حسين مردان.. بعيداً عن السياسة قريباً من الأدب
احمد كاظم نصيف
وأنا أبحث عن مصادر لكتابي الجديد (المشهد في الشعر العراقي الحديث) قرأت مصدراً يذكر فيه المؤلف أن الشاعر حسين مردان يجب أن يكون أحد رواد الشعر الحر في العراق، وقد فضله على الشاعر بلّند الحيدري، وذكر في كتابه: إنه الأول من رشح مردان لهذه المكانة في ريادة الشعر الحر إضافة إلى نازك والسياب والبياتي.
المفارقة في الموضوع إن ذكر حسين مردان أثار في نفسي موقفاً طريفاً حصل لي مع أمين المكتبة المركزية في الجامعة المستنصرية (للأسف لم يحضرني اسمه) وكان شخصاً مهذباً ومحترماً وعاملني كزميل أمين، كنت حينذاك طالباً في قسم اللغة العربية كلية الآداب.حينها ذهبت للمكتبة لاستعارة مصادر لبحث كلفنا بكتابته أحد الأساتذة، وعند وصولي للمكتبة وجدت جمعاُ من الطلبة بنين وبنات لاستعارة ما يحتاجونه من مصادر، وعندما شاهدني أمين المكتبة طلب مني الدخول إلى مكتبه، وبعد أن قدمت له طلبي أرشدني إلى مكان المصادر التي احتاجها، وفعلاً ذهبت وبعد البحث وجدت ضالتي واخترت مصادري، وفي أثناء بحثي عن المصادر وجدت كتاباً كان خارجاً عن موضوع البحث الذي أروم الكتابة به، بيد أنه من ضمن اهتماماتي، وهو ديوان (قصائد عارية) للشاعر حسين مردان، أخذته من الرف ووضعته تحت ملابسي! لماذا ؟ لا أدري! وعند وصولي إلى الزميل أمين المكتبة قدمت له المصادر التي اخترتها وكانت أربعة كتب، وبدأ يدون ما بذمتي للمكتبة، وبعد أن أكمل كارت الاستعارة وأنا أقف أمامه أخرجت له من تحت ملابسي ديوان مردان، فضحك وقال: لماذا تخرجه من تحت ملابسك؟ قلت له لا أعلم، هو ليس من ضمن المصادر في موضوع البحث، بيد أنه من ضمن اهتماماتي ولم أعثر عليه لقراءته، وفكرت في اخفائه عنك خوفاً مني بأنك ستقول لماذا هذا المصدر وهو لا يخص موضوعك؛ وأنت وأمانتك بيَّ في الدخول إلى دهاليز وأدراج المكتبة أجبرتني أن أضع الكتاب أمامك، ضحك مرة أخرى وقال: اطمئن، أنا أعرفك طالباً أميناً ولهذا سمحت لك بالدخول إلى ادراج المكتبة في الوقت الذي لم نسمح به لأي طالب سواك.
وبعد كل هذه المجازفة الطريفة، أعدت الكتاب، ديوان (قصائد عارية) للمكتبة بعد قراءته وأنا ممتن لأمين المكتبة، بيد أني للآن لم أحتفظ بنسخة منه.