(الزمان) صرحٌ إعلاميٌّ راسخ القيم المهنية
منذر عبد الحر
حين كانت جريدة الزمان في أيّام انطلاقتها الأولى تمثّل في وسطنا – نحن الأدباء الشباب آنذاك – منشوراً سريّاً نتداوله بيننا , لأنها تمثّل رئة مختلفة نتنفّس منها ما يشعرنا بأننا نحطّم قيوداً ونتجاوز تابوات , وحين بعث لي بعض الأصدقاء المقيمين في عمّان قصاصة من العدد الذي نشرت لي فيه قصيدة جديدة , شعرتُ بالفرح المشوب بالقلق .
ومن تلك الأيّام وحتى العدد الأخير وأنا من متابعي هذه الصحيفة التي امتازت بمهنيّتها وحفاظها على المبادئ الصحفيّة الملتزمة و الحِرَفيّة العالية في الأداء كونها تنطلق من مدرسة إعلاميّة لها خصوصيّتها ومن رؤى تلتزم بالحياد المبني على ثوابت إنسانيّة ووطنيّة , وحتى الرأي المختلف عن السائد لا تكبح جماح صاحبه , لكنها تسمح للرأي الآخر أن يردّ أو يصوّب ما ذهب إليه صاحب الرأي المختلف , فضلاً عن تميّز صفحاتها المتخصصة بالرياضة والفن والدراسات والمتابعات المتنوعة إضافة إلى ملحقها الأدبي المهم اللافت للنظر» ألف ياء» الذي قدّم نصوصاً ودراسات وقراءات ثقافيّة مختلفة ... من الجدير بالذكر هنا , أن جريدة الزمان الغرّاء , هي من الصحف القلائل التي حافظت على ثبات مسارها الثقافي والإعلامي , وظلّت متواصلة بلا انقطاع على الرغم من الصعوبات الكبيرة التي واجهت الصحافة بشكل عام والصحافة الورقيّة بشكل خاص , وثباتها وصمودها ينمّ عن حرص من قبل كادرها الذي أرسى دعائم مؤسسة إعلاميّة راسخة , وليست جريدة طارئة تحقق غاية معينة ثم تختفي بعدها ..
صفحات متنوعة
أبارك لصحيفة الزمان الغرّاء بطبعتيها الدولية والمحلية وصولها إلى العدد رقم (8000) بجهود كبيرة وحرص واضح على أن تكون منبراً حرّاً منيراً , وأحيي جميع العاملين فيها بدءاً من مؤسسها الأستاذ سعد البزاز مروراً بكل القامات والكفاءات التي ساهمت في العمل فيها أو الكتابة على صفحاتها المتنوعة , كما أحيي الاستاذ الصحفي والأكاديمي القدير الدكتور أحمد عبد المجيد رئيس تحرير طبعة العراق , فهو القامة الإعلامية الراسخة والروح الإنسانية المفعمة بالمحبة والدأب والخلق الرفيع ..
وأتمنى للزمان الغراء دوام التألق والنجاح والمضيّ في فضاء الإعلام المهني الجاد .