30 حزيران والإنقلاب على الرئيس عارف
خليل ابراهيم العبيدي
في دولة العسكر ، وبعد أن خرج الجيش من ثكناته ليلة الرابع عشر من تموز عام 1958 إلى رحاب الحكم والسياسة ، تبادل الضباط الخلافات العقائدية والعيارات النارية لحل خلافاتهم الشخصية في ظل حكم دعاة القومية العربية ، بعيد انقلاب المشير عارف على البعثيين في 18 تشرين عام 1963 وكان محور هذا الانقلاب العميد الطيار عارف عبد الرزاق ، والذي أصبح فيما بعد رئيسا للوزراء ووزيرا للدفاع وهو الناصري لحد النخاع ، والثائر القومي لحد الخداع، يقول صبحي عبد الحميد ، أن أهم أسباب تعيين عبد السلام عارف ، لعارف عبد الرزاق رئيسا للوزراء هو نية عبد السلام المبيتة في تمزيق كتلتنا القومية ، حيث طلب من العميد سعيد صليبي أمر موقع بغداد والضابط حميد عبد القادر استمالة عارف عبد الرزاق والتأثير عليه بقبول رئاسة الوزارة ، وتم له ذلك املا منه في سهولة ابعاد هذه الكتلة وتمزيقها لشدة موالاتها للرئيس عبد الناصر ، وقد استغل جنرال القوة الجوية هذه الفرصة فانقلب في ايلول على الرئيس عبد السلام عارف وهو في مؤتمر قمة الدار البيضاء في المغرب عام 1965 ، وبعد فشل محاولته هذه هرب إلى مصر بمساعدة الرئيس عبد الناصر ، وقد اعاده الرئيس عبد الرحمن عارف ابان فترة حكمه بعد وفاة أخيه الرئيس عبد السلام عارف بحادث الطائرة المعروف ، ولكن ما لبث وان انقلب على الرئيس المسالم عبد الرحمن عارف يوم 30 حزيران عام 1966 وذلك بضرب القصر الجمهوري ومبنى الإذاعة العراقية الكائن في الصالحية بالصواريخ حيث كان يقود الطائرات المغيرة ضباط برتب صغيرة محاولا قلب النظام للمرة الثانية ، ذلك النظام الذي كان يشهد فترة من الهدوء السياسي والسلم المجتمعي.
من هو عارف عبد الرزاق
هو عارف عبد الرزاق الكبيسي المولود في قرية كبيسة عام 1924 والمتوفى عام 2007 ، تخرج من الكلية العسكرية برتبة ملازم ثان عام 1943 والتحق بصنف القوة الجوية وتخرج من كلية الطيران البريطانية عام 1945 ، وصار قائدا للطائرة الملكية إبان العهد الملكي ، عين قائدا للقوة الجوية بعد انقلاب شباط عام 1963 لكنه ما لبث أن تقدم باستقالته لخلافات عقائدية مع البعث الحاكم انذاك ، عين وزيرا للزراعة في حكومة طاهر يحيي ، وقد كان يقف دوما بالضد من الرئيس عبد السلام عارف بحجة كون الرئيس عارف من الذين تخلوا عن فكرة الوحدة العربية مع مصر ، سير المحاولة . بمساعدة عبد الحميد السراج وزير الداخلية السوري واحد ضباط المخابرات السورية المدعو عبد الوهاب الخطيب تم ادخال عارف عبد الرزاق وعدد من الضباط الناصريين إلى العراق عن طريق الكويت ، وبعد فترة توجه عارف ومعه الرائد الطيار المتقاعد ممتاز السعدون إلى مطار الموصل. حيث مقر الفرقة الرابعة وقائدها يونس عطار باشي وكان في استقبالهم الملازم الاول الطيار صباح عبد القادر وأمر عارف ضباط صف القاعدة بتهيئة طائرتين نوع هوكر هنتر فرفض قائد الفرقة ومعاونه وتبادلوا العيارات النارية وانتصر عارف عبد الرزاق في النهاية. وحلقت الطائرتان باتجاه قاعدة الحبانية وبغداد إيذانا للمشاركين ببدء الحركة ، وقد بدأت تلك الحركة الساعة الثالثة ظهرا من يوم 30 حزيران عام 1966 ، وذلك بضرب القاعدة وضرب الإذاعة في الصالحية ، وقامت طائرتان اخريتان أحداهما كانت بقيادة النقيب الطيار محمد جاسم الجبوري بضرب القصر الجمهوري ومعسكر الوشاش . هذا وقد فشلت القوة المقدر لها احتلال الإذاعة جراء تصدي قوة يقودها العميد سعيد صليبي الجميلي ، وينتسب إلى نفس عشيرة الرئيس عبد الرحمن عارف (الجميلات) وفي هذه الأثناء اتصل الرئيس عبد الرحمن عارف بعدد من ضباط قاعدة الموصل ومنهم العميد خليل جاسم الدباغ والعقيد الركن عبد الكريم شندانة رئيس أركان الفرقة طالبا المساعدة بالقاء القبض على الضباط المتمردين ، وفعلا تم القاء الــــــــقبض عليهم وأرسلوا مخفورين إلى بغداد .
وهكذا فشل هذا الرجل المغامر وللمرة الثانية، بعد أن الحق الأضرار بمنشأت الدولة ، لا لشئ إلا لتحقيق أهداف قومية متطرفة أو لنزوع شخصي غير محدود سييما وأنه تسلم مناصب جدا عالية في الدولة ، وكان هذا اليوم جزءا من تاريخ العراق الحديث ولكنه كان يوما أفزع أهالي بغداد ظهر ذلك اليوم الحار.