السلاح النووي وتأثيره في إستراتيجية العلاقات الدولية
نزار الربيعي
لقد ادخل السلاح النووي العالم وتأثيره في استراتيجية العلاقات الدولية عصر جديد من تاريخ الامم فامتلاك السلاح النووي مع ظهور الصراع العقائدي بين الشرق والغرب فقد أدى إلى ظهور الاستراتيجية النووية التي جسدت تأطير الاسلحة النووية في ظل استراتيجيات مرسومة لغرض تحديد دورها ووظائفها في العلاقات الدولية، وتعرضت هذه الاستراتيجية النووية إلى التعديل والتغيير في ضوء التطورات والتحولات التي انتابت العلاقات الدولية.
إنَّ السلاح النووي الذي أوجد سلاماً قائماً على الخوف من خطر اندلاع حرب نووية اصبح وسيلة ناجحة للردع تحول من دون اعتداء القوي على الضعيف؛ لأنَّ الخسارة أكبر من المغانم التي تتحقق مما يعني اضفاء صفة العقل والمنطق وهذا ما يجعل المحتل يعدل عن عدوانه خوفاً من آثار الحرب النووية.
اسلحة نووية
لقد ساهم انتشار الأسلحة النووية فضلا عن أسلحة الدمار الشامل الأخرى في دول عديدة واحتمال انتشارها إلى بعض الدول الأخرى في زيادة المخاطر على السلم الدولي، فضلاً عن ذلك ان التوقيع على معاهدة خطر انتشار الاسلحة النووية لم يعد يعني الحفاظ بالتزام الدول بنصوصها والتمسك بحالة عدم الانتشار، فمن مظاهر العلاقات الدولية الجديدة عدم التزام دول حائزة ببنود المعاهدة مما زاد من شكوى المجتمع الدولي حول جدوى سياسة عدم الانتشار النووي.
ووفقاً لمعهد ستوكهولم الدولي لابحاث السلام، فإنَّ الدول التسع المسلحة نووياً في العالم واصلت أيضاً تحديث ترساناتها النووية ونشر العديد منها انظمة الاسلحة نووية جديدة أو ذات قدرة نووية في عام 2023 والدول التسع هي الولايات المتحدة الامريكية، وروسيا، والمملكة المتحدة، وفرنسا، والصين، والهند، وباكستان، وكوريا الشمالية، واسرائيل.
ومن بين ما يقرب (12,121) رأساً حربياً نووياً موجوداً في جميع انحاء العالم كان حوالي (9,585) منها متاحاً للاستعمال المحتمل بحسب سيبري، وابقى نحو (2100) منها في حالة تأهب تشغيلي قصوى، ليحملها على صواريخ بالستية.
كما شدد الباحثون على التدهور المستمر للأمن العالمي في أثناء العام الماضي إِذْ يمكن رؤية تأثير الحروب في أوكرانيا وغزة في جانب تقريباً من القضايا المتعلقة بالتسلح والامن الدولي.
هذا من جانب ومن جانب آخر يمكن أن تحقق الطاقة الذرية للبشرية المنفعة الاقتصادية، وقد تؤدي بها إلى الفناء وتنظيم استغلال الطاقة الذرية يتطلب توحيد الجهود الدولية، لاسيما ان النتائج السلبية التي تترتب عن القوة التدميرية تكون شاملة، وليست بوسيلة الهيمنة على دول أخرى؛ لأنَّ الرهان يقع على حياة البشرية وفنائها واعترف المجتمع الدولي بحق الدول في الاستعمال السلمي للطاقة الذرية إذ اكدت عليه نوص قانونية دولية ووقعت الالتزام على الدول ذات التسلح النووي وهذا الالتزام لم يرد فقط في نصوص قانونية بل تعاونت الدول في إطار منظمة الامم المتحدة لإنشاء لجان وهيئات دولية تنظيم العلاقات بين الدول ذات التسليح النووي.
جرائم دولية
ومن وجهة نظري تُعد العلاقات الدولية اهم مظهر من مظاهر الحياة الاساسية في العصر الحديث، إِذْ تمخضت عن ارساء قواعد قانونية بين الدول وان مخالفة احكام القانون الدولي الإنساني تتدخل في خانة الجرائم الدولية وتستدعي تطبيق قواعد العدالة الجزائية أو العدالة الدولية أي إحالة مرتكبيها إلى القضائي الجزائي الوطني أو الدولي، وتأتي اسرائيل وامريكا في طليعة المعنيين في مخالفة تلك الاحكام والمرتكبين لكل انواع الجرائم التي تستحق العقوبات.