علاقتي مع (الزمان)
قصي حسن
تعود علاقتي مع جريدة الزمان الى العام 2006، حينها تم تكليفي من قبل رئيس تحرير (الزمان) الطبعة العراقية الدكتور احمد عبد المجيد بالإسهام في إصدار ملحق الزمان الرياضي برئاسة رئيس القسم الرياضي الدكتور عمار طاهر، وخلال مدة شهرين من العمل الدؤوب وتحضير المواد الصحفية وتبويب الصفحات الاربعة التي شملت الاخبار المحلية في الصفحة الاولى، فيما خصصت الصفحة الثانية للأخبار العربية والعالمية، والصفحة الثالثة تتضمن تقارير محلية مع مقال (عمود صحفي)، وانقسمت الصفحة الرابعة بين تقرير محلي ومقال (عمود صحفي) وأخبار مثيرة عربية وعالمية.
وقبل انضمامي الى اسرة (الزمان) كنت اشغل منصب مدير تحرير جريدة الزمان الرياضي التي كان يرئسها المرحوم قاسم العبيدي وتصدر بـ12 صفحة، حتى توقفها في شهر حزيران 2006 جراء الظرف المادي وضعف التمويل وانحسار الاعلانات.
ايام جميلة وحقبة جديدة خضتها مع (الزمان) عززت مسيرتي في بلاط صاحبة الجلالة التي تمتد لنحو 34 عاما قضيت معظمها في الصحافة الرياضية، في ظروف وأجواء ممتعة قبل دخول تكنولوجيا الاتصال ومواقع التواصل الاجتماعي التي سحبت البساط من الصحافة الورقية، مما دفع القائمون على هذا القطاع المهم البحث عن حلول واقعية تمثلت بأنشاء المواقع الالكترونية حتى يواكبوا التطور العلمي، وتكون هناك حلقة تواصل سريعة مع الجمهور، من خلال تحديث المعلومات والصفحات بشكل دوري، وتزويد القارئ بالمستجدات والاخبار الجديدة، في حين كانت هذه المهمة صعبة في حقبة التسعينات حينما دخلت عالم الصحافة، واذا لزم الامر، فأنه يتوجب تغيير الصفحة الاولى واصدار طبعة ثانية تتضمن الخبر الجديد الذي يستحق معه تغيير صفحة كاملة مع ما تتطلبه هذه العملية من تغيير الماكيت، وتدقيق المادة املائيا ونحويا، ثم طباعة الصفحة في صورة فيلم في قسم المونتاج، ومن ثم وضعها على البليت والمرحلة الاخيرة اجراء عملية الطبع، وخلال احدى زياراتي الى العاصمة المصرية القاهرة لتغطية بطولة العالم للشباب بالمصارعة بمشاركة المنتخب العراقي، كنت احرص على اقتناء الصحف المصرية، فلاحظت ان هناك صحف تصدر في المساء حتى تواكب الاخبار التي لا يمكن للصحف الصباحية تغطيتها.
عائلة واحدة
العمل في مدرسة الزمان له نكه خاصة بوجود قامات صحفية تحرص على تعزيز العمل الاحترافي والمهني، وتقديم العون والمساعدة والمشورة برحابة صدر، لذا كنا نعمل كعائلة واحدة، هدفها المنافسة والبحث عن السبق الصحفي وملاحقة الاحداث المهمة، وهنا اعود بالذاكرة الى شهر تموز 2007 الذي كان ممزوجا بانتصارات المنتخب العراقي في نهائيات كأس اسيا بكرة القدم، والتفجيرات الارهابية التي كانت تحصد الابرياء لاسيما في التجمعات كما حدث بعد فوز العراق على كوريا الجنوبية في نصف نهائي كأس آسيا، إذ خرجت الجماهير بعفوية لتحتفل وتحي هذه الانتصارات، ليحدث انفجار ارهابي حصد ارواح العراقيين في تجمعهم بمنطقة المنصور.
وهذا الحدث الرياضي غير المسبوق لم يكن يخرج من اهتمامات القيادات العليا في الجريدة التي قررت بعد وصول المنتخب العراقي الى نهائي اسيا، اصدار عدد خاص يوثق المباراة النهائية مما تطلب المبيت في مقر الجريدة بسبب الظروف الامنية وحظر التجوال، لذا استعدنا لهذه المهمة وجهزنا ادواتنا لكتابة (مانشيت) الانتصار العراقي في عرس جميل، إذ تسابق الجميع لوضع بصمته حتى تخرج الجريدة بأجمل حلة مصحوبة بتغطيات عديدة عن فوز أسود الرافدين بلقب آسيا 2007 في حدث غير مسبوق.