مدرسة الصحافة العراقية
ضياء الوكيل
استطاعت جريدة (الزمان) أن تؤسس لمشروع إعلامي معاصر، بمعايير مهنية، وقيم صحفية رائدة، وتمكنت من الإبحار وسط أمواج عاتية، وبيئة مضطربة، وتحديات خطيرة، ونجحت في اجتياز الإمتحان الصعب، وقد حملت بذور نجاحها مع خط الشروع الأول، ولا شك أن لهذا النجاح الصحفي الممتد أسباب وعوامل كثيرة، نذكر أهمها: أن جريدة الزمان تتمتع بشباب متجدد على صعيد(الفكر،التخطيط،النهج،الأسلوب،التحرير،التصميم،المواكبة، والإخراج)، والتجدد هنا ليس بالمعنى اللغوي المجرد، إنّما بمغالبة الزمن، ومسابقة العصر، وقبول التحدي، وهذه بعض من صفات صاحب الفكرة والمبادرة (الأستاذ سعد البزاز) الذي وفقه الله تعالى الى إختيار( الدكتور أحمد عبد المجيد) للتصدي لهذه المهمة الصحفية الكبيرة، والمعقدة، فهذا الرجل ذو الخلفية العلمية والمهنية والصحفية العريقة، تمكن بحنكته المعهودة، وخبرته الطويلة، واخلاصه في العمل، من ترجمة الفكرة، وتحويلها الى حقيقة ساطعة مثل شمس النهار.
مثابرة وصبر
(الدكتور عبد المجيد) كان وما زال.. مثابرا، صبورا، دؤوبا، باذلا، ومبدعا كبيرا، حيث أدار عجلة التحرير بكفاءة استثنائية، ومهارة نادرة، ووضع (جريدة الزمان، طبعة العراق) على طريق النجاح والتألق والريادة، حتى تربعت على عرش الصحافة العراقية والعربية المعاصرة، بجدارة المنجز، واستحقاقه، وهذا المجد الصحفي الذي نحتفي بصدور العدد (8000) ثمانية آلاف من رصيده المتجدد، يستحق من كلّ منصف الإشادة والتقدير والإعتزاز، ولا يسعنا ونحن نكتب هذه الكلمات المفعمة بالصدق والوفاء والمحبّة، إلا أن نقدم لرئاسة التحرير، وفريق عمل الجريدة، أطيب التهاني، والأمنيات الملونة بالإعجاب، لما قدموه، وما زالوا على طريق بناء صحافة عراقية حرّة ومستقلة، قادرة على النهوض بدورها البنّاء في حاضر ومستقبل العراق، ونجدد اعتزازنا بجريدة (الزمان)، عروس الصحافة العراقية، ومدرستها العريقة، وبتجربتها الغنيّة بالدروس والقيم الصحفية والمهنية والإنسانية الأصيلة..