أدب العلماء العالي وأخلاقيتهم الفريدة
حسين الصدر
-1-
مَنْ يبحث عن التكامل الروحي والأخلاقي والاجتماعي فضلاً عن التطلع الى الزاد العلمي والمعرفة ، فلا ينبغي له أنْ يترك التوجه الى مجالس العلماء ... تلك (المجالس ) التي يمكن أنْ نُطلق عليها وصف (المدارس).
-2-
ولا نعني بالعلماء كُلّ مَنْ تسمى باسمهم، وإنْ لم يكن منهم ، وانما نعني بهم العلماء الربانيين الذين تشع انوارُهم، ويقربون عباد الله مِنْ ربّهم، ويحثونهم على التمسك باهداب الدين والتقوى والخلق الرفيع .
ولقد نجح العلماء في تربية لفيف من طلابهم ومريديهم وجعلوهم يمشون بين الناس وهم يحملون ما أراد لهم دينُهم مِنْ سلامة واستقامة .
-3 –
جاء في التاريخ :
انّ يحيى بن معاذ الرازي دخل على أحد العلويين زائراً له ومُسلِما عليه فقال له العلوي :
ما تقول فينا أهلَ البيت ؟
قال :
ما أقول في طينٍ عُجن بماء الوحي ، وغُرس بماء الرسالة ،
فهل يفوح منهما الا مِسْكُ الهُدى وعنبرُ التُقى ؟
فحشا العلوي فاه بالدر، ثم زاره من الغد
فقال يحيى ابن معاذ :
إنْ زرتنا فبفضلك ،
وإنْ زرناك فلفضلك ،
فلك الفضل زائراً ومزورا
-4-
انّ النظر الى وجه العالم عبادة ، فكيف بما يقدمُه من دروس تقويمية للسلوك ، وحصيلة غنية بالثمين من المعارف ؟
-5-
ومن المؤسف ان تهجر مجالس العلماء وينصرف عنها المنصرفون الى مالا يسمن ولا يغني ..
ومن هنا :
جاء في الحديث ما مؤداه :
إنّ القرآن المهجور يشكو الى الله ،
وإنّ المسجد المهجور يشكو الى الله أيضا .
وإنّ العالِم المهجور يشكو الى الله .
ولا ينبغي لمسلم عاقل أنْ يقبل بانْ تُسجل عليه شكوى الثلاثة .
-6-
واذا كان هناك هجر للثلاثة فيما مضى، فما أيسر العزم على انهائه ، واتخاذ القرار بمصاحبة القرآن تلاوة وتدبراً وعملاً والتوجه الى المساجد للعبادة والطاعة .
والإفادة من مجالس العلماء ونصائحهم الثمينة وما يخطون من خرائط للفوز والنجاة في الدنيا وفي الاخرة .
Husseinalsadr2011@yahoo.com