الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
خيارات صعبة

بواسطة azzaman

خيارات صعبة

ضرغام الدباغ

 

حدث هذا خلال العدوان الأمريكي على العراق / ، المكان : بغداد / سجن أبو غريب 1991كنت خلال فترة العدوان الأمريكي على العراق، سجيناً لمدة أكثر من 4 سنوات بقليل، في أبو غريب. وفي الامسيات التي كان دخان الحرائق يزيدها سوادا فوق سواد، والقصف ينهال على العراق ليل ونهار،، وفي هذه الأجواء الصعبة، جاءني في زنزانتي، من الأخوة والأصدقاء من يفاتحني بفكرة تبدو ظاهريا أنها ممتازة، ولكنها تنطوي على مخاطر كبيرة جداً.طرح الأخوة على فكرة كما يلي: الحراسات في السجن تبدو هزيلة، والظلام دامس، والوضع السياسي والعسكري يبدو غامضاً، وخطتنا تتلخص، بأن نهاجم بما يتيسر بأيدينا من أسلحة بيضاء، (  عصي وخناجر) وأنابيب حديدية) ونستولي على السجن، وإلى هنا  يبدو هذا بسيطاً، ومن سجننا المسافة إلى بوابة سجن أبو غريب الرئيسية ليست بعيدة، وسنستولي عليها، ونغادر السجن محررين أنفسنا بأنفسنا، ونخرج من بغداد متجهين للشمال، ومن هناك سنراقب الموقف وتكون لم يريد العودة لبغداد سهلة، ولمن يريد المغادرة للخارج كذلك.قلت لهم يا أخوان فكرة أن نحرر انفسنا بأنفسنا فكرة جميلة، بما في ذلك إن انطوت على خسائر بالأرواح،  ولكن فكروا قليلاً بالمشكلات الرئيسية والفرعية :

ربما فاتكم أن تعلموا أن هناك سرية طوارئ مسلحة تسليح جيد، سيتصدون للمحاولة وهم في جو مثل هذا الاحتمال ومستعدين له أتم الاستعداد .

عدد السجناء، وبالتالي يصعب السيطرة عليهم، فنحن نفتقر إلى أسلوب العمل المنظم، فسوف تدب الفوضى، ولا أحد يتكهن بالنتائج.

أرجح شخصياً أن تسيطر سرية الطوارئ بسرعة على الموقف، مع خسائر كبيرة جداً.

نحن لم ننسق في هذا الأمر مع سجون أخرى في أبوغريب (سجن أبو غريب يتألف من 5 سجون)، ولا مع جهات خارجية، كما أن انتقالنا للشمال محفوف بمخاطر عديدة.

من الصعوبة الآن (في السجن)التوصل لقرار مركزي ، يلزم السجناء السياسيين .

شخصياً أعتقد أن القتال سيتوقف، وسيكون هناك عفو كبير، سيغادر بموجبه كثير من السجناء بموجب العفو، وشخصيا لا أعتقد أني من بين الذين سيشملهم العفو.

أقترح وهذا رأي الشخصي، الانتظار وترقب الاحداث المقبلة.

لحسن الحظ، قبل الأكثرية رأي، ولكن كان هناك عدد قليل جداً من يفكر بالمغامرات .. ولكن أستقر الرأي على لف الموضوع وعدم الجديث به. وهكذا صار العبرة من هذه الخاطرة، وأنا أتعمد نشرها في هذه الأيام، أن القرار السياسي في جميع الحالات عليه أن يدرس الموقف الحالي الراهن، والموقف المقبل بأحتمالاته، والموقف المرجح حصوله، ليكون تصرفنا ينطوي على الحكم بجانب الشجاعة، وليس الشجاعة بجانب الحماس.

 


مشاهدات 68
الكاتب ضرغام الدباغ
أضيف 2024/10/05 - 12:53 AM
آخر تحديث 2024/10/05 - 9:04 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 402 الشهر 2121 الكلي 10031844
الوقت الآن
السبت 2024/10/5 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير