لمن نقرع الأجراس؟
الإستحمار المعرفي
هاشم حسن التميمي
يحتاج مجتمعنا لثورة معلوماتية كبيرة وومنهجة تعلم الاجيال التقنيات الرقمية وكيفية استخدامها ومهارات التعامل معها للقضاء على الامية الرقمية التي تظهرنا جهلة واغبياء عند زيارة البلدان المتقدمة.
وربما يقول احدهم اننا نمتلك اكبر عدد من الجامعات والكليات الرسمية واضعافها الاهلية والتي تخرج كل عام مئات الالاف من الطلبة في اختصاصات متعددة وبينها المعلوماتية وتقنيات الحاسوب ويضاف لها جيوش من خريجي الدراسات العليا ومن حقنا ان نسال عن المستوى النوعي ومقدار الجودة والكفاءة عند خريج الجامعات العراقية والذي كان مصدر اعتزاز وجذب واحترام لمؤهلاته في اشهر الحامعات العالمية حين كانت الجامعات والمعاهد والمدارس العراقية رصينة لا تتساهل او تجامل في المستوى العلمي ولا يغريها الاستثمار وتقبل بالاستحمار في التعليم وواقع الحال لايحتاج لتوصيف ولايبالغ بمن يصفه بالكارثة والخراب.
ونعود للثورة المعلوماتية والرقمية فنجد انفسنا اكثر الشعوب حديثا عنها ونمتلك لفيالق من الخريجين لكن اغلبهم وللاسف الشديد لايجيد ابسط قواعد واسس الابجديات الرقمية ويمتد هذا الجهل المعرفي لاغلب التخصصات واندرها المهم في سياستنا التعليمية ان ينجح الطالب ونجد له وظيفة في جهازنا المترهل حتى التخمة ووصلت البطالة المقنعة للملايين….
ان هذا العصر الذي تتسابق فيه العقول لابتكار اغرب التقنيات والتي كانت تستخدم في تنمية العقول والمجتمعات واكتشفنا اخيرا انها تستخدم لادوات للقتل
مثلما حدث في لبنان في تفحيرات حقيرة لاجهزة الاتصال ومنظومات الطاقة الشمسية مما يدلل ان اغلب الاجهزة الالكترونية وشبكات الاتصالات والكهرباء ملغومة تتجسس وتقوم بالاغتيال….ونسال اين نحن في الاستخدامات الرقمية في السلم والحرب…؟ وهل نستطيع ان نحارب الوحدة الاسرائيلية المعلوماتية (8200) والتي نبهت عن خطورتها قبل عشر سنوات وسخرت مني الحكومة وتحاهلني الطلبة الا قلة من النابهين المهملين الان…يوصي خبراء هذه الخلية الاستخبارية وجل عناصرها من تخصصات الاتصالات والمعلومات الرقمية ان الجامعات في العالم تعلم طلبتها طريقة تقليدية واحدة لايجاد حلول للمسائل المعرفية والمشكلات الستراتيجية وهنالك جامعات تجد حلول ثنائية لايحيدها الا الاذكياء ولكننا في ( اسرائيل) امة مختلفة علينا ان نعلم الطالب الجامعي واصحاب الاختصاص في الحرب والسلام البحث عن الحل الثالث الذي لايتوقعه اذكى الاذكياء وبهذا فقط نتفوق ليس على العرب بل على العالم كله …. ماذا نفعل ونحن نرصد هذا التفوق يوميا ونتامل جامعاتنا المنشغلة باعداد الملازم ذات المحتوى التقليدي الهابط لضمان اعلى نسبة نحاح حتى لاتزعل الوزارة وحتى يعحل الطالب بدفع القسط السنوي وبعضهم يؤهل نفسه ليصبح وزيرا او سفيرا ويحصل بالمراسلة على شهادة دكتوراه بمرتبة الشرف….
الى اين نحن نسير ملايين الشهادات (الدمج) لاتستطيع ان تجد لنا حلول من المستوى الاول لمواجهة الحياة والتحديات وحتى دول الرفاهية الخليجية فقد اعتمدت البهرجة الرقمية ومظاهر الدعاية والفرجة والدليل انها تشعر بالعجز فلجات للتطبيع مع الكيان….وخلاصة القول ان نعود لاصول المعرفة ونعيد اسس التعليم بمستوياته المختلفة ونغير محتوى المناهج ونعيد النظر في سياسة القبول خاصة الدراسات العليا وننقلها من سياسة المكرمات والتوسعات لسياسة التميز والحاجة المستقبلية لبحوث نوعية وباحثين لايشابهون اقرانهم بل يقتربون من العباقرة لكي نستبعد من لايمتلك القدرة لايجاد الحل الثالث في مسائل الحياة والحرب وتبدو هذه التوصية غريبة لان رب الدار يريد حصته ولايريد حلول لمستقبلنا المجهول…!!؟؟