الإبن المدلل للاولمبية

محسن التميمي

من خلال حديث نسمعه لاول مرة، يقول رئيس اللجنة الاولمبية الوطنية العراقية، ان اتحاد كرة القدم العراقي هو الابن المدلل !

لانعرف كيف يتم التمييز او التعامل بدلال مفرط من قبل اللجنة الاولمبية مع اتحاد الكرة ولم يقل السيد الرئيس ان تعاملنا مع جميع الاتحاد عادلة ولم نميز او نفضل اتحاد معين عن غيره ؟

قد لايعلم الاخ عقيل مفتن ان الاموال الطائلة التي تصرف على اتحاد كرة القدم لو صرفت على الالعاب الفردية لكانت بلادنا حصلت على اكثر من وسام أولمبي طيلة المدة الماضية ومعها التخطيط السليم فضلا عن الخطط والبرامج التي يمكن ان تكون عونا للرياضي بكل مراحل اعداده وتحضيره !

تدعم الحكومة المركزية اتحاد الكرة بشكل كبير وهو امر ضروري جدا ولكن بالوقت ذاته يجب على الحكومة ان تدعم وبشكل كبير كل الاتحادات الرياضية الاخرى حتى يكون دعمها متساويا للجميع وكل اتحاد لا يشعر بالغبن والاجحاف والتقصير الحكومي وهو الامر المطلوب منها لكونها الجهة العليا التي ترعى الرياضة في  بلادنا ولا تجعل الاتحادات الرياضية الاخرى تعاني من المشاكل المالية بشكل دائم فيما ان اتحاد كرة القدم يفتح فمه قليلا ليجد ان الحكومة قد ملأته مالا وفيرا وتبقى الافواه الاخرى تصرخ وتنادي وتشكو بسبب شح الميزانيات المالية لديها !

مهمة اللجنة الاولمبية الوطنية العراقية دعم ومساندة جميع الاتحادات الفردية والجماعية معا بلا تمييز وتفضيل ودلال يعلن امام الجميع لان مثل هذا التصريح يقلل من اهمية وجود الاتحادات الرياضية الاخرى ويضعها في خانة التهميش المتعمد وكلنا نعرف فريقنا الوطني تأهل مرة اخرى فقط الى نهائيات كأس العالم في المكسيك عام 1986 ، برغم ان الاموال التي حصلت عليها كرة القدم العراقية لاتعد ولا تحصى بعد عام 1986 ولحد الان ، ومازلنا نتغنى بالوسام الفضي الذي حققه المرحوم عبد الواحد عزيز قبل اكثر من ستين عاما !

والاخير افضل الف مليون مرة من التأهل الى نهائيات كأس العالم عشرات المرات ونخرج من الدور الاول !

البلدان المتطورة رياضيا تجدها حاضرة بقوة في دورة الالعاب الاولمبية وهي تحصد الاوسمة برياضات والعاب فردية لما لها من مكاسب معنوية ومادية كبيرة ويمكن ان تفتح الطريق لأغلب الرياضيين بالتنافس على وسام أولمبي فيما لو كانت الالعاب الفردية تحصل على الدعم المالي المناسب!

من يسمع الاخ عقيل مفتن وهو يتحدث عن الدلال الذي يحظى به اتحاد كرة القدم من دعم مالي كبير يعتقد ان المنتخب الاولمبي العراقي سيخطف احد الاوسمة المهمة في أولمبياد باريس ! نعتقد جازمين ان الرامية زينب محمد ابراهيم لو تم الاهتمام بها قبل خمس او اربع سنوات الماضية واعدت بشكل ممتاز تحت اشراف فريق مختص من المدربين لكان ممكنا ان تسجل حضورها المهم وهي تشارك في دورة الالعاب الأولمبية التي تضيفها العاصمة الفرنسية باريس صيف 2024 !