الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الاسترابادي بازار وفندق لزوار الكاظمية المقدسة

بواسطة azzaman

سلسلة أسواق بغدادية تراثية

الاسترابادي بازار وفندق لزوار الكاظمية المقدسة

 

صلاح عبد الرزاق

 

يُعد سوق الاسترابادي من الأسواق التراثية في بغداد. فقد أنشئ قبل أكثر من قرن قرب العتبة الكاظمية المقدسة ليخدم زوارها عبر توفير خدمات فندقية وتجارية مستقلة عندما كانت الكاظمية مدينة منعزلة عن بغداد التي كانت تنتهي بحدود شمال الكرخ وجامع براثا. ففي العشرينيات تم إنشاء خط الكاري أو الترامواي وهي عربات تسير على سكة حديد تجرها الخيول تنقل المسافرين بين بغداد والكاظمية.

وكان سوق الاسترابادي قد لعب دوراً في الحركة التجارية وإقبال الزوار على التبضع منه للبركة والهدايا قبل عودتهم إلى مدنهم وبلدانهم. وكان الزوار يقضون أيام إقامتهم في السوق أو الفنادق القريبة من العتبة الكاظمية. وبسبب حيويته ومركزيته أنشئت حوله مرافق خدمية كالمطاعم ومرابط الخيول التي تطورت إلى كراجات ، ومحلات ومهن وصناعات تقدم منتجاتها وخدماتها للزوار. كما أنشئت بقربه مدارس دينية وتعليمية.

أسرة الاسترابادي وعمارة المشهد الكاظمي

لقب الاسترابادي يعود لعدة أسر قدمت من مدينة استراباد الإيرانية الواقعة في شمال شرق ايران. وكانت تسمى جرجان في المصادر التاريخية وهي مدينة معروفة بعلمائها الذين ينتسبون إليها ويلقبون بالجرجاني ، ثم تغير اسمها إلى استراباد فصاروا يلقبون بالاسترابادي.

في القرن التاسع عشر كان أشهر أجداد الأسرة وهو مرزا ناصر خان وابنه ميرزا مهدي خان أسترابادي يعيشان في ظل الدولة الصفوية (1501-1736 م) وقد قضى ابنه مرزا مهدي خان شبابه في المحكمة الملكية للأسرة الصفوية. في وقت لاحق أصبح الأمين العام الرسمي، مؤرخ المحكمة، كاتب سيرة ومستشار نادر شاه أفشار (1688-1747م) .

ومن أهم الشخصيات  المؤثرة من هذه العائلة الكريمة التي سكنت مدينة الكاظمية المقدسة هو الوجيه الحاج كاظم الاسترابادي الذي جاء إلى الكاظمية وفتح محلاً للتجارة في خان أبو قلام. وصارت أعماله تتوسع ، وعُرف بالصدق والأمانة فتزوج من ابنة أحد الأشراف فأنجبت له ولديه سماهما مهدي وعبد الهادي. فقد ولد مهدي الاسترابادي عام ( 1211 هـ / 1797 م) ، وتوفي عام 1208هـ / 1891م)   وولد أخوه الأصغر عبد الهادي الاستربادي في الكاظمية عام ( 1214 هـ /  1799م)

وحين بلغ مهدي الخامسة عشر وعبد الهادي الثانية عشر توفي والدهما ، بقي الولدان يديران تجارة والدهما بنجاح وتحت إشراف والدتهما. التي كانت ذات عقل وتدبير. وكان الوادان مطيعان لها فوفقهما الله في العمل والتجارة. قامت الأم بتشييد داراً كبيرة لهما غير الدار التي كانوا يسكنون فيها مع والدهما. وشيدت بجانبها داراً للضيافة (ديوان خانة) الموجودة الآن في الكاظمية. (1)

وصار عبد الهادي من التجار الكبار في نهاية القرن الثالث عشر للهجرة ، وقضى اكثر عمره في خدمة آل البيت عليهم السلام وساهم في كثير من الاعمال الخيرية. وشارك هو وأخوه الاكبر ، في الاشراف على عمارة الصحن الكاظمي الشريف  ، بإيعاز من فرهاد ميرزا الذي ارسل اليه الاموال ليصرفها على عمارة الصحن وبناء السور ، الا أنه لم يمس هذه الاموال ولم يسحب منها روبية واحدة ، ودعا الى حملها وارجاعها الى فرهاد مرزا .

وقام عبد الهادي الاسترابادي ببناء السور وعمارة الصحن على نفقته الخاصة واخلف من بعده ولده المرحوم الحاج محمود الاستربادي. توفي في عام ( 1316 هـ /1898 م)  وشُيّع تشيعاً مهيباً ، ودُفن في رواق حرم الامامين الكاظمين الشريف.

يقول الدكتور حسين علي محفوظ : ثم جاء بعد الحاج عبد الهادي، ابن الحاج مهدي الإستربادي، وكان من رؤساء التجار ووجوههم في الكاظمية وبغداد والعراق. وكانت لبيت الإسترابادي مراكب في نهر دجلة تنقل الزوار من الكاظمية إلى سامراء، وقد بيعت هذه المراكب وأنشئ بثمنها سوق الإسترابادي الكبير في الكاظمية في موقعه الحالي جنوب شرقي الصحن الكاظمي الشريف، في الثلث الأول من القرن الرابع عشر للهجرة. يمتاز هذا السوق عن جميع الأسواق الكبيرة في العراق والشرق وربما في العالم أيضاً بأنه ذو طابقين، ففي الطابق الأول دكاكين وفي الثاني حجرات للتجار. (2)

قصة نوري السعيد ولجوئه إلى بيت الاسترابادي

كان الباشا نوري السعيد رئيس الوزراء في العهد الملكي على علاقة وثيقة بهذه الأسرة الثرية ذات المكانة في الكاظمية. يروي الدكتور صالح البصام الذي كان صلة قوية بعائلة نوري السعيد استمرت مع زوجته نعيمة العسكري اخت جعفر العسكري ومع زوجة ولده صباح ، الذي قُتل في بدء الانقلاب ، السيدة المصرية الدكتورة عصمت علي باشا فهمي وولديها فلاح وعصام. وكانت زوجة نوري السعيد في سفرة للعلاج في لندن ومعها الدكتورة عصمت عند حدوث الانقلاب في 14 تموز 1958. وعاشت عصمت مع ولديها في لندن حتى ماتا هناك. وكان الدكتور صالح البصام يعيش مع زوجته في بيروت بعد الانقلاب ، وبقيت الدكتورة عصمت على اتصال بهما. وقد توفيت عصمت بعد فقدها لولديها فلاح وعصام ، ولم يبق من ذرية نوري السعيد أحد.

يقول الدكتور صالح البصام في مذكراته:

في صباح 14 تموز 1958 قام سرية من الجيش بقيادة وصفي طاهر مرافق نوري السعيد السابق بتطويق دار نوري السعيد المجاور لداري في المطلة على دجلة في كرادة مريم. وبدأوا بإطلاق النار على القصر وتفتيشه لكن نوري السعيد كان قد هرب مرتديا بيجامته من جهة النهر بدلا من الشارع العام المزدحم بمركبات الجيش. وتمكن بواسطة قارب لأحد الصيادين من عبور نهر دجلة ، لكنه رأى تجمعاً للناس قرب الضفة الأخرى يستمعون لبيانات الانقلاب وانتبهوا إلى القارب القادم من جهة قصر نوري السعيد. عندها طلب السعيد من الصياد العودة إلى جانب الكرخ وإيصاله إلى دار الدكتور صالح البصام. وكان نوري السعيد قد تخفى في قعر القارب ووضع عليه الصياد شبكة الصيد. دخل الدار واستقبلوه بحفاوة وتناول آخر فطور له هناك ، لكن بعد قليل تجمع الناس والجنود أمام دار البصام. وكان ابن عمي المحامي صادق البصام قد وصل اليهم قادماً من الكاظمية للاطمئنان علينا. فاتفقا على نقل نوري السعيد بسيارتي يقودها سائقي إلى داره بالكاظمية.

وخشية انكشاف امر نوري السعيد ولتفادي نقاط التفتيش والمفارز التي انتشرت يومذاك ، طلبوا من نوري السعيد ارتداء عباءة نسائية كالتي ترتديها مربية اطفالي (فهيمة) وتجلس المربية إلى جواره في المقعد الخلفي ، ويجلس ابن عمي صادق البصام إلى جانب السائق. انطلقت السيارة صوب الكاظمية. ومن المصادفات السيئة أن انطلاقهم جاء بعد إذاعة بيان منع التجول لكن السائق أسرع عندما مر قرب دار الإذاعة وكان الجنود منهمكين بتفتيش السيارات التي تمر بالشارع ولم ينتبهوا لسيارتي.

وصل السعيد إلى دار البصام في الكاظمية وقضى ليلته هناك متابعاً أخبار الانقلاب عبر المذياع. وكان يستفسر عن حياة الملك فيصل الثاني ، ويتطلع إلى السماء منتظراً وصول الطائرات  الحربية من دول حلف بغداد لمساعدة النظام الملكي ونجدته من الانقلاب ، لكن لم يحدث ما توقعه السعيد.

ويضيف صالح البصام: اثناء تفتيش دار أخي حدث خطأ من بستاني إيراني كان يعمل في حديقته. فقد تحدث مع بستاني حديقتي بالفارسية قائلاً له: إذا سألوك عن نوري السعيد فقل لهم انك حديث العهد بالعمل عند الدكتور صالح البصام ، وانك لا تعرف نوري السعيد حتى لو رأيته لأنك لم تره من قبل. وكان أحد الجنود كردياً يعرف الفارسية فأمسك بيد البستاني وأدخله على الضباط الذين كانوا يحققون معنا في صالة الاستقبال. وأخبرهم الجندي الكردي أنه يعرف مكان نوري السعيد. تم نقل البستاني مخفوراً إلى مركز شرطة الأعظمية للتحقيق معه. اتخذ الضباط قراراً بمداهمة بيوت آل البصام في الكاظمية قبل فجر يوم 15 تموز بحثاً عن نوري السعيد

ويمضي البصام بالقول: شعرت بالخطورة من بقاء نوري السعيد في منزل ابن عمي في الكاظمية، فصممت على إبلاغ نوري السعيد قبل فوات الأوان ليتخذ ما يمكن من تدابير لضمان سلامته أولاً ، ولينتقل إلى مكتن ثان ثم يدبر أمر خروجه من البلاد. وكانت الاتصالات مراقبة ونقاط السيطرة تملأ الشوارع ، فلم أجد سوى تكليف أختي زكية التي ذهبت ماشية من الكرادة إلى الكاظمية ، واخبرته بأن ضباط الجيش سيداهمون  عند الفجرالدار التي هو فيها. ولضمان سلامته يجب أن يتنقل بسيارتي ويذهب إلي مزرعتنا في هور عگرگوف القريبة من الكاظمية لوجود دار مريحة . كما سيجد وكيل المزرعة وهو دليمي يمكن الاعتماد عليه ويعرف الطريق المؤدي إلى الأردن ويمكنه تهريب نوري السعيد إلى هناك. وإذا وصل إلى عمان وهو ماا يزال رئيس وزراء العراق فيمكنه تغيير الموقف بالاستعانة بالاتحاد العربي. وصلت الرسالة إلى نوري السعيد فطلب من السائق التوجه إلى المزرعة غير انهم عند منعطف الطريق الموصل الى دورنا وجدوا جمعاً من الناس بصحبة عدد من الضباط وهم يرشدونهم الى دور آل البصام فارتبك نوري السعيد وطلب من أختي التي كانت ترافقه بدلا من الذهاب الى المزرعة التوجه الى بيت الحاج محمود الاسترابادي القريب من دار البصام ، فذهبت معه وأوصلته الى الدار. طرقت الباب فخرجت اليها أم عبد الأمير الاسترابادي، وأخبرتها بوجود نوري السعيد فرحبت بها ودخل السعيد الدار وعادت أختي بالسيارة الى دارنا في كرادة مريم.

عباءة نسائية

مكث نوري السعيد لفترة قصيرة ثم طلب من أم عبد الأمير الاسترابادي أن توصله الى دار الشيخ محمد العريبي التي كانت تقع في محلة البتاويين قرب الباب الشرقي. ولم تكن أم عبد الأمير تعرف مكانها. وكان الشيخ محمد العريبي أحد كبار شيوخ البومحمد بالعمارة وتقع أراضيه الزراعية بجوار الحدود العراقية الإيرانية. حيث يمكنها منها عبور الحدود إلى إيران. خرج نوري السعيد من دار أم عبد الأمير الاسترابادي يوم 15 تموز متخفياً بعباءة نسائية ، بسيارة عائلة الاسترابادي ، وكان يقود السيارة عبد الرسول أحد أولادها متوجهين الى بغداد بحثاً عن بيت الشيخ محمد العريبي. وكانت السيدة أم عبد الأمير الاسترابادي لا تعرف موقع البيت ، لذلك ارتأت إدخال نوري السعيد الى بيت آمن ، فأخذته إلى دار السيد هاشم جعفر التي ترتبط مع عائلة الاسترابادي بمصاهرة وعلاقة وثيقة ويسكنون محلة البتاويين أيضاً. وقرر أم عبد الأمير الاسترابادي أن تتركه هناك وتخرج وحدها لتبحث عن بيت الشيخ العريبي ثم تعود لتأخذه إليه. وصادف عند دخولهما بيت السيد هاشم جعفر وجود عمر ابن السيد هاشم جعفر في الدار.

 تتمة الموضوع على موقع (الزمان) الالكتروني

 

 

