الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الكبار يرحلون

بواسطة azzaman

الكبار يرحلون

علي القحيص

 

من حق الكثيرين أن يقولوا ذهب ( زمن الطيبين)، يتباكون على زمن مضى مع رجاله  وافعالهم زمن فيه كرامة وكبرياء وصدق وامانة وعفة وشرف وقيم عالية  لاتقبل المساومة، وحينما يحمل الكبار حقائبهم ويرحلون، يتركون لنا بعضا من ما تركوه من قصص وروايات وذكريات و مذكرات و متعلقات وقصاصات واعمالا خالدة، ترقى بنا إلى مخاطبتهم وهم بالعالم الآخر ، لنحمل إليهم اعترافات بالثناء  والجميل ،الذي  لايمكن للايام أن تمحوه و رغم رحيلهم القاسي المر، يبقون فينا أفكاراً خالدة ونماذج ملهمة ، تستعصي على النسيان والاندثار  مهما حاول الغرباء طمس تاريخهم  الطويل الكبير المشرف، ويبقون كوهج شرر في مدلهم ليالينا الحالكة التي تركوها وراءهم نصارعها بين الحين والآخر، تلك التي ضاع فيها الصالح من الطالح والغث من السمين واختلط فيها الأسود بالأبيض،  وتغيرت المفاهيم ومات فيها الضمير.

 أعلن  في العراق ، عن وفاة وزير التربية السابق الأستاذ( عبد القادر عزالدين ) متأثرا  بمرض ألم به وهو في مسقط رأسه  في قضاء الشرقاط شمال بغداد .والفقيد الراحل ( عبد  القادر عز الدين)  هو  شخصية عراقية وطنية معروفة وتربوية وقيادية  في مجال التربية والتعليم العالي ، تولى مناصب مهمة منها وكيلا  لوزير التربية، ووزيرا لها  ووزيرا للتعليم العالي  .  

ولد  الراحل في الشرقاط عام 1934، وأنهى فيها دراسته الابتدائية ثم  درس في مدينة  تكريت ، و أكمل دراسته الثانوية عام 1952.دخل كلية الآداب والعلوم  في تخصص الاقتصاد السياسي، وحصل على البكالوريوس سنة 1956.

وكيل وزارة

خدم بصفة ضابط احتياط في الجيش العراقي، ثم عمل مدرسا ومديرا في العديد من المدارس المتوسطة والاعدادية، حتى ترقى في المناصب وشغل منصب مدير تربية الموصل (1969-1975)، ووكيلا لوزارة التربية (1975-1981).كلف بمنصب وزير التربية للفترة من 27 تموز 1981 حتى 23 آذار 1991. كما كلف بمنصب وزير التعليم العالي بالوكالة للفترة من 22 كانون الأول 1983 حتى 25 تموز 1985، وكذلك كان عضوا في المجلس الوطني العراقي  في حكومةً النظام الوطني في عهد حكومة  صدام حسين  (1980-1988).

في زمنه تم القضاء على الأمية في العراق ،وحصل العراق على جائزة اليونسكو الدولية لمحو الأمية في العالم  عام 1983، وحصل الراحل أ. عبدالقادر عز الدين ، على أفضل وزير تربية بالوطن العربي ،  لنزاهته ووطنيته ووفائه لرسالة التربية التعليم  واطلق عليه ( المربي الأول).

 وفي عهد الرئيس الراحل صدام حسين ، كانت ابنته رغد صدام حسين ، قد أنهت الثانوية العامة بمعدل 86 بالمئة واعترضت على المعدل عند والدها الرئيس ، صدام حسين كلم وزير التربية والتعليم  المعني بهذا المقال ، وشكل لجنة وتبين أن الدرجة صحيحة،  وكلم صدام حسين  وقال له ابنتك لاتستحق غير هذه الدرجة التي حصلت عليها  بعد التدقيق ، وهنا شكره وظل وزيرا للتربية والتعليم العالي  حتى بلغ سن التقاعد رحمه الله .  كان  العراق في زمنه قد وصل إلى أفضل مستوى تعليم في المنطقة . يذكر أقرباء الوزير الراحل ،حين يأتي إلى أهله في وقت الاجازة بدون حماية أو مرافقين ولايركب السيارات الفارهة،  وأحيانا يأتي بتكسي ويترك سيارة الوزارة في مقر عملة في بغداد.

ولذلك ظل شامخا ونظيفا ونزيها، يجلس أمام محل والده (دكانا صغيرا)  في سوق الشرقاط ينتظر الرحيل الأخير بملابس بسيطة جدا ، حتى رحل إلى الباري الخالق عز وجل

نظــــــــــــيفا طاهـــــــــــــــــرا  نزيهاصــــــادقا مخلصا لدينــــــــــــــــــــــه ووطنــــــــــــــــــه ومجتمعه،

يواجه ربه بصفاء ونقاء  وصدق ماعمل طول حياته من سيرة خالدة.

تحية لهؤلاء الرجال الكبار الذين رحلوا واقفين ، و تبقى اعمالهم الخالدة شاهدا على نظافة وطـــهر سيرتهم العطرة التـــــــي يذكرها المنصفون.

 

  كاتب سعودي


مشاهدات 136
الكاتب علي القحيص
أضيف 2024/06/24 - 4:39 PM
آخر تحديث 2024/06/29 - 8:08 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 267 الشهر 10935 الكلي 9361472
الوقت الآن
السبت 2024/6/29 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير