الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
وبعض الأمنيات لها بريد أُمنية مبكّرة للعدد 10 آلاف من (الزمان)

بواسطة azzaman

وبعض الأمنيات لها بريد أُمنية مبكّرة للعدد 10 آلاف من (الزمان)

 

عبد اللطيف الموسوي

 

عندما يروم المرء الحديث عن شخص أو كيان يحبه، فقد يجد نفسه في حيرة من أمره لأنه سيتوقف كثيرًا عند البداية. سؤال مهم يراود الكاتب وهو : من أين ابدأ؟ وهي حيرة في محلها، إذ أن المستهل، شأنه شأن عنوان اي عمل ابداعي، مهم للغاية فالعنوان هو عتبة النص التي ستجذب المتلقي نحو المتن ، وبالعكس فقد يفرّ القارئ فرارًا نهائيًا وهو لا يلوي على شيء. وحقيقة الأمر أنني أشفقت على نفسي وأنا أحاول الكتابة عن (الزمان) لمناسبة صدور العدد 8000 منها. ذلك لأنني لن أحار بالمستهل فحسب وإنما بمجمل ما ينبغي أن أكتبه عن هذه الحبيبة.

علاقتي ب(الزمان) ليست علاقة إعتيادية بين حبيب وحيببة، وإنما يجمعنا رباط كاثوليكي يتسم بالروحانية والتماهي والإيثار يمتد لسنوات طويلة تجاوزت العشرين بحلوها ومرها. لم ابتعد عن (الزمان) في أحلك الظروف وأصعبها، منذ بداية هذا العشق الذي كان في أيام الإنفلات الأمني الذي أعقب سقوط النظام السابق.

وتخيل عزيزي القاريء أن شابًا أعزل إلا من قلمه وقلبه المحب يقصد محبوبته في منطقة البتاويين في تلك السنوات العجاف، فلاهو يشعر بأمان في الذهاب والإياب ولا حتى أثناء انغماره بالعمل الصحفي في بنايتها، ولكنه كان يربط مصيره بمصيره زملاء احبهم وأحبوه وقاسموه حب (الزمان) .

ولا شك أن هذا الرباط لا يزال قائمًا ووثيقًا بالرغم من الابتعاد الجسدي الذي فُرض علي فرضًا لعوامل خارجة عن إرادتي.ولكن النبض لا يزال مع زملاء (الزمان) والروح معهم . والدليل أنني لا اشعر بأي غربة عندما أذهب للجريدة، على قلة زياراتي لها خلال السنوات الأخيرة، بل أشعر وكإنني لا أزال أعمل فيها بشكل يومي. ولعل أهم سبب في ذلك هو الترحاب الكبير الذي أحظى به من لدن الجميع، بدءًا من رئيس التحرير الدكتور أحمد عبد المجيد ومدير التحرير السيدة ندى شوكت وإنتهاءً بأصغر عامل فيها.

وهنا لابد من التاكيد ان هذا الحب لـ(الزمان) لا يعود إلى علاقة الود التي ربطتني بزملائي واخوتي في الجريدة سنوات طويلة وحسب، وإن كان هذا سببًا  مهمًا، وانما السبب الابرز هو المهنية العالية والاستقلالية الحقيقية التي تتمتع بهما هذه الجريدة، التي قدمت لي الكثير على المستوى الشخصي في حياتي المهنية، إذ أن الذي يعمل في جريده (الزمان) يشعر بحرية تامة في ما يكتب, من دون رقيب او حسيب. ومن المؤكد أن مثل هذه الحرية التي تمنح للصحفي في وقت صعب متلاطم الأمواج، وفي بلد يعيش تحت أوار احداث ساخنة ومواجهات مسلحة على مدى سنوات عدة، لهي حافز مهم للمضي قدمًا في العمل، إذ إن الصحفي يبحث ويطمح الى ان يكون حرًا لا يخضع لاملاءات وتوجيهات. ان هذه الاستقلالية التي تتمتع بها (الزمان) هي التي دفعتني للعمل فيها سنين طويلة من دون ان اذهب الى صحيفة أخرى او الى مكان عمل آخر، إلا فيما ندر وفي حالات استثنائية للغاية.

وهنا أريد أن اكشف أمرًا لم أخبر به زملائي في (الزمان) ولا إدارة الجريدة طوال تلك المدة وهي انني كنت أتلقى عروضًا جيدة من صحف يومية أخرى للعمل فيها وبعض الصحف قدمت لي مغريات ووعودًا ولم أوافق لأنها اشترطت ان اترك العمل في (الزمان). والحقيقة أنني كنت أوافق على العمل بشكل جزئي على أن  لا اترك جريدتي المفضلة التي يذكّرني العمل فيها بسنوات عملي في جريدة (الجمهورية) التي بدأت في 1994 التي كنا نعدّها مدرسة الصحافة العراقية وهكذا فأني أدين لمدرستين.

ما يحز في النفس إنني كنت قد أحتفلت مع زملائي في (الزمان) قبل سنوات عديدة بصدور العدد 3000 وبعد سنوات احتفلنا بالعدد 4000 وهكذا توالت الآلاف لتبلغ الجريدة اليوم العدد 8000 ولكنني أجد نفسي بعيدًا، وإن كان هذا البعد جسدًا لا روحًا.

أمنية بسيطة ..أن يمد الله بالعمر لنحتفل بجريدتنا وقد صدر منها العدد 10000 وأكون أنا في وسط المحتفلين.. هي أمنية (وبعض الأمنيات لها بريد، وبعض الحب نرفعه دعاء) غير أن تمنياتي لـ(الزمان) بمزيد من الزهو والازدهار ليس بها حاحة لبريد كما أن حبي لـ(الزمان) لا يكتمل إن لم يُتوّج بالدعاء الصادق..


مشاهدات 150
الكاتب عبد اللطيف الموسوي
أضيف 2024/10/01 - 12:35 AM
آخر تحديث 2024/10/05 - 5:09 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 342 الشهر 2061 الكلي 10031784
الوقت الآن
السبت 2024/10/5 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير