الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
درس الأخلاقية بدلاً من التأريخ والإسلامية

بواسطة azzaman

درس الأخلاقية بدلاً من التأريخ والإسلامية

علي إبراهـيم الدليمي

 

بعد العام 2003، وحتى هذه اللحظة بنيت في العراق جوامع وحسينيات، لا تعد ولا تحصى، أكثر من المدارس الرسمية، التي نفتقر إليها لتعليم أبناءنا وأحفادنا فيها.. ولذلك بإمكان العوائل العراقية الكريمة في تنوع مذاهبهم الإسلامية التي تريد تعلم أبناؤها أسس الإسلام وفق مذهبهم، الذهاب بهم إلى هذه الجوامع والحسينيات المنتشرة في جميع ربوع عراقنا الحبيب.. ومجاناً. والحفاظ عليهم من تذبذب أفكارهم وعقيدتهم.. فضلاً عن وجود عشرات القنوات الفضائية التي تعمل على مدار الليل والنهار، والآف المواقع الإلكترونية التي تبث وتثقف على أصول المذاهب الإسلامية كافة. كما أن مادتي التربية الإسلامية والتاريخ الإسلامي اللذان يدرسان في المدارس العراقية، الآن، من مرحلة التمهيدي حتى الجامعات، قد أصبحا عبء كبير جداً على المعلمين والمدرسين، أنفسهم ذات الإختصاص، لأنهما يضمان معلومات إسلامية وتاريخية غالباً غير متفق عليها بين المذاهب، ما بين (العلمي والعملي)، لذلك تولدان فتنة كبيرة ما بين التلاميذ والطلبة، أنفسهم، الذين يتعلمون في عوائلهم وبيوتهم شيء من المذهب، وفي المدارس يواجهون بمعلومات مذهبية وتأريخية بشيء أخر.. تزرع في نفوس أبناءنا الكره والبغضاء والحقد والطائفية والعنصرية..

نحن الآن بأمس الحاجة الملحة لأن نبني أجيالنا منذ مرحلة التمهيدي حتى المرحلة الجامعية على مباديء وأسس أخلاقية جديدة تعيد وترسخ فينا (الإنسانية) وفق منظومة الجمع بين المجتمع العراقي، بعدما هدمته، أليات الاحتلال الأمريكي السخيف.. وذلك من خلال إدخال منهج دراسي جديد ومدروس جيداً، تحت مبدأ (الأخلاقية) وهو درس يعتمد على (فن الأتيكيت) الإنساني المعاصر، ولا غيره، الذي يتعلم عليه التلاميذ والطلبة، المباديء الأولية الرصينة في التعامل مع الأخرين، بالتحية والسلام والجلوس والمحادثة والإحترام والتعايش والتعاون، والثقافة والفن والعلم.. جميعها تعتمد على أن نكون (ناس) ننتمي إلى مجتمع مؤتلف، بدلاً أن نكون عقول ننتمي بها إلى رموز معينة أو مذهب، أو عشيرة أو طائفة أخرى..  ونكون بذلك قد أغلقنا باب الفتن والمحن أمام الجميع، وبناء مجتمع إنساني أولاً وأخيراً.. يعمل على الخير والمساواة من أجل مستقبل راق وزاهر.

لذا أدعو إلى إلغاء درسيّ الإسلامية والتأريخ، ووضع بدلهما منهج مدرسي جديد (عملي) وجاد، ولكل المراحل الدراسية، بعنوان، مثلاً: (الأخلاقية - الإنسانية)..

ولو أن دعوتي هذه جاءت متأخرة جداً، منذ أن شطرت وزارة الأوقاف إلى وقفي (السّني والشّيعي).


مشاهدات 261
الكاتب علي إبراهـيم الدليمي
أضيف 2024/09/17 - 4:29 PM
آخر تحديث 2024/11/21 - 7:32 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 219 الشهر 8923 الكلي 10052067
الوقت الآن
الخميس 2024/11/21 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير