دراجة الرئيس الهوائية ودراجة إبني
نوزاد حسن
وصلتنا الصورة واضحة لكن الدرس الاخلاقي لم يصلنا بعد,واجزم انه لن يصلنا ابدا. اما الصورة فهي للرئيس الهولندي الذي سلم السلطة لرئيس جديد ثم ودعه وهو يقود دراجته الهوائية.وانا اتابع المشهد تساءلت عن مغزى هذا الوداع وهذه البساطة. تساءلت ايضا ان سعر دراجة ابني الهوائية قد تكون اغلى ثمنا من دراجة رئيس هولندي يعيش مثل اي مواطن اخرفي بلده. لكن ماذا عن الدرس الاخلاقي الذي لن نفهمه او ندركه.اظن اننا نعيش في عصر بدائي جدا حيث الشهوة الخالصة هي التي تسيطر على الجميع. حياتنا لم تخضع لرقي روحي او جمالي او فني.لذا صارت الشهوة قانونا.ومن هنا بدأ صراع الشهوات بين الناس بصورة عامة وبين القوى السياسية بصورة خاصة.
يريد المسؤول ان يظهر وكأنه المركز الذي تدور حوله سائر الاحزاب والناس.واذا كان المنصب يضاعف عدد الاتباع الاذلاء فهذا يعني ان الانسان سيكون معبودا من قبل الضائعين والطامحين. الرئيس الهولندي ابن مزاج خاص صنعته ثقافة متنوعة تؤمن بالفردية,وبحق الاخر في العيش. نحن ابناء ثقافة محدودة جدا لا تتعدى مساحة حضورها بضعة كيلومترات,وما عدا هذه الكيلومترات ستكون الحياة غريبة عنا. لذا لا توجد رابطة جمالية توحدنا او رابطة انسانية.ومن هنا بحاول المسؤول عندنا ان يضم اليه اكبر عدد من الاتباع الذين يعتبرهم احياء وقت الانتخابات لكنهم موتى بعد انتهاء الانتخابات. اذن المظهر هو مرض حياتنا القاتل.الكل يظهرون لكنهم لا يوجدون.المظهر قصير العمر والوجود الانساني طويل لامد. الدرس الاخلاقي لن يصلنا لان موكب مسؤول في ابسط منصب سيكون عرسا بالنسبة للرئيس ذي الدراجة الهوائية.لكنه عرس تافه ومثير للاعصاب.