تفكروا في آلاء الـله
حسين الصدر
-1-
روي عن الرسول الأعظم محمد (ص) انه قال :
« تفكروا في آلاء الله ،
ولا تفكروا في الله ،
فانكم لن تقدروا قدره «
-2-
النهي عن التفكير في ذات الله مَرَدُهُ أننا لا نستطيع أنْ نصل الى كنهها مهما أُوتينا من الفهم والعلم والثقافة ، بينما التفكير في مخلوقاته ومصنوعاته وفي ما أَوْدَعَهَ في هذا الكون الفسيح من روائع وبدائع يملأ نفوسنا ايمانا بعظمته .
-3 –
انّك لو تأملت في الأجهزة المختلفة التي أودعها الله في جِسْمِكَ، وما انطوت عليه من عظيم القدرة ، وباهر التصميم والهندسة، لسارعتَ الى السجود له اعترافاً بما أولاكَ مِنْ عناية، ناهيك عن رعايَتِه لك في جميع احوالك .
-4-
سمعتُ بعض صبياننا يُنشد :
يا الهي يا الهي
يا مُجيبَ الدعواتِ
اجعل اليومَ سعيداً
وكثيرَ البركاتِ
وأملأ القلبَ سرورا
وفَمِي بالبسماتِ
وجميل أنْ يشدو فتياننا بمثل هذه الأناشيد الإيمانية ،
والمهم : أنْ تشتمل المناهج الدراسية على مثل هذه التلقينات .
-5-
لماذا لا تجد في باطن كفيكَ شعرةً واحدة ؟
والجواب :
إنَّ باطن اليد هو حاسة اللمس ، ووجود الشعر عليها يعيقها عن أداء ما أريد لها ..!!
ولماذا اتسع حوض المرأة قياسا الى حوض الرجل ؟
انه اتسع لتؤدي دورها المناط بها من الحضانة ،
وعلى هذا قس سائر الأشياء الأخرى .
-6-
وعن حيرة الألباب والعقول في كنه الذات الإلهية قال الشاعر :
واللهِ لا موسى ولا
عيسى المسيحُ ولا مُحَمدْ
علموا ولا جبريلُ وهو
الى مَحلِ القُدس يَصْعَدْ
كلا ولا النفس البسيطة
لا ولا العقل المُجَردْ
مِنْ كنْهِ ذاتَك غير
أنّك اوحيُّ الذات سَرمدْ
فَلْتَخْسأ الحكماءُ مِنْ
حَرَمٍ له الأملاك سُجّدْ
مَنْ أنت يا ( رسطو ) ومَنْ
( إفلاط) قبلك يا مُبّلَدْ
ومَنْ ( ابنُ سينا ) حين مَرّد
ما بنيت له وشيدْ
هل أنتم الاّ الفَراش
رآى السراجَ وَقَدْ تَوقدْ
فدنا فأبَعْدَ نَفْسَهُ
ولو اهتدى رُشداً لأبعد
اللهم ثبتنا على حبك وطاعتك وحبّ نبيك المصطفى (ص) وآله الهداة الميامين، ولا تُخرجنا من الدنيا حتى ترضى عنا .
انّك انتَ ارحمُ الراحمــين وأكرمُ الأكرمين يا ربَّ العالمين .