حين ينتهك مبدأ الأمانة الأدبية
قاسم حسين صالح
أظن أنني أول من نشر مقالا عن مصطلح (نظم التفاهة) وعرّفت القرّاء بمبتكره الفيلسوف الكندي ( د. آلان دونو)، وأوردت نص قوله بأننا ( نعيش مرحلة تاريخية غير مسبوقة ، تتعلق بسيادة نظام ادى ، تدريجيا الى سيطرة التافهين على جميع مفاصل الدولة الحديثة)..ووظفته بأن ادخلت مصطلح (الهشاشة النفسية) بوصفها صفة في شخصية الفرد تتضمن ، عدم ثبات المشاعر، لوم الذات ، سرعة الأنفعال ،عدم القدرة على التعامل مع ضغوط الحياة ، الميل الى طغيان المشاعر الصعبة..بهدف التنبيه الى ان هناك اكثر من مليار شاب ومراهق في بلدان تحكمها انظمة تافهة بضمنها الدول العربية،بينها العراق..وأكدت على مسؤلية الدولة والمنظمات والمثقفين امام ملايين الشباب العراقيين.
المؤسف أن كتّابا معروفين نشروا مقالات بعنوان (أنظمة او نظام التفاهة) وكأنه من ابتكارهم دون ان يشيروا الى مبتكره الفيلسوف ( د. الآن دبو) ولا الى من روج له واضاف عليه (د. قاسم).
ان انتهاك مبدأ الأمانة الأدبية بأن ينسب الفرد لنفسه فكرة او مقولة لكاتب غيره،هي مسألة أخلاقية..و مخجل جدا أن يزحف فساد القيم الى كتّاب معتبرين يفترض ان يكونوا فيه قدوة. والحق ..انه آلمني ذلك كثيرا ، لكنني بررت الحالة بأننا نعيش في زمن نفتقد فيه الحاكم القدوة ، وداريت نفسي بمقولة..زكاة العلم نشره.