هل تعود السَّمَاء  ؟

عبد المنعم حمندي

 

لولا النور الساكن قلبي 

لأقمت الحد وأحرقت  الأرضَ وما فيها

أصبحت “ملك الكوكايين”

أمير البحر

“ بابلو إسكوبار “

أصعد نحو الشمس

ويكون الليل حذائي

حلّقتُ..

وطويت سمائي

فرأيت ما ليس يُرى:

حلّقتُ..

رأيت  أشرس حراس الملكوت

“عزرائيل” يغوي بغداد ويمسخها أنثى

قد عاشرها . فانكفأت ،

حبلت منه ،

ولدت سبعة غِيلان .في ثوب طوائف

ويطيعون أباهم

كذابون..

نشروا دود الزمن الخائف

زرعوا ألأرضة في فتنٍ

وضغائن حبلى بزعانف

نثروا الرمل : فحيح الحيات ..

صرير زواحف

تتصّاعد في ضوء الشذاذ

وتبث سموم السيل الجارف

••••

حلّقتُ رأيت:  الدّيناصوراتْ 

تسحق ٱلاف الغابات ،

وتحطم أجيال النمل النائم في الصلوات

تكسر أضلاع النهر ،

تحرق بغداد  وتشوّه  صورتها، 

وجهٌ غجريٌ  لا يشبهها

قالت  : لستُ تلك

و أنا..لستُ تلك !

••••

لولا الغيلان السبعة والأصفاد

لشنقتُ  المجرمَ “بابلو إسكوبار”.

في سِّلْسِلَة النار

لو لا الغيلان

ما كانت بغدادُ سبيةٔ

لم يبق منها غير شقوق يديها

ووجوهٍ من غير هويةٔ

بغداد من غير سماء

بل من غير هواء

فقدت جلّ بنيها

حتى غضب الماء

وبرغم اساها

ما لي في الأرض سواها

•••••

في جوف الليل خلعتُ  الليل ،

وخلعتُ عمائمَ كهان وأباطرةٍ

تلهو في التسبيحٔ

قرأوا كتبَ السحر ،

أسفارَ الصقر بوجه الريح

فتدلّى ألف  نبيٍ من دون مسيح

وتدلـّى  الرأس المقطوع  من الرقبةٔ

يحدق في  الحبل وفي الخشبةٔ

•••••

عاقرت الخمرة والكوكايين

طرتُ ، حلّقتُ في معراج بين رعاع

أدركت السرّ،

عرفتُ لماذا يهرب جيلٌ من دون وداع

ويبيع ما ليس يباع

•••••

ياقلبي أطفئ نورك

دعٔ هذي الروح تغادر

فالغيلان من أبناء ملك الموت

دمهم شرر النار

جزارون 

ذبحوا الحبَ ، غبار الطلع ،

الأزهار ، الأبرار ، الأشجار

صبغوا التاريخ الأبيض بالأسود

وأراقوا بدل الماء دماء

فلمن ترهن حرفك ؟

ولماذا تحشرُ أسمك

 في زُحمة هذي الأسماء ؟

•••••

 

هل تقدرٔ أن تجبرَ كسر الأضلاع ،

وأن تقطع ألسنة التدليس ؟

أن تنزع جلدك وتواري وجهك ياقديس؟

إجبرها وتنزّه

فالغيلانُ هم الغيلان

والقادمُ أسوء من إبليس