التشجير.. أهمية وتحديات

مشتاق الجليحاويّ الميّاحيّ

يعد التشجير من أهم الأنشطة البيئية والتنموية والإجراءات الوقائية التي يمكن أن تسهم في تحسين البيئة والتخفيف من آثار التغير المناخي في العراق؛ فالعراق يعاني من تحديات بيئية عديدة وكبيرة، بما في ذلك التصحر وتلوث الهواء وندرة المياه،  لذلك يعتبر التشجير خطوة حيوية لمعالجة هذه القضايا وتعزيز الاستدامة البيئية وتقليل الأضرار الناجمة عن التصحر والجفاف والتلوث،

وتكمن أهمية التشجير بمكافحته للتصحر؛ حيث يساهم في تثبيت التربة ومنع تآكلها، مما يساعد في مكافحة التصحر الذي يعاني منه العراق بشكل كبير، وكذلك يعمل على تحسين جودة الهواء من خلال امتصاص ثاني أكسيد الكربون وإنتاج الأكسجين وبذلك تسهم الأشجار في تحسين جودة الهواء وتقليل التلوث، كذلك يعمل على تنظيم درجات الحرارة؛ لأنّ الأشجار توفر الظل وتقلل من تأثير «جزيرة الحرارة الحضرية»، مما يساعد في تخفيض درجات الحرارة في المناطق الحضرية، كذلك يساهم التشجير في التنوع البيئي من خلال إيجاد بيئة مناسبة للطيور وغيرها، لكن هناك تحديات ومع قات تقف أمام إنجاز هكذا موضوع منها ندرة الموارد المائية حيث تشكل ندرة المياه تحديًا كبيرًا لبرامج التشجير، حيث تحتاج الأشجار إلى كميات كبيرة من المياه لتنمو، كذلك كبر المساحات الواقعة تحت تأثير التصحر يعد التصحر نتيجة لعدة عوامل منها الرياح القوية والجفاف، مما يجعل من الصعب على الأشجار النمو والبقاء، أيضاً من تلك المعوقات هي التغيرات المناخية، فالتغيرات المناخية الحادة والجفاف المتكرر يعقدان جهود التشجير ويزيدان من صعوبة نجاحها، وشكلة أخرى ومهمة هي قلة التمويل حيث تحتاج مشاريع التشجير إلى استثمارات كبيرة، سواء في زراعة الأشجار أو في صيانتها على المدى الطويل، لكن يمكن للعراق الاستفادة من المبادرات الدولية والتمويلات المخصصة للمشاريع البيئية لتعزيز جهود التشجير، وأيضاً يمكن استخدام التكنولوجيا الحديثة كتقنيات  الري الحديثة والمستدامة لضمان استدامة مشاريع التشجير، واعتماد التوعية المجتمعية بزيادة وعي المجتمع بأهمية التشجير يمكن أن يشجع على مشاركة أوسع في هذه الجهود ويزيد من نجاحها، وتشجيع المبادرات المحلية فيمكن للحكومة والمنظمات غير الحكومية إطلاق مبادرات محلية للتشجير تستهدف المناطق الأكثر تضررًا من التصحر.