الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
لماذا هذا التنكّر لقائد ثورة العشرين ؟

بواسطة azzaman

لماذا هذا التنكّر لقائد ثورة العشرين ؟

محسن القزويني

 

عرضت قناة العربية برنامجا عن تاريخ العراق المعاصر استضافت فيه الدكتور العراقي خالد السعدون الذي تحدث في حلقات مسلسلة عن جوانب من تاريخ العراق المعاصر ، وقد عرّفت القناة الدكتور السعدون بانه المؤرخ العراقي الذي اسهب في حديثه عن ثورة العشرين لكنه لم ياتِ على ذكر قائد هذه الثورة ،واهمية مدينة كربلاء المقدسة في قيادة الثورة ودور قادة الثورة في تنصيب فيصل بن حسين ملكا على العراق، وهي حقائق دامغة لا يمكن المرور عليها مرور الكرام عند الحديث عن ثورة العشرين التحررية التي كانت سببا في تشكيل الدولة العراقية. ويعود هذا التنكّر لقائد ثورة العشرين محمد تقي الشيرازي الى عهد النظام السابق الذي حاول اقصاء هذا القائد الفذ من تاريخ العراق ومحو اسمه عن صدارة الثورة العراقية بل اكثر من ذلك قام النظام بازالة النصب التذكاري على قبره في الزاوية الجنوبية الشرقية من صحن الامام الحسين عليه السلام وانزال صورته التي كانت منصوