لماذا يكتب الكبار  مذكّراتهم؟

عبد الكريم احمد الزيدي

الكثير منا ربما يتسائل وهل يبقى الآخرين بدونها، وهل انهم معلّقين في هذه الحياة من غير حادثة أو موقف أو ذكرى تشد الآخرين إليها وقد تكون بأهمية ما يكتبه الكبار أو ربما  أكثر..

فالمسألة ليست بموقع الفرد وشهرته وإهتمام الآخرين بها مهما كانت مؤثرة أو أحياناً ليست ذَا قيمة ، نقول من المؤكد أن يسترجع كل منا ما أحدثت فيه الحياة وما تركت فيه من أثرٍ يبقى شاخصاً كأنه شريط فلمٍ يمر أمام عينه واقعاً بكل أحداثه وتفاصيله ويكاد أحيانا يبلغ في واقعيته لتراه العين أمراً يحدث في اللحظة والتو..

وربما اثبتت التجارب والأختبارات أهمية ذلك لتنشيط الذاكرة والعقل ليمد باقي الجسد بالحيوية والديمومة ، وما أصحاب أمراض الشيخوخة والزهايمر كما يعرف اليوم إلا أكبر دليل على ذلك ، حين تبقى في خيالهم وعقولهم أحداث الدهر البعيد فيبدأون بسردها وكأنها جزء موروث من حياتهم . .بينما تراهم في واقعهم هامش لا يتفاعل مع من حوله بشيء.....

قد يكون الموضوع بعيداً نسبياً عن عنوانه ولكني تعمدت هذه البداية ليكتب الجميع ما خلد في ذاكرتهم من أحداث وقصص وأمور تصبح مادة جاهزة لتجارب الآخرين تفيد في فحواها وعِبَرها من لم تعتركه الحياة بعد ، وتساؤلاً مستحقاً لمن عاشها لو أعيدت ثانية له ومرت به ، إنها راحة ذهنية لمن اهتزت ثقته وفعلت به الحياة فعلتها فتعيد لضميره المتعب جانباً من نشاطه وتصبح مادة تصلح أن يُعتَبر بها من حوله والآخرين...

جميلة ذكرياتنا والأجمل منها تلك اللحظات التي نذكرها وهي في واقعها أيّام وزمن لم يمر كما نراها بل

حفرت آثارها مواقع في حياتنا فتركتنا بلا حول ولا قوة على أن نعيشها ثانية ونهنئ بها ، هذا الموضوع ليس حصراً على الكُُتّاب والاُدباء وأصحاب الفن والنفوذ بل هو حق طبيعي للكل يمارسونه متى شاءت الظروف واستفاق العقل من شيخوخة الكسل وصحت الفكرة والقلم...