أدب الرحلات الرياضي .. جنس أدبي جديد

زيارات لأماكن تراثية وتاريخية ترافق خليجي البصرة

الموصل – سامر الياس سعيد

لعلني لااخالف الحقيقة حينما اقول بان من معطيـــــــــات الزيارة الخاطفة التي اتمها الكاتب والصحفي حمدي العطار الى مدينة دهوك وتخللها لقائنا حيث اهداني مجموعة كبيرة من كتبه التي اصدرها في سنوات سابقة حيــــــــــث امدني بمصادر الثقافة التي غابت عن اجواء مدينة دهوك لقلة ما يصلها من مطبوعات واصدارات والكثير من ما تنتجه المطابع في العاصمة بغداد حيث ابرزت تلك المؤلفات جسرا للتواصل بين ما اسهم به العطار من رفد للثقافة العراقية وتجوال في ادب الرحلات حيث ابرز انطباعاته ومشاهداته في عدد من الدول التي زارها لكن يبقى لاصداره الذي نشره العام السابق عن دار ومنشورات جلجامش له نكهة خاصة فهو يستقي فصل كتابه (من ادب الرحلات خليجي البصرة 25) مع عنوان فرعي اخر هو (رؤية عن الاماكن الاثرية والتراثية في البصرة في اجواء دورة خليجي 25) حيث كان جهد الكاتب بارزا في ابراز ما حفلت به زيارته لمدينة البصرة في اجواء استضافتها للبطولة الخليجية وعن كم الاعلام والاهتمام الذي حظيت به في تلك الفترة.

اعلام وكواليس

 فالكاتب ينوه الى محطات تناولها الاعلام والكواليس التي رافقت البطولة لاسيما القصور بتنظيم  دخول المتفرجين للملاعب والمعالجات التي كان من جانب اللجنة المنظمة الالتفات اليها خصوصا في ظل حرمان الجمهور العراقي من متابعة البطولات التي تقام على ارضه وفي ملاعبه منذ ازمنة كثيرة واللهفة التي يبرزها هذا التهافت والاقبال الكبير من جانب الجماهير لابراز مشاهدة البطولة ومساندتها حتى دعت الاعلام الى اختيار دورة خليجي 25 كاكثر البطولات متابعة واهتماما اضافة الى ما رافق البطولة من احداث مؤسفة تناولها الكاتب في سطور متفرقة خصوصا في التدافع من جانب الجماهير لغرض مشاهدة المباراة النهائية او غيرها من فصول الحزن التي ابت الا ان ترافق الافراح العراقية بما حظيت به من نجاح في تنظيم بطولة خليجية جمعت الاشقاء الخليجيين لاول مرة منذ عقود .

ويستهل العطار كتابه الذي يرتكز على 92 صفحة من القطع المتوسط باهدائه لكروب دوشفري للاثار والتراث ولجريدة الزمان وجريدة الحقيقة ومجلة ضفاف للنشر والتوزيع ثم يتناةل بمقدمة الكتاب الاجواء المرافقة لاستضافة الحدث مختتما القول بكون البصرة بقيت مكانا للتصالح والتسامح والاحتفال مشيرا الى احقيتها باسترجاع دورها كمدينة سياحية كون البصري لايتعامل مع السائح الخليجي الا بالمحبة والود والكرم ولايعده صيدا ثمينا وتنطلق تاليا رحلة العطار فيستهلها بالوصول والاستقرار في احد بيوتات الزبير ورؤية كرنفال شط العرب اضافة لمواصلته الرحلة نحو الفاو وزيارته لمرسى صيد الاسماك اضافة لتدوينه عن بعض جوامع المنطقة ممن بدت غريبة الشكل فاحداها على شكل سفينة والاخرى على شكل تفاحة ومن ثم يواصل العطار رحلته وصولا لابعد نقطة في البصرة وهي راس البيشة والسيبة واللذان لم يمنعهما بعدهما عن الاحتفال بخليجي 25 كما يخصص محطة اخرى من الرحلة عما سببته الامطار التي هطلت عن معطيات الفوز الذي حققه منتخبنا على شقيقه السعودي في ابرز مباريات الدورة.

تعويذة البطولة

كما يشير العطار لزيارته الى بيت السياب وابرازه لرموز تعويذة البطولة كما يخصص محطة تالية للحديث عن ايقونة الدورة وهي الباض الخشبي الذي جال مدن العراق في اشارة لنشر الافراح باستضافة بطولة الخليج .

والكتاب بشكل عام هو عبارة عن مقالات دونها الكاتب لينشرها في عدد من الصحف العراقية لكن ما اود الاشارة اليه بكون الكتاب يعد منطلقا لابراز جنس ادبي مميز في معالجة الاجواء المصاحبة للبطولات الكبرى بنشر الانطباعات والافكار التي ترافــــــــق الكتاب والاعلاميين في متابعة البطولات الامر الذي يسهم ليس بابراز ما تحوزه مثل تلك الدول من منشات وحواضر فحسب بل الاطلالة على ما تختزنه من ثقافات فالدورات والبطولات ليست مباريات ومنافسات تجري على الملاعب فحسب بل هي كل ما يجري ايضا من تلاقح ثقافي واطلالة على ما تحوزه هذه الدول والبلدان من مخزون تراثي وتاريخي مهم ومميز .