الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
وللأمثلة الحِسيّة دورُها المهم في ترسيخ المفاهيم

بواسطة azzaman

وللأمثلة الحِسيّة دورُها المهم في ترسيخ المفاهيم

حسين الصدر

 

-1-

الانسان حسيٌّ بطبعه ، ومن هنا يحرص البلغاء والاذكياء على ضرب الأمثلة الحسية لترسيخ المفاهيم والأفكار التي يحرصون على بقائها ماثلةً أمام العيون .

-2-

وقد تمّ تداول قصة الأبّ العربيّ الذي جمع أبناءه وأراد أنْ يُوصيهم بضرورة الاتفاق والبعد عن الصراعات والمنازعات والاختلافات، ففي وحدة الموقف والتفاهم قوتُهمُ التي لا يستطيع أعداؤهم كسرها، والنيل منها ، وفي تفرقهم وتشتتهم الضعف والهوان وفتح الباب للخصوم والاعداء للاجهاز عليهم .

-3 –

والمثال الحيّ الذي ضَرَبَهُ الأبّ لأولاده هو أنه جاء بِحُزْمَةٍ مِنَ الرماح مجتمعةً وأمرهم بِكَسْرِها فلم يستطيعوا ذلك .

ثم أعطاهم الرماح متفرقةً فكسروها واحداً واحداً فقال :

كونوا جميعاً يا بَنِيَّ اذا اعتَرَى

خَطْبٌ ولا تتفرقوا آحادا

تأبى الرماحُ اذا اجتمَعَنَ تَكُسُراً

واذا افترَقَنَ تكسرتْ أفرادا

وهكذا رسخّ في اذهانهم – عبر المثال الحي – أهمية التوافق والتفاهم فَبِهِما يكون عزهم وقوتهم بينما ينخر الاختلاف كيانهم ويجعلهم لقمة سائغة امام خصومهم واعدائهم .

-4-

ونحن في العراق الجديد بأمس الحاجة الى الوحدة الوطنية والتلاحم الحقيقي بعيداً عن النزاعات الطائفية والقومية والفئوية والتي تحولت الى مواضعات سياسيّة مرعيّة ، ومحاصصات فعلية، وكأنَّ مصالح البلاد والعباد ما هي الا الشاة المذبوحة التي اجتمع عليها القوم وكلٌّ يحاول أنْ يكون نصيبه منها الأكبر ..!!

-5-

لن يتجاوز العراق مشكلاته وأزماته الراهنة الا اذا اتجه أبناؤه جميعا شيعةً وسنةً، عربا واكرادا وتركمانا واقليات، مسلمين ومسيحيين وصابئة وايزيديين – الى تغليب المصالح العليا للبلاد والعباد على مصالحهم الشخصية ومكاسبهم الخاصة .

الكل خاسر في ظل الحسابات التي ما انزل الله بها من سلطان .

والكل رابح في ظل التلاحم والوحدة الوطنية .

 

 

 

 


مشاهدات 76
الكاتب حسين الصدر
أضيف 2024/08/13 - 4:42 PM
آخر تحديث 2024/08/14 - 2:22 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 289 الشهر 5861 الكلي 9981405
الوقت الآن
الأربعاء 2024/8/14 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير