أخلاق أهل البيت (ع)
حسين الصدر
-1-
يتفنن الناس في إلحاق ألوان الإساءة والضرر بمن تبدر منه بادرة سيئة ويحاولون تحيّن الفرص للرد على تلك الإساءة بأكبر منها وأوحش،
وكأنهم يُريدون الثأر والانتقام لأنفسهم ..!
وليس ذلك بالموقف السديد يقينا .
-2-
لننظر الى ما قاله الامام زين العابدين علي بن الحسين (ع)
قال (ع)
« اللهم صل على محمد وآله
وسددني لأن أُعارض مَنْ غشني بالنصح، وأجزي من هجرني بالبر ، وأثيب مَنْ حرمني بالبذل، وأكافئ مَنْ قطعني بالصلة، وأخالف مَنْ اغتابني الى حُسنِ الذِكْر، وأنْ أشكرَ الحسنةَ وأُغضي عن السيئة «
هنا يبرز الخلق الرفيع الذي لا يقف من الغشّاش الاّ موقف الناصح الأمين..
فلو قابلت الغشاش بالغش لكنت مثله فأين السمو الأخلاقي اذن ؟
ولا يقابل مَنْ اختار الهجران إلاّ بالبر والإحسان ،
ذلك أنّ كُلَّ إناء لا ينضح الاّ بما فيه :
وحسبكُمُ هذا التفاوت بيننا
وكلُ إناءٍ بالذي فيهِ يَنْضَحُ
أما من اختار صيغة المنع للمعروف فلا يُقابل الاّ بالبذل والعطاء بدلاً من الحرمان .
وتُسوّل لبعضهم نَفْسُهُ أنْ يكونَ القاطع للصلة ، فبماذا يكون الجواب؟
انّ تفعيل الصلة به هو الجواب العملي الذي يقضي على كل الفجوات .
وأما المتلذذ بالاغتياب لِعلةٍ في نفسه فلن يسمع منا الاّ الذكر الحسن الخالي من الهمز واللمز والطعن .
ثم انّ المبادرة الى شكر مَنْ يُحسن الينا مسألة مهمة لن نتأخر عنها، ذلك انّ المأثور :
« من لم يشكر المخلوق لم يشكر الخالق «
واما الذين قد تركوا الحبل على الغارب واستساغوا الإساءة للاخرين فلن نقابل اساءتهم باساءة بل نقابلها بغض الطرف عنها وتجاهلها كأنها لم تصدر ولم تكن .
-3 –
ومع هذا المنهج القويم الذي رسمه الامام زين العابدين بن علي (ع) ينقلب الكثير من أصحاب النوايا السيئة والاعمال المرفوضة الى عناصر لا ترتضي الخيارات السلبية .