وكان عمر قد سمع من الإذاعة عن مبلغ الجائزة وقدرها عشرة آلاف دينار لمن يدل على نوري السعيد حياً أو ميتاً. خرج عمر هاشم جعفر من البيت مع أخته واتصلا هاتفياً من أقرب محل تلفون بوزارة الدفاع مخبرين عن وجود نوري السعيد في دارهم بمنطقة البتاويين. انتبه نوري السعيد إلى سرعة خروج عمر وأخته من الدار مرتبكين فقرر مغادرة البيت قبل خروج أم عبد الأمير الاسترابادي لتبحث عن بيت العريبي ، وعند خروجه من دار السيد هاشم جعفر عثرت قدمه بعتبة الدار العالية فسقطت عن رأسه العباءة النسائية فشاهده الناس في الشارع وعرفوه. وفي هذه الاثناء وصلت سيارة عسكرية قادمة باتجاهه فأخرج مسدسيه اللذين كانا معه ، وشعر أنه لا خلاص له ، فأطلق النار من مسدسه على نفسه فمات على الفور. ولم يكتف وصفي طاهر بموته بل أطلق عليه وابلاً من رشاشته على جثة نوري السعيد. وكانت إحدى الرصاصات الطائشة قد أصابت السيدة أم عبد الأمير الاسترابادي التي كانت قريبة من جثمان نوري السعيد فتوفيت في الحال. أما الشاب الواشي عمر هاشم جعفر فقد حصل على مبلغ الجائزة ، وسافر بثمنها إلى بريطانيا للدراسة. (3)

 

بناء سوق الاسترابادي

 

في عام 1912 قام الأخوان صادق وعبد الكريم الاسترابادي مع مساهمة من ابن خالتهم الحاج عبد الرؤوف مهدي الكاظمي. يمتد السوق من جهة باب القبلة حيث الصحن الكاظمي ، ويمتد مسافة 350 متراً إلى أن يصل إلى كراج الكاريات (خان فرمان).

تم بناء المحلات على جانبي السوق بالطابوق العگادة وما تزال العقود فوق الدكاكين باقية لحد الآن. وفوق الدكاكين تم بناء فنادق أو مسافرخانات يمكن الوصول إليها من سلالم جانبية. وشبابيك حجرات الفندق تطل على السوق مباشرة. وتوجد شرفة ذات محجر خشبي تطل على السوق أيضاً. يضم السوق بطابقيه أكثر من مائة دكان وغرفة.

أما سقف السوق فكان من الروافد الخشبية مغلفة بالصفائح المعدنية (الچينكو). وقد تركوا فتحات للإنارة والتهوية.

انفرد السوق ببيع الأقمشة في الدكاكين التي كان يشغلها البزازون ، وكذلك بيع الملابس الرجالية كالدشاديش والعباءات واليشماغ والغتر والعگل والعرقچين والجواريب والملابس الداخلية. كما تباع ملابس الأولاد بأنواعها. وتشغل محلات بيع الدشاديش الرجالية قرابة 80٪ من دكاكين الاسترابادي.

وتعرض المحلات في بداية السوق ملابس واحتياجات الحجاج الذاهبين لأداء الحج. وتشمل الاحرامات والنعالات والنطاقات والحقائب بأنواعها والمظلات وغيرها.

 

كما توجد دكاكين وبسطيات تبيع العطور ومواد التجميل ، وأخرى تبيع الخواتم الفضية المزينة بالأحجار الكريمة والمسبحات المطعمة بالفضة وغيرها .

وكان في السوق مطعم يسمى (مطعم بورسعيد) لصاحبه الحاج حسين ، وكان يقدم خدماته لزبائنه. وقرب السوق كانت توجد مطاعم تختص بالكباب حيث اكتسبت شهرتها من كباب الكاظمي الذي يقبل عليه الزوار. وكان السوق مفتوحاً أمام الزائرين على مدار الساعة في الليل والنهار. وكان السوق يزدحم بحركة التجار والسياح من مختلف دول العالم ، ومن المحافظات العراقية القادمين إلى الكاظمية لأداء مراسم الزيارة. ويأتون للسوق لشراء منتوجات وأقمشة وهدايا لأهليهم. وكان السوق يعرض بضائع جيدة وبثمن رخيص. وكان قسم من الزوار يقيمون في الغرف التي فوق السوق.

 

لعل من بين أبرز معالم وملامح السوق في ستينيات القرن العشرين مجموعة الصرافين الذين كانوا يصطفون وسط السوق من جهة المدخل المقابل للحضرة الكاظمية المقدسة، فضلاً عن (مقهى الشعراء) لصاحبه الحاج إبراهيم محمد علي الأسدي، إلى جانب محال أخرى لمهن مختلفة.

وتفرعت من السوق الرئيس عدة أسواق تخصصت في بيع بضاعة معينة . فهناك سوق العباءات الذي يبيع العباءات الرجالية ، خياطة وتطريزاً باستخدام الخيوط الذهبية أو الملونة حسب نوع العباءة. وهنك محلات تبيع الفروة الرجالية واليلگ الرجالي المبطنة بالفرو والصوف ، وتستخدم في الشتاء والطقس البارد.

وهناك قيصريات تفرعت من السوق مثل قيصرية الخياطين وأخرى للكاوائين (كي الملابس) والروافين (تصليح السجاد) ، وباعة الأحجار الكريمة والخرز والخواتم الفضية والانتيكات ، وباعة الاسفنج والسجاد.

 

كان أغلب رواد سوق الاسترابادي من الزوار ومن الطبقات الفقيرة من بغداد والمحافظات لكن في وقت سابق صار السوق قبلة للطبقات الثرية خاصة النساء الراغبات في شراء الذهب الفاخر والصياغة الراقية

 

تعرض سوق الاسترابادي لحوادث حريق في السبعينيات مما أدى إلى تساقط السقوف والجدران من بعض غرفه ومحاله ، وخاصة في الطابق العلوي لأن أغلبها مبنية من الخشب . في حزيران عام 2006 انفجرت عبوة ناسف في تقاطع سوق الاسترابادي مع المدرسة الخالصية استهدفت بياعات الخبز الأهلي وأدت إلى استشهاد خمسة أشخاص وجرح ما يقرب خمسة عشر شخصاً ، إضافة إلى نشوب حريق في الملات المجاورة. وفي عام 2007 تعرض السوق لتفجير إرهابي أصابه بأضرار بالغة. وحالة السوق اليوم متدهورة ، وقسم منه آيل للسقوط ، والطابق العلوي بلا سقوف ، والشرفة المطلة على السوق تكاد تنهار في أية لحظة.

 

حديث مع صانع العقال العراقي

مررت بسوق العبايچية الذي يقع في تقاطع سوق الاسترابادي مع شارع الخالصي. توقفت عند صانع العقال العربي الحاج زهير عبد الأمير إبراهيم أبو العگل الذي اكتسب جده هذا اللقب بسبب مزاولته صناعة العقال. وقال أن الأسرة تزاول هذه المهنة منذ مائة عام منذ جده إبراهيم الذي كان يعمل داخل سوق الاسترابادي ، ويعمل حالياً في دكانه عمه الحاج سليم إبراهيم.

حدثني الحاج زهير عن خان فرمان الذي تم تهديمه وبني محله قيصرية من طابقين وسوق يضم محلات عديدة.

خان فرمان ومحطة الكاري

كان سوق الإسترابادي يعد واحداً من أشهر معالم بغداد عامة، ومدينة الكاظمية خاصة، وكانت هناك حاجة لوجود مرآب لنقل المسافرين والزوار القادمين من خارج الكاظمية وإليها. في البداية كان الخان ساحة تُربط فيها خيل التجار القادمين إلى الكاظمية ، حيث كان الناس ينتقلون مع أمتعتهم بواسطة الدواب . وكانوا يعانون من صعوبة ومواجهة أخطار تعرضهم للسلب والنهب من قبل قطاع الطرق واللصوص.

بعد تأسيس شركة الترامواي في عهد الوالي مدحت باشا عام 1870 م ومدت خطاً بين الكاظمية وبغداد ، صار الخان كراجاً ومحطة لنزول وركوب المسافرين. والترامواي أو الكاري كما كانت تسمى هي عبارة عن عربة ذات طابقين فيها كراسي للركاب ، وتسير على سكة حديد وتجرها الخيول. وتم استيراد قضبان السكة من بريطانيا ، وقامت الشركة بتشغيل عمال ومهرة من النجارين والحدادين والفنيين لنصب السكة الحديد التي بلغ طوله سبعة كيلومترات. كما قاموا بصناعة العربات التي منحت الركاب الأمن والراحة والوقاية من الشمس والمطر والبرد والرياح.

كان رأس السكة في أول الأمر يصل إلى بداية الدور من الجعيفر فارتأت الشركة تمديد خط السكة في داخل الكرخ إلى مقربة من الجسر تسهيلاً للركاب، وفي أيلول من سنة 1871 اتخذ قراراً باستملاك الدور الواقعة على الطريق إلى حد مستشفى الغرباء (خستخانة غرباء) الواقعة في جانب الكرخ، والتي أقيمت على أنقاضها اليوم البناية الجديدة التي أشغلت من قبل العيادة الشعبية للاختصاصين في الكرخ وتحويل المركز إلى هناك، وفعلاً بوشر بالاستملاك وتنفيذ العملية وتحول مركز الترامواي إلى البناية التي أعدت لهذا الغرض والتي كانت تقوم على الأرض التي هي اليوم مدخل الشارع المرصف الذي ينفذ إلى جسر الشهداء والمطل على الساحة الكبيرة أمام إعدادية الكرخ للبنات، فاحتاجت الشركة لإنجاز هذا التوسع الجديد إلى خمسمائة متر من شطوب الحديد وغيرها من المعدات والآلات مع ثمانية عربات للطريق أستوردتها من أوروبا. (4)

وظلت الشركة تسير بنجاح إلى أن رفع مدحت باشا استقالته من الولاية وغادر بغداد في عام 1872، فبدأت الشركة منذ ذلك الحين تسير في طريق الإهمال والتدهور تدريجياً كأغلب المشاريع العثمانية، وظلت تقاوم حتى استطاعت أخيراً أن تحظى بمدراء أكفاء استطاعوا نظموا إداراتها وتسييرها بانتظام. إلى ان تقرر تصفية أعمالها في زمن الحرب سنة 1941 عندما استولت الحكومة على وسائط النقل البرية والبحرية، فانتقلت إدارة الترامواي إليها وانتهى هذا المشروع كشركة مساهمة. وظلت تدار من قبل الحكومة حتى ألغيت نهائياً بتاريخ 15 كانون الأول 1946 واستعيض عنها بالباصات التي كانت تديرها أمانة العاصمة لتسهيل نقل الركاب في شوارع العاصمة وضواحيها، ومن ثم استحداث مصلحة نقل الركاب في العاصمة لتدبر أضخم جهاز نقل للركاب في العالم بأحدث الباصات والتي تحولت أخيراً إلى المنشأة العامة لنقل الركاب.

كان تحرك أول عربة من الكرخ الساعة السادسة صباحاً وآخر عربة تذهب إلى الكاظمية الساعة العاشرة مساءً، والفاصل الزمني بين تحرك عربة وأخرى ربع ساعة في الأوقات الاعتيادية من النهار، وتقطع المسافة في نصف الساعة يتوقف الترامواي خلالها بضع دقائق في مراحل معينة: الأولى في منطقة الجعيفر حيث مقص السكة الذي ينظم سير العربة على السكة لتحاشي الاصطدام بين عربتي الذهاب والإياب، والمرحلة الثانية في منتصف الطريق في منطقة العطيفية قرب المنطقة جامع براثا اليوم، والمرحلة الثالثة في منطقة الشوصة في الكاظمية حيث مقص آخر للسكة ينظم السير عليها أيضاً، ثم يستأنف السير من هذه المرحلة حتى تنتهي وتستقر في الكرخ بالكاظمية الذي لا يزال بناؤها ماثلاً للعيان إلى اليوم وهو مشغول من قبل بائعي الحلويات والكعك وموقعه في نهاية سوق الاسترآبادي.

سنة 1941 توقف العمل لمدة أسبوع كامل أثناء الحرب لأسباب أمنية استثنائية فتضايق الناس كثيراً وتذمر أصحاب المصالح واضطر الكثيرون أن يركبوا الدواب أو يسيروا على الأقدام في الحالات التي تستوجب ذلك.

وكانت تحدث الحوادث المؤسفة أثناء السير وبالأخص في وقت الزيارات حيث تكتظ العربة بالركاب ويحاول البعض أن يتسلق في أجزاء العربة ويتعلق الآخرون بالقضبان وأطر النوافذ وتبدو الحافلة للناظر وكأنها أكداس بشرية تجري على الأرض، فيذهب ضحية ذلك عدد من الركاب في كل مرة، وهناك حوادث مؤسفة أخرى يسببها الكاري لغير الراكبين عندما يخترق طرق وأزقة الكرخ الضيقة في سوق الجديد والست نفيسة والتكارتة والجعيفر فيتعرض أطفال هذه المناطق إلى حوادث الدهس المختلفة.

ما من الحوادث الطريفة والمهمة الأخرى يوم اصطدم القطار بعربة الكاري في نقطة تقاطع السكتين في منطقة الشالجية فتضررت الخيول وتصدعت بعض أجزاء العربة وخزان النفط إلا أن العربة لم تنقلب بل استدارت دورة كاملة من شدة الصدمة ولم يصب احد من الركاب بأذى سوى راكب واحد أذهله هول الحادثة فأخرج لسانه من بين أسنانه فأطبق عليه فقطع جزء منه فأثر ذلك على نطقه وهو السيد الاطرقجي في سوق الخفافين في بغداد.

أقدم بطاقة للأشخاص في الكاري وكانت تسمى (بغداد تيموريل شاهانه سي) ورقم البطاقة عليها وصنف الجلوس لمدينة كاظمين ون (ون one) ومعناها ذهاب فقط. (5)

أخبرني صانع العقال الحاج زهير بأن نهاية خط الكاري كان في خان فرمان وكان محطة واسعة تقع في سوق العبايچية المجاور لسوق الاسترابادي. وكان صاحب الخان شخص إيراني يسمى فرمان. ولما توقف الكاري عن العمل قام بتأسيس شركة نقل اسمها (ميهن تور) حيث تنقل الركاب بالباصات من الدول المجاورة من إيران والكويت وتركيا ولبنان وفلسطين.

وكان الطابق العلوي من الخان يضم عدداً من الشقق والغرف الخاصة لمبيت المسافرين ، تظهر شناشيلها مطلة على الشارع كما تبدو في الصورة التي زودني بها. وأضاف: بعد ذلك اشترى الخان الحاج حسين الجيلاوي والحاج هادي الدباغ من ورثة فرمان. وفي الثمانينيات تحول إلى محلات من قبل الحاج عباس الجبوري.

حمام الملك

من معالم سوق الاسترابادي إنشاء حمام عمومي يستخدمه الزوار القادمون لزيارة الإمامين الكاظمين عليهما السلام ولأهالي المنطق المجاورة للسوق. تم تشيي الحمام عام 1833 م ويقع مقابل المدرسة الخالصية في محلة الشيوخ قرب سوق الاسترابادي. وقد أنشأته عائلة الاسترابادي في القرن التاسع عشر ، وبقي يقدم خدماته قرابة (150 عاماً) حتى عام 1958 عندما شيد مالكو الحمام حماماً آخر خلفه مباشرة بطراز ومواصفات حديثة وأسموه (حمام الإمامين) وشهرت (حمام القمارة) أي حجرة مستقلة لكل مستحم. ونُقل أن الملك غازي (1933-1939) كان يحب الاستحمام في حمام الكاظمية ولذبك سموه (حمام ملوكي). وكان الملك يأتي إلى الحمام بصحبة ضابط صديق من بيت الزواعري وهو خال أحد صاحبي الحمام عبد ازمير شيخ حسن الشيباني ، والمالك الآخر هو عبد الأمير شمارة. وكان من رواد حمام ملوكي السيد محمد الصدر رئيس مجلس الأعيان والوجيه عبد الهادي الجلبي والوزير الدكتور فاضل الجمالي.

 

مدرسة الشيخ الخالصي

في عام 1911 تأسست مدرسة الخالصي ( مدينة العلم) مع إنشاء سوق الاسترابادي ، وكان الشيخ محمد مهدي الخالصي الكبير من كبار علماء الكاظمية. وكان الشيخ محمد الخالصي الابن في الخمسينيات ، يخرج كل يوم قبل الظهر من مدرسته ، ويمشي بموكبه مخترقاً سوق الاسترابادي متوجهاً إلى جامع الجوادين (جامع الصفويين سابقاً) المجاور للحضرة الكاظمية المقدسة لأداء الصلاة جماعة. وكان الناس والمارة يستقبلون الموكب بالتكبيرات طوال مروره بالسوق.

ولد الشيخ محمد الخالصي عام 1888 م في مدينة الكاظمية المقدسة في أسرة تنتمي إلى مدينة الخالص وهي إحدى مدن محافظة ديالى المجاورة لبغداد. وكان جدهم الأعلى الشيخ عبد العزيز (توفى 1286 هـ / 1869 م) قد هاجر إلى الكاظمية واستقر فيها واتخذها مقراً لمواصلة دراسته في العلوم الدينية. وكان يجمع بين المشيختين العشائرية (ينتمي لبني أسد) والدينية. واشتهرت الأسرة بالعلم والجهاد والتأليف. وشارك الشيخ الخالصي الكبير في حركة الجهاد ضد القوات البريطانية عام 1914 بمعية والده وبقية العلماء. كما شارك في ثورة العشرين بزعامة المرجع الشيخ محمد تقي الشيرازي. وبسبب اختلافه مع الملك فيصل تم نفي الخالصي الكبير مع ولده محمد إلى ايران عام 1923 بسبب مواقفه المناهضة للانكليز ورفضه لمعاهدة 1922 التي وقعها فيصل. وقد قتل الخالصي الكبير في مدينة مشهد بإيران ، وصار ولده الشيخ محمد الخالصي يتعرض للنفي من مدينة إلى أخرى داخل إيران لمنعه من تشكيل قاعدة شعبية له. وغالبآ ما كان النفي يسبقه السجن لمدة من الزمن لكسر شوكته. (6)

في عام 1949 عاد إلي العراق ، وأعاد افتتاح حوزة والده العلمية في الكاظمية بجوار سوق الاسترابادي. وأعاد تسميتها (جامعة مدينة العلم). توفي الشيخ محمد الخالصي عام 1963.

 

زيارتي لمدرسة الخالصي

في صباح يوم 26 حزيران 2024 اثناء جولتي في سوق الاسترابادي ، قادتني رجلاي إلى مدرسة الخالصي التي لا تبعد عن السوق سوى مائة متر. تم استقبالي بحفاوة من قبل المشرفين عليها وقسم الاعلام حيث تجولتُ فيها ، وحضرتُ جلسة لتعليم القرآن الكريم لمختلف الأعمار ، ثم زرتُ المكتبة الخاصة بالجامعة وهي مكتبة عامرة بالكتب والمراجع والمجلات الدورية. وعندما سألت عن وجود مخطوطات أرشدوني إليها ، فتناولت عدداً منها ، فوجدتها ما زالت تحافظ على ورقها وجلدها وحبرها وخطها.

وبينما أنا مشغول بمشاهدة المخطوطات دخل علينا سماحة الشيخ جواد الخالصي المشرف على المدرسة وبرفقته عدد من الطلاب من أعمار كبيرة جاؤوا ليدرسوا كتاباً للفيض الكاشاني . والنسخ التي يحملونا مستنسخة من المخطوط الأصلي الذي كتبه الفيض الكاشاني بنفسه.

بعد التعارف والذكريات الخاصة بتلاقينا مع الشيخ منها مؤتمر الوفاق العراق الذي انعقد في لقاهرة عام 2006 ، ومنها تشييع جناز شقيقة السيد الواعظ ممثل المرجعية في الكاظمية وإلقائي كلمة في ذكرى شهادة عشرات الأطفال والفتيان كانوا يلعبون كرة القدم في أحد الملاعب ببغداد نتيجة تفجير إرهابي نفذه تنظيم القاعدة عام 2007 . وقد نظمنا حفل تأبين في جامع الجوادين (الصفويين سابقاً).

حدثني الشيخ جواد الخالصي عن المدرسة والجامعة فقال:

تأسست مدرسة الخالصي العلمية عام 1911 ، وأضيف إليها جناح عام 1950، وتم توسيع المبنى عام 2003. وتدرس في هذا المبنى حاليا العلوم الإسلامية واسمها (المدرسة الزهراء). وتم إنشاء (مدينة العلم الجامعية) قرب بوابة بغداد الشمالية وتضم أحد عشر قسماً : القانون ، المحاسبة ، علوم الحياة ، التخدير ، التمريض ، تقنيات الحاسوب ، هندسة تقنيات البناء ، التصميم الداخلي (الديكور) ، وهندسة تقنيات الأجهزة الطبية.

وأضاف الخالصي: في عام 1980 قامت السلطات البعثية بمصادرة جميع محتويات المكتبة التي ضمت ثلاثين ألف كتاب ، ومنها آلف من المخطوطات النفيسة التي تم جمعها خلال سبعين عاماً ومن بينها مخطوط عن مذكرات الشيخ محمد مهدي الخالصي. وأن الباحث الدكتور جودت القزويني قد قام بفهرستها في كتاب.

وعندما سألت الشيخ عن مكان الكتاب حالياً أجاب: تم نقلها إلى دار الكتب والوثائق الوطنية ، ونحن بصدد استعادتها ونعرفها كتاباً كتاباً لوجود فهرس كامل باسمائها ومؤلفيها.

 

خاتمة

لعب سوق الاسترابادي التراثي دوراً كبيراً في التجارة العراقية إلى جانب الأسواق التجارية الأخرى وخاصة الشورجة وشارع النهر الذي اختص بالأقمشة والملابس والذهب. وعانى السوق من الإهمال وفقد الكثير من أجزائه وخاصة الطابق العلوي الذي انهار تماماً ولم يعد صالحاً لشيء.

وعلى الجهات المعنية وخاصة أمانة بغداد والعتبة الكاظمية المقدسة تأهيل السوق وصيانة أقسامه وإصلاح السقف بشكل حديث. كما يجب إزالة تجاوزات أصحاب البسطيات الذين نصبوا أكشاكهم وسط السوق والشارع المخصص للمشاة ومرتادي السوق، إذ صار ممران ضيقان جداً يعرقلا حركة الرواد خاصة وأن أصحاب العربات ينقلون بضائعهم خلال هذه الممرات. كما أن هذه الأكشاك تمنع وصول قوات الدفاع المدني وسيارات الإطفاء والاسعاف في حالة حدوث حريق خاصة وأن البضائع من ملابس وعطور وغيرها قابلة للاشتعال.

الهوامش والمصادر

1- علي ناصر الكناني (سوق الاسترابادي في الكاظمية) ، موقع مجلة الشبكة التي تصدرها شبكة الاعلام العراقي https://magazine.imn.iq في 9 تشرين الثاني 2020

2- علي ناصر الكناني ، مصدر سابق

3- صالح البصام (مذكرات وأسرار هروب نوري السعيد) ، ص 119- 130 ، مؤسسة الانتشار العربي ، بيروت : 2003

4- صادق الجميلي (قصة إنشاء ترامواي بغداد الكاظمية) ، موقع ملاحق المدى ، في 7 مايس 2015 ، نقلا عن مجلة أمانة العاصمة 1978

5- صادق الجميلي ، مصدر سابق

6- تراجع المصادر الأتية: 1- محمد قاسم الخالصي (الامام الشيخ محمد الخالصي الفقيه المجاهد) ، مؤسسة الخلاص الإسلامية ، النجف الشرف : 2024 ، 2- علي عبد العزيز الجبوري (معالم التجديد الفقهي عن الامام الشيخ محمد الخالصي) ، مؤسسة الخلاص الإسلامية ، النجف الاشرف: 2024 ، 3- علي عبد العزيز الجبوري وعلي محسن الخزاعي (محطات من حرب الجهاد الكبرى 1914- 1917 ) ، مؤسسة الخلاص الإسلامية ، النجف الاشرف : 2023 .

 

 


مشاهدات 133
أضيف 2024/07/20 - 1:54 AM
آخر تحديث 2024/07/27 - 3:44 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 313 الشهر 11676 الكلي 9373748
الوقت الآن
السبت 2024/7/27 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير