نص شعري مباغت ورأي وفي
الشمس عندما يحين رحيلها
نص: محمود السعدي
تقديم: خالد العزاوي
في كثير من الأحيان لا تلتفت إلى مَلَكَةِ البعض الشعريةَ، سيما إذا كان هذا البعض مؤطراً بصورة عاشَها زمناً ليس قصيراً .. نحن نعرف عن “محمود السعدي” أنّه صحفيٌّ تخصص في مجال الرياضة وأبدع بها وترك بصْمتَهُ في التعليق الرياضيّ ..
فجأة وجدّتُ جمالَ الأحاسيس في مقطوعة شعرية رسمها السعدي تلتقي فيها الصور الشعرية الجميلة مع نص متكامل لشعر الحداثة .. لقد شدّتني غيرَ مرة ومضاتٌ شعرية لمحمود السعدي ، الإنسان الذي عاش في هذا العالم الذي يتآكل بمرارة … بعد أن كان ينعُم ببهاءِ الحياة وجمال الألفة الأسرية وجمال العلائق المجتمعية ..
أتمنى من كل قلبي أنْ يستمرَّ السعدي في المواظبة على رسم أحاسيسهِ الشعرية دون أنْ يفقد بريقَهُ وإبداعاتِهِ في عالم الصحافةِ الرياضية ..
رحيلُ الشمسِ
حينما تقتربُ الشمسُ من أفولِها..
ويستديرُ قرصُها على عجلْ،
تكبرُ صرخاتُ الظلمةِ وتنمو حُلْكتُها..
تبدأ معها،
رحلة لملمةِ شتاتِ اﻻفكارْ..
ترسمُ خارطةً
من ألواحِ الزمنِ ال..مُ..بَ..عْ..ثَ..رْ
وتعبرُ مِنْ فوقِ سكناتِ دُجنّتها،
فيما ينبلجُ الصمت المستسلمُ…..
آهٍ من هذا “الصمت المستسلمِ”!
………
تآلفت أفكارٌ
وتشتَّتت أخرى …
وما بينهما زمنٌ
يبحث عن أوراقٍ،
رُبَّما تأتي ملونةً….
تُسْفِرُ عن حقيقةٍ…عن وجودٍ…
عن أملٍ… أو عن مستقبلْ..
بغداد 20 آب 2024
**صديقايَ العزيزان، الأستاذ الكاتب محمود السعدي، والأستاذ الزميل خالد العزاوي، باغتا “سوء ظني” بتداعياتِ مجتمعِ “ما بعدَ الانحلالِ” الذي خلّفهُ “الاحتلال”، الأول بنصّ ينتمي إلى جنس “الشعرِ النثريّ”، أو “النثرِ الشعريّ” بنسيجِهِ اللغويّ، وبإيقاعِهِ الهادئ الذي يعكس مناخاً روحياً ووجدانياً عَرفناه على مدى عقود في الزميل “محمود السعدي”..أما الصديقُ الثاني فهو زميلي الصحافيّ العزيز “خالد العزاوي” الذي فاض بنبضةِ وفائهِ التي اهتزَّ لها قلبُ السعدي، بعدما وجدَ “نصّه الشعريّ” الحداثي مستحقَّ النشر.. أنا سعيد جداً، بما آلَ إليه نصٌ مباغتٌ جميل، ورأيٌ وفيّ أثيل، فالسلام على صاحبيه، إبداعاً، ووفاءً، وحُسنَ خلُقٍ “يؤدّبنا” من جديد، لكيْ لا نكون بعضَ تداعيات “الانحلال”!..صباح اللامي