الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
هل ماتت الضمائر ؟

بواسطة azzaman

هل ماتت الضمائر ؟

 

سامي الزبيدي

 

المجزرة الوحشية التي خلفها القصف الجوي الإسرائيلي على مدرسة التابعين التي تؤوي نازحين فلسطينيين مدنيين خلال تأديتهم صلاة الفجر تعبر بشكل صارخ عن وحشية الكيان الصهيوني وإمعانه في ارتكاب افضع الجرائم واكبر المجازر بحق المدنيين الأبرياء في غزة , ان هذه المجزرة الفضيعة والمجازر التي سبقتها لم تكن تحدث لولا الدعم الأمريكي الكبير بل الشراكة الأمريكية مع الكيان الصهيوني في حربه ومجازره الوحشية التي ترتكب بحق أهلنا في غزة ولولا الدعم الاوربي الكبير والمستمر منذ 7 أكتوبر لهذا الكيان المجرم وسكوت الدول الغربية التي تدعي دفاعها عن حقوق الإنسان لكنها تغمض عيونها وضمائرها عن فضاعة المجازر الوحشية التي يرتكبها الكيان الصهيوني كل يوم بحق أطفال ونساء وباقي أهل غزة والتي لم تحدث مثلها في كل الحروب حتى أنها فاقت جرائم  النازية في وحشيتها وأعداد ضحاياها والمعيب على دول تدعي الدفاع عن حقوق الإنسان ان تكون ردود أفعالها باهتة بل مخجلة بعد المجزرة الوحشية التي طالت مدرسة تؤوي نازحين مدنيين أبرياء وشاهد صورها وفضاعتها كل العالم حيث الأجساد الممزقة والجثث المكدسة وأجساد الأطفال الأبرياء المضرجة بالدماء تنتشر في مكان الجريمة التي  نفذها المجرمون الصهاينة مستخدمين ثلاث قنابل فتاكة ودقيقة أمريكية الصنع .

جريمة مروعة

وإزاء هذه الجريمة المروعة التي اهتز لها الضمير الإنساني الحر إلا ضمير داعمي الصهاينة في حربهم وجرائمهم الوحشية من الأمريكان والغربيين الذين  لم يستنكروا هذه المجزرة الوحشية ولم ينددوا بها ولم يدينوا اسرائيل لارتكابها هذه المجزرة الوحشية والهمجية بل اكتفى داعمي الإرهاب الإسرائيلي بتصريحات لا تنسجم وحجم الجريمة المروعة وتداعياتها على أهل غزة وعلى الحرب في غزة  فالبيت الأبيض الأبيض الأمريكي خرج على العالم  بالتصريح التالي :                                                                                                       نشعر بقلق بالغ إزاء التقارير عن سقوط قتلى مدنيين في غزة عقب غارة شنتها القوات الإسرائيلية على مجمع يضم مدرسة .                                                                                                                                     وبالنسبة لبريطانيا فقد قال وزير خارجيتها  :                                                                                             

الضربة العسكرية الإسرائيلية على مدرسة التابعين في غزة والخسارة المأساوية في الأرواح مروعة .                       أما الخارجية الألمانية فقد اعتبرت قصف الجيش الإسرائيلي للمدارس التي تؤوي نازحين فلسطينيين في قطاع غزة أمر غير مقبول .                                                                                                                            في حين كتب جوزيب بوريل الممثل الأعلى للاتحاد الاوربي للشؤون الخارجية والسياسية على منشور له على حسابه الشخصي وليس  الرسمي على منصة (اكس) ان الصور التي التقطت من مدرسة إيواء في غزة تعرضت لضربة إسرائيلية مع عشرات الضحايا الفلسطينيين مرعبة .                                                                                         أما وزارة الخارجية الفرنسية فقد قالت  في بيانها انه على مدى أسابيع عدة تم استهداف المباني المدرسية بشكل متكرر مما أدى الى سقوط عدد  لايطاق من الضحايا المدنين ان فرنسا تذكر بان احترام القانون الإنساني الدولي واجب على اسرائيل (تذكر فقط )                                                                                                                  هذه ردود أفعال أهم الدول في العالم التي تتبجح بمراعاتها لحقوق الإنسان ومبادئ الأمم المتحدة والقانون الإنساني الدولي وقوانين الحروب لكنها لا تراعي حقوق الإنسان الفلسطيني في غزة الذي يقتله المجرمون الصهاينة كل يوم بمجازر وحشية لا مثيل لها حتى ان هذه الدول لم تستنكر هذه الجرائم ولا تدعو لمحاسبة المجرمين الذين ارتكبوا  مجزرة مدرسة التابعين الوحشية ولا مجازر المدارس التي سبقتها ولا تدعو لعقد جلسة لمجلس الأمن لإصدار قرار يوقف الحرب الوحشية في غزة مع العلم ان 490 مدرسة في غزة تم تدميرها منذ ء الحرب وان القوات الإسرائيلية قصفت (21) مدرسة تؤوي نازحين منذ شهر تموز الماضي راح ضحيتها المئات من النازحين الهاربين من القصف الوحشي الإسرائيلي لغزة غالبيتهم من النساء والأطفال فهل ماتت الضمائر ؟

ركام المباني

وكيف لا تهز صور الشهداء خصوصا الأطفال وهي ملقاة بين ركام المباني المدمرة وفي الشوارع ومناظر الجرحى ضمائر رؤساء الدول الغربية والدول الداعمة للكيان الصهيوني  ورؤساء وملوك دولنا العربية والإسلامية عندما يشاهدون فضاعة المجازر الصهيونية الوحشية ؟ والى متى تبقى اسرائيل ترتكب المجزرة تلو الأخرى والجريمة بعد الافضع منها وتقتل المئات من المدنيين دون ان يتم ردعها ودون ان تقوم محكمة الجنايات الدولية بتجريم مرتكبي الجرائم والمجازر الإسرائيلية من السياسيين الصهاينة وقادتهم العسكريين رغم كل هذه المجازر الوحشية ولم تتخذ محكمة العدل الدولية الإجراء الناسب بعد جرائم الإبادة الجماعية التي ترتكبها اسرائيل بحق الفلسطينيين في غزة ؟

ان سكوت المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومحاكمها وعدم محاسبة مجرمين الحرب الإسرائيليين في غزة عن جرائمهم الفضــــــــــــيعة التي ترتقي لجرائم الحرب الكبيرة يدفع الصهاينة لارتــــــــــكاب مزيدا من الجرائم والمجازر الوحشــــــــــــــية بحق المدنيين الفلسطينيين الأبرياء وإلى متى تبــــــــــــقى اسرائيل آمنة من الحساب اولعقــــــــــــاب بفضل الدعم الأمريكي والغــــــــــربي لها ولقادتها ؟

 

 


مشاهدات 52
الكاتب سامي الزبيدي
أضيف 2024/08/21 - 4:28 PM
آخر تحديث 2024/08/22 - 7:18 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 365 الشهر 9368 الكلي 9984912
الوقت الآن
الخميس 2024/8/22 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير