيد ولا من قريب ..
والله من وراء القصد وهو والي الامر .