قضايا في كلمات
عدنان سمير دهيرب
في الأنظمة الدكتاتورية والفاشية ، الأغلبية صامتة خاضعة تنفذ أوامر وسياسة القائد الأوحد ، ليصبح هو الشعب ويقترن اسمه بالوطن ، ويمنح لنفسه التوكيل للتفكير نيابة عن الرعايا ، ولكي يمنح نفسه الشرعية ينفذ أسلوب الاستفتاء الذي يأتي دائماً بنسبة 99 %، فيما الأنظمة الديمقراطية الأغلبية تحكم والأقلية تعارض من خلال الانتخابات والتمثيل النيابي وتطبيق الدستور وسيادة القانون لتحقيق قيمة المواطنة .
ما بين الأول والثاني يسود نظام الأغلبية تعزف عن أهم آليات الديمقراطية في عدم المشاركة بالانتخابات ، واقلية تحكم من خلال مشاركة ودعم الاتباع والموالين لتمنحها شرعية الحكم الذي يختلط فيه النظام الأول مع الثاني لتنتج نظاماً هجيناً ، يتأسس على ذات الامراض السياسية والاجتماعية ، مع إضافة تشوهات جديدة تحت ذريعة التوافق للحفاظ على التجربة الديمقراطية والسلم الأهلي وعدم ايقاظ الفتنة التي تتحدث عنها السلطات وادواتها منذ ألف عام .
الشرطة الفكرية : هي وظيفة يقوم بها أدعياء الثقافة ، حين تفلت من الأجهزة الأمنية والرقابية ، ما يكتبه أصحاب الرأي من مثقفين أو صحفيين ومفكرين ، إذ يقوم أدعياء الثقافة بأداء دورهم في كتابة التقارير السرية وتفسير الايحاء أو المضمر في الكتابات المنشورة ، لإيصال معلومات الى تلك الأجهزة بهدف قمعهم أو فصلهم من الوظيفة . وهؤلاء يتكرر حضورهم مع اختلاف الانظمة . لكي تطمئن التفاهة الراسخة في دواخلهم إنها أدت دورها الشرطوي القبيح .
ظاهرة التعميم أخذت تتسلل الى لغة جُل المجتمع لأطلاقها على الاخرين . بسبب تصرف خاطئ من أفراد ينتمون الى جماعة معينة ، لا سيما أذا ما كان سلبياً . لاضفاء التعميم على المجتمع . يتجلى ذلك لأسباب مذهبية أو عرقية أو حزبية أو عشائرية ومدينية ، ويظهر أيضاً في العلاقات الاجتماعية والشخصية في الحياة اليومية عند وقوع خطأ دون النظر الى ظرفية الفعل وأسباب وقوعه . ليغدو صفة ملازمة اليه وربما تنسحب الى عائلته أو الجماعة المنتمي اليها . لتصبح قناعة مسبقة تحضر كلما جاء ذكر الفرد أو الجماعة التي ينتمي اليها . تعود تلك الظاهرة الى التفكير المغلق والعصبية وعدم التسامح .
كلمات مضيئة ( لا يعمم الا الاغبياء ) شكسبير .