الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الإساءة لطلبة الكليات الأهلية

بواسطة azzaman

الإساءة لطلبة الكليات الأهلية

لينا ياقو يوخنا 

 

هناك انتقاص ونظرة دونية تجاه الطالب اوخريج الكلية الاهلية من قبل غالبية المجتمع منهم طلبة واساتيذ الكليات الحكومية, وقد لاحظت ذلك في مواقف كثيرة خلال حياتي اليومية داخل وخارج المؤسسة ولمدة سنوات طويلة. فعلى سبيل المثال-لا الحصر- وقع على مسامعي من تدريسية في إحدى الكليات الحكومية نعتها لطلبة الكليات الاهلية بالغباء وامام حشد من الناس اغلبهم كانوا من طلبتها, دون ان يكونوا هناك معترضين على رأيها بل العكس تماماً كانوا مؤيدين ومتفقين معها على هذه الصفة التي الصقتها بزملائهم من الكليات الاخرى. كما حصلت مواقف اخرى فيها اساءة لطلبة هذه الكليات فمثلاً اي تقصير او خطأ يصدر منهم في مجال عملهم سيواجهون بالنقد السلبي-الجارح واللاذع في احيان كثيرة, علماً ان هذه الامور قد تقع في سوق العمل سواء كان الموظف او العامل خريج كلية اهلية او حكومية.

نتائج سلبية

ان الانتقاص من حامل شهادة الكلية فقط لكونه يدفع رسوم مقابل دراسته هو ظلم بحقهم لأنهم خاضعين لنظام التعليم ذاته الذي تخضع له الكليات الحكومية لذا فالتمييز هنا سلبي. واذا كان الاستثمار بمجال التعليم في العراق نتائجه سلبية مع العلم انه معمول به في دول كثيرة ومتقدمة وقد اثبتت نجاحها في هكذا مشاريع, كما يوجد كثير من العراقيين يرتادون جامعات اجنبية رصينة وعلى حسابهم الخاص, فهذه ليست مسؤولية الطلبة وانما الحكومات المتعاقبة التي لم توفر البنى التحتية لالاف الطلبة فيضطروا الى التقديم للكليات الاهلية كي لا يحرموا من حقهم في اكمال مرحلة الدراسات الاولية (البكالوريوس) لندرة بعض التخصصات ومحدودية ابنية الكليات الحكومية والتي لا تستطيع استيعاب هذه الاعداد الهائلة من خريجي الاعدادية وبكافة فروعها في كل سنة. وانا لا اؤيد او اشجع على خصخصة التعليم واتمنى ان يكون مجاني لجميع العراقيين فهذه ابسط حقوقهم ويمكن الاستثمار الخاص في قطاعات اخرى عدا قطاعي التربية والتعليم لانتشار الفساد في العراق بشكل كبير وقد يكون خطره اكبر اذا ما كان في هاتين المؤسستين من وجهة نظري الشخصية لذا يجب عدم اقحامهما في موضوعة الخصصة. وان انتقادي لكل من يسئ لخريجو الكليات الاهلية على وجه الخصوص لأنها وبالإضافة الى الحكومية تخضع لنفس قوانين وضوابط التعليم العالي والبحث العلمي. وان النجاح في مجال التعليم في العراق مرتبط بمدى قدرة الحكومة في ضمان تحقيق ذلك من خلال إدارة هذا المنصب من قبل اشخاص اكفاء لضمان القضاء على الفساد مع تخصيص نسبة كبيرة من ميزانية الدولة للتعليم لتحقيق التطور والتقدم الحاصل بهذا المجال منها بناء الكليات ليكون التعليم مجاني للجميع بدلاً من اعطاء الموافقات للاستثمار بهذا المجال لتأسيس كليات اهلية والتي اصبحت اكثر عدداً مقارنة بالحكومية وهذا سينعكس ايجاباً على التعليم في العراق. اذن فأن نظرة الناس لطلبة وخريجو هذه الكليات مُجحفة فلا يوجد مقياس لكونهم اغبياء او جهلة ولا يفقهون اي شيء وان كان هناك تراجع بمستواهم العلمي وانا اعتقد ان ذلك بشكل نسبي فهم لا يتحملون مسؤولية ذلك بل الوزارة نفسها. وفي اعتقادي ان التعليم في العراق بشكل عام يحتاج الى عمل دؤوب من اهل الاختصاص لمواكبته التطور الحاصل في العالم فهو تقليدي بنسبة كبيرة وآن الاوان لإتخاذ خطوات شجاعة ومهنية لتصويب الأخطاء وتصحيح مساره ففيه من السلبيات الكثير والضحايا الوحيدين هم الطلبة دون استثناء.


مشاهدات 245
الكاتب لينا ياقو يوخنا 
أضيف 2024/11/10 - 4:51 PM
آخر تحديث 2024/11/23 - 9:56 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 197 الشهر 9668 الكلي 10052812
الوقت الآن
السبت 2024/11/23 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير