مبارك العدد 8000
محمد الكرخي
أبارك لكوادر جريدة (الزمان وصول جريدتهم إلى العدد 8000، وأتمنى لهم التوفيق والاستمرار في بذل مزيد من الجهد لتقديم أجمل وأنقى صورة مشرقة لإبداعاتهم وهم يصدرون جريدتهم إلى الرأي العام العراقي في الحاضر، ويؤرشفون الحاضر للأجيال القادمة.
ولأن الجريدة -بصفتها المعنوية- لسان حال الشارع وسجل وقائعه، صار لزاماً علينا إيلاء أهمية كبيرة للمواد المنشورة والمؤرشفة في الجرائد، وهذا ما يحتم علينا إبداء بعض الملاحظات في سبيل تقديم مختلف المواد المنشورة في الجريدة بمستويات رصينة.
مقالات معينة
من ملاحظاتنا على الجريدة، ما يلي:
أولاً: عدم الاهتمام بالمستوى اللغوي للمواد المنشورة، وبالطبع لست أحمل الجريدة مسؤولية التواضع اللغوي لبعض المقالات المنشورة (الأخطاء اللغوية والنحوية والمطبعية واردة جداً ولا يسلم منها أحد، لكن هذا لا يبرر امتلاء بعض المقالات بهذه الأخطاء).
ثانياً: هنالك تهاون في نشر المقالات المعنية بقضايا علمية في مجالات علوم الإنسان أو العلوم الطبيعية (ولعل تجاوز هذه المشكلة يتلخص في تقديم المقال إلى مختص علمي قبل النشر).
ثالثاً: في بعض الأحيان تستند الجريدة في نقلها الأخبار، على ما يروج في وسائل التواصل الاجتماعي، مما قد يوقعها في نقل أخبار غير دقيقة أو خاطئة، وهذا قد يتضح بعد يوم أو يومين من رواج الخبر في وسائل التواصل الاجتماعي (يمكن تجاوز هذه المشكلة باعتماد مصادر صحفية موثوقة همها الأول والأخير هو الحقيقة وليس الشهرة).
رابعاً: الهوية السياسية للجريدة هوية هلامية، فلا هي يسارية ولا هي يمينية، لكنها في نفس الوقت في طوع اليمين ومغازلة لليسار، إنها جريدة كأنها حكومية وليست كذلك (قد تكون هذه الصفة للجريدة «ميزة» يصعب على جهات مستقلة في واقعنا العراقي السياسي-الاجتماعي المأزوم أن تعمل وفقها في سبيل اتقاء شر الجميع وكسب ودهم).
خامساً: بحسب تجربتي بالنشر في الجريدة، فإنني لا أحصل على إجابة بقبول المقال للنشر أو الرفض، وهذا ما يدفعني للانتظار أحياناً لأيام وأسابيع حتى أعرف هل تمت الموافقة على نشر مقالي أم لا، وطوال هذه المدة لا يمكنني أن أبعث بالمقال في نفس الوقت لأكثر من جريدة (أظن أنه لو تم الرد على الكاتب بقبول مقاله للنشر أو رفضه بتحديد مدة زمنية محددة مسبقاً، لكان أفضل من الناحية المهنية للجريدة ومن الناحية الزمنية للكاتب. ومن حق الجريدة أن توافق أو ترفض أي مقال، ولست أقول أن بعض مقالاتي لم تنشر خلال 24ساعة).
سادساً: هنالك مجاملات لشخصيات عامة لا تستأهل المجاملة؛ بسبب تاريخها وحاضرها الشخصي الملوث بأشكال وألوان التجاوزات على المواطنين وعلى المال العام. (إن هذه المجاملات تقدح في موضوعية الجريدة، وتجعلها محل شك في نظر مؤرخي الأجيال القادمة) وتتلخص مواظبتي على قراءة جريدة (الزمان لعدة أسباب، منها: الانتفاع من المقالات الصحفية الخاصة بالإحصاءات ومختلف المقالات والحوارات الصحفية الآتية بمعلومات جديدة أو المصححة لمعلومات مشهورة خاطئة - متابعة المستوى الثقافي والعلمي للوسط الثقافي.
وفي ما يخص حدود «حرية النشر» في الجريدة، فإنها حدود واسعة، لكننا نطمع بالمزيد من الحرية، وإن كانت بعض المقالات تتجاوز في حرية تعبيرها حدود حرية النشر في جريدة (الزمان)، فليس واجب (الزمان) أن تتبنى هذه المقالات، لكن واجبها من الناحية الأخلاقية-المهنية هو توفير مساحة من الورق ليعبر المختلف عن السائد عن وجهة نظره بكل حرية وشفافية، شرط التزامه حدود الأدب والعلم وأن لا يكون خطابه قادحاً بمصالح البلاد العليا. ولعل ما يدفعنا للطمع بكرم (الزمان) أنها تنشر لشخصيات معروفة بخطاباتها «الطائفية» الصريحة في التلفزيون أو في جرائد أخرى، وفقاً لمبدأ «فتح المساحة للجميع ليعبروا عن آرائهم». ولا بد من التذكير أن أول من يجب عليهم الدفاع عن «حرية التعبير» والذود عنها هم الصحفيون والإعلاميون، وأن يتحمل هؤلاء هذه المسؤولية دون وجل وأن يواجهوا أعتى الجهات المستبدة بالورق والقلم، وأن لا ينسوا أن الجميع متربصون بــــــ(حرية التعبير) في العراق ويسعون جاهدين للحد منها أو القضاء عليها.
مقالات مترجمة
وأنصح بتخصيص صفحة من الجريدة للمقالات المترجمة عن لغات أجنبية مختلفة، تكون موضوعاتها الأساسية مرتبطة بالثقافة الاجتماعية والمعمارية والزراعية والقانونية لباقي شعوب المعمورة. كما ولا بد من تخصيص صفحة أخرى خاصة بالقضايا البيئية المحلية والإقليمية والعالمية.
وفي الختام، كل 1000 عدد صادر عن جريدة (الزمان) والجريدة بألف خير. مع تمنياتنا الصادقة لئن تكون جريدة (الزمان) بمستوى شفاف ورفيع في عالم الصحافة الدولية والعالمية.