نزار محمود
التعلم حاجة إنسانية لا يضاهيها غير الحاجات الأساسية التي لا تدوم حياة الإنسان بدون إشباعها كالحاجة الى الهواء والماء والغذاء والكساء والدواء والإيواء. وقد تتقدم حاجة التعلم واكتساب المعرفة عند البعض على بعض الحاجات الأساسية واردة الذكر.
لماذا يتعلم الإنسان؟
هناك دوافع لتعلم الإنسان وكذلك بعض المحفزات. يتعلم الإنسان لكي:
- يفهم ما يدور حوله في الحياة ويعينه على التعامل معه من كائنات حية بشرية وغيرها، وكذلك مع غيرها من معطيات الطبيعة التي لا يستطيع العيش من دونها.
- يكتسب المعرفة والمهارة التي تساعده على صنع أو انتاج أو حل مشكلات حياتية أو تحقيق تقدم في تسهيلات الحياة.
يحصل على شهادة تعلم تؤهله
- لنيل عمل أو وظيفة ما يعتاش منها ويكتسب مكانة اجتماعية.
- يساهم في تعويض ما يستهلكه المجتمع من أصول وسد ما يحتاجه من سلع وخدمات وتلبية رغبات متطورة ومتزايدة.
ماذا وكيف يتعلم الإنسان؟
ازاء ما أشرنا اليه من أسباب ودوافع للتعلم تتحدد وبتطور مناهج التعليم في أهدافه ومحتواه وطرقه وأساليبه التي يفرضها تطور حاجات المجتمع، من ناحية، وما يتيحه ذلك التطور من مساعدات للتعليم ترفع من كفاءته.
ا-قتصاديات عملية التعليم/ التعلم:
مع تطور الحياة ومتطلبات اسواق العمل توجب ان يحصل تطور مماثل في المضمون وسباق في الزمن في ما يجري من تعليمه وتعلمه. هذا التطور والتسابق باتت تزداد تكاليفه وتثقل أعباؤه الميزانيات الحكومية وكذلك ميزانيات الأسر التي تذهب الى التعليم الأهلي والخاص.
من هنا يجب التعامل مع عملية التعليم/ التعلم في احدى جوانبها باعتبارها استثماراً اقتصادياً ومالياً لا أن ينبغي أن تغيب فيه حسابات الجدوى، دون اغفال عنصر الزمن فيها.
ان حملة الشهادات الورقية الذين لا يجدون عملاً عليهم أن يتقدموا الى محكمة العدل بشكوى ضد المسؤولين عن التعليم تحت عنوان:
من يدفع ثمن تكاليف الدراسة وبطالتنا، وزمننا الذي قضيناه في الدراسة؟ وقبل هذا وذاك من المسؤول عن مستقبل أطفالنا!
انها أموال الشعب، ومصير ابنائه، والزمن الذي فاته القطار!!
اين هم نواب لجان التعليم؟ أين هي مجالس الآباء؟ أين هم رجال الاقتصاد السياسي للتعليم؟ أين هي الوزارات والرئاسات؟ أبن هم العلماء والخبراء والمستشارون؟ أين هو الإعلام والقضاء؟
اننا لا ندعو الى ثورة، لكن الثورة تدعونا اليها!!
برلين، 21.10.2024