إنشاء مراكز متخصّصة ضمن خطط تقليل ضحايا الإدمان

جهود أكاديمية لمنع إنتشار المخدّرات بين الطلبة

بغداد -  ابتهال العربي

أختتمت كلية الادآب في الجامعة المستنصرية، أعمال الحملة الوطنية لمكافحة المخدرات٬ التي استمرت لأسبوع٬ ضمن توجهات معالجة خطر انتشار المواد السامة بين الشباب٬ بحضور شخصيات عسكرية واكاديمية٬ وعدد من التدريسيين والطلبة. وذكر بيان تلقته (الزمان) امس ان (وحدة الإرشاد النفسي الجامعي في كلية الادآب٬ وبالتعاون مع اللجنة الوطنية الدائمة للتوعية والإرشاد المجتمعي التابعة الى مكتب رئيس الوزراء٬ وشعبة التعليم المستمر والأقسام العلمية في كلية الادآب، باشرت بالحملة الوطنية الخاصة بالتصدي لظاهرة المخدرات٬ عبر تعزيز الوعي الوقائي بين الطلبة، وتصحيح المفاهيم المغلوطة بينهم، فضلاً عن كشف الآثار الخفية والخطيرة على القدرات العقلية)٬ وابرزت الحملة (كيفية تأثير التعاطي على الفرد والمجتمع٬ ودعم الجانب التثقيفي للطلبة٬ بايضاح الضرر الجسدي المباشر والمستتر لتعاطي المواد المخدرة).

ورش وندوات

وأشار خبراء في علم النفس ومعالجة الإدمان٬ خلال أسبوع الحملة الى (شرح سُبل الوقاية والعلاج، فضلاً عن استعراض القوانين فيما يتعلق بتهمة التعاطي أو الترويج)٬ مسلطين الضوء على (ضرورة رفع وعي الطلبة بطرق الاستغلال الإعلامي للمخدرات، وتمكنهم من كشف أساليب الابتزاز الإلكتروني)٬ وركزت عناوين الورش والندوات على (الأضرار المعرفية للمخدرات لكل من التركيز والانتباه والذاكرة، الآثار النفسية والاجتماعية للتعاطي، الاثر الطبي ومسارات العلاج٬ فهم متكامل للوقاية والعلاج، العقوبات القانونية لتعاطي وترويج وتسهيل تداول المخدرات، وإستراتيجة الإعلام الرقمي في مواجهة الإرهاب الأبيض)٬ لافتة الى (اطلاق حملة إعلانية بعنوان جيل ضد المخدرات، ومعرض، وحملة تحت عنوان جيل ضد المخدرات). ونظمت كلية الطب بالجامعة المستنصرية٬ في وقت سابق٬ محاضرة علمية متخصصة بعنوان المخدرات الرقمية خدعة جديدة أم تهديد حقيقي٬ بحضور رئيسي فرعي علم الأدوية٬ علي كاظم جلاب٬ وعلم الأمراض والطب العدلي٬ ميسم مؤيد علوش٬ ونخبة من التدريسيين وطلبة الدراسات العليا بالكلية. وضمن نشاطات شعبة التعليم المستمر٬ بالتعاون مع فرع علم الأدوية في طب المستنصرية٬ قدمت التدريسية في فرع علم الأدوية٬ علا محمد سامي٬ محاضرة علمية عن (المخدرات الرقمية التي تتضمن نغمات صوتية عند سماعها يتم بث ترددات معينة في الأذن اليمنى٬ وترددات أقل في الأذن اليسرى ، فيحاول الدماغ جاهداً توحيد الترددين للحصول على مستوى واحد مستقر، وهذا يجعل الدماغ في حالة غير مستقرة، مما يحث الخلايا العصبية على افراز الدوبامين والادرينالين، اللذان يعززان الشعور بالاسترخاء وتحسين المزاج٬ وقد تصل الى النوم العميق٬ وربما الى فقدان الوعي).

مشيرة الى ان (هناك عدة مواقع في الانترنت تقدم المخدرات الرقمية٬ وتسوقها مجاناً على انها آمنة)٬ وأضافت سامي ان (هذه النغمات تعمل على محاكاة تأثير المخدرات الكيميائية)٬

مركز تأهيل

وفي ختام المحاضرة شدد المشاركون على (ضرورة الاهتمام بالنصائح٬ وزيادة الوعي بأضرار هذا النوع من الإدمان٬ ومراقبة الأبناء ومنحهم الدعم الكامل). على صعيد متصل٬ وضعت المديرية العامة لشؤون المخدرات في وزارة الداخلية، استراتيجية شاملة تهدف الى تقليل ضحايا الإدمان من خلال توسيع البنية التحتية العلاجية، مؤكدة إنشاء 16 مركزاً للتأهيل المتخصص في عموم البلاد، وإعادة دمج 6 آلاف متعافٍ من التعاطي بالمجتمع. وقال مدير إعلام المديرية٬ زياد القيسي، في تصريح امس ان (الوزارة تسعى الى إنشاء 16 مركز تأهيل٬ بواقع ثلاثة مراكز في بغداد والمحافظات الأخرى)٬ موضحاً ان (هذه المراكز تختلف عن المصحات٬ اذ توفر برامج إصلاح وعلاج متكاملة بإشراف الوزارة)٬ وأضاف القيسي ان (آلية العمل في هذه المراكز تعتمد على التعاون الوثيق مع مجلس القضاء الأعلى لتفعيل أحكام المادتين 32، و39 من قانون المخدرات، اذ ينظر القضاة إلى المتعاطين كضحايا للإدمان يستحقون الرعاية، لإصدار قرارات قضائية بإحالتهم إلى مراكز التأهيل٬ بدلاً من السجون لتلقي العلاج اللازم)٬ لافتاً الى ان (المراكز استقبلت خلال الفترة الماضية ستة آلاف شخص، خضعوا لمنهاج علاجي مكثف وشامل٬ تضمن الدعم النفسي وبرامج التغذية والرعاية الطبية، إلى جانب أنشطة حيوية مختلفة٬ ونظام تدريب على المهن والأعمال الحرفية٬ لتمكينهم من الاندماج مع المجتمع بعد فترة العلاج).