ساعاتٌ فارِغَة
نسرين حسون بلاسم
لا عَنْ جَفا باتَ عَنْكَ القَلْبُ مُنْصَـرِفا
لكِنْ يُخادِعُ جَفْنًــا هائِمًــا دَنِفــا
حتّى متى أرْقُبُ السّاعاتِ فارِغَةً
وَلا أرى مَوْعِدًا لِلْوَصْلِ قَدْ أزِفــا
ما ذُقْتُ ريْقًا مِنَ الآمالِ يُؤْنِسُني
وَلا رَأيْتُ مَسارَ البَيْنِ مُنْعَطِفا
أهكذا يَكْتَوي بِالوَجْدِ مَنْ عَشِقوا
أمْ كانَ حَظّي عَنِ العُشّاقِ مُخْتَلِفا
وَلَيْتَ شِعْري أما لِلْقَلْبِ مِنْ سَبَبٍ
يَنْسـى بِهِ عُلْقَةَ الأحْبابِ إنْ كَلِفــا
إذا أرادَ التَّناسي شَفَّهُ جَزَعٌ
فَكُلَّما سَعَّرَتْ أشْواقُهُ ضَعُفا
كَأنَّ نِيرانَها في الصَّدْرِ ثابِتَةٌ
وَثابِتٌ مِثْلُها حُبّي الّذي عَكَفا
والصَّدْرُ مِحْرابُ كُلٍّ مِنْهُما أبَداً
يَسـرّهُ لَوْ تَهاوى فيهِما تَلَفـــا
وَكانَ يَكْفيهِ مِنْكَ الوَصْلُ ثانِيَةً
حتّى يُقابِلَ بِالْغُفْرانِ ما سَلَفا
إنّي لَأعْجَبُ مِمّا فيهِ مِن جَلَدٍ
كَأنَّهُ مِنْ جِبالِ القِنْدِ قَدْ رُصِفا
أصابَهُ اللهُ بِالْبَلْوى فَكانَ لَها
وَلِلنَّوى بِثِيابِ الصَّبرِ مُلتحِفا