الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
من خطيب كربلاء إلى خطيب الكاظمية

بواسطة azzaman

من خطيب كربلاء إلى خطيب الكاظمية

حسين الصدر

 

تمهيد :

للمنبر الحسيني دورُه الرائد في تنوير الجماهير وتوعيتهم وتغذيتهم بكل ما يُقوّمُونَ به سلوكهم ويعززون به صلتهم بدينهم وعقيدتهم وقادتهم الميامين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين .

لقد ظل المنبر الى وقت قريب وسيلة الاعلام الوحيدة الفاعلة حيث لم تكن ثمة من قنوات فضائية، ولم تكن قد انتشرت وسائل التواصل الاجتماعي التي استحوذت اليوم بالكثير الكثير من اهتمامات الناس ومتابعاتهم .

وقد احتل فرسان الخطابة مكانةً سامية في المجتمع العراقي ،وكانوا موضع إجلال وتقدير لما بذلوه من جهود مخلصة في ميدان الوعظ والإرشاد، وميدان الذبّ عن الرسالة وعن اهل البيت عليهم السلام ، فضلا عن سعيهم الحثيث لتقديم المناهج الموّارة بعطر الاخلاق والآداب، وإشاعة روح التكافل والتعاون في الوسط الاجتماعي .

ومن أبرز خطباء المنبر الحسيني في العراق المرحوم العلامة الشيخ كاظم آل نوح الملقب بخطيب الكاظمية، وقد عاصره خطيب كربلاء المرحوم الشيخ محسن أبو الحبّ وهو من كبار الخطباء أيضا وله مكانته المرموقة وصيته الشائع .

واليك شيئا مما دار بينهما :

-1-

من أعذب ألوان الشعر العربي القوافي المواره بعطر المودة والأخاء ، والتي يبعث بها الأديب الى صديقه الأديب والخطيب الى زميله الخطيب ..

انها باقات زاهية ضمّت من الورود أشذاها ومن المشاعر والعواطف أسماها وأحلاها .

-2-

وعلى سبيل المثال :

نذكر لك بعض أبيات قصيدة عامرة أرسلها خطيب كربلاء الراحل المرحوم الشيخ محسن أبو الحب الصغير المتوفى سنة 1369 والمثبتة في ديوانه الذي حققه صديقنا الأستاذ الأديب الدكتور السيد سلمان طعمة حفظه الله

 ( ص 57 – 59 ) الى خطيب الكاظمية الراحل المرحوم الشيخ كاظم آل نوح المتوفى سنة 1379 / 1959 والذي تبوأ مكانة سامية في دنيا الخطابة والولاء الصادق لاهل البيت (عليهم السلام) جاء فيها :

أَخطيبَ أرضِ الرافدين

ومَنْ له الارشادُ منهجْ

والواعِظُ الفذُ الذي

مِنْ بيتِ فضلٍ قد تخرّجْ

يهدي الأنام بمقول

كالسيف فيه الخصم يُفلجْ

 هو في الخطابة أوحدٌ

وله جوادُ السبق يًسرجْ

يا أيها الأستاذ يا مَنْ

فَضْلُه كالصبحِ أبلجْ

( يفلج : ينشق )

والمهم هنا

انّ خطيب كربلاء اعترف للشيخ كاظم ال نوح بانه خطيب العراق كله لا الكاظمية وحدها .

وعبر عنه بالاستاذ معترفا له بالصدارة والبراعة الفائقة .

-3 –

انّ الحداثويين يعتبرون هذه المساجلات الشعرية وأضرابها من شعر المناسبات الذي لا يحظى عندهم بمكانة متميزة، في حين انَّ هذه المساجلات تعتبر المرآة الصافية التي تعكس ما تنطوي عليه القلوب من حب ومودة وما تختزنه النفوس من عواطف ومشاعر تعبر أروغ تعبير عما انطوى عليه الوجدان .

                                  -4-

وللأسف الشديد فقد انحسر منسوب هذه المساجلات بين الأدباء اليوم الى حد بعيد ، كما انحسر أيضا التاريخ الشعري ولم نعد نظفر بالروائع الاّ قليلا ..

 

 

 

 

 

 

 


مشاهدات 319
الكاتب حسين الصدر
أضيف 2024/04/13 - 9:43 PM
آخر تحديث 2024/08/25 - 7:07 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 149 الشهر 149 الكلي 9988771
الوقت الآن
الأحد 2024/9/1 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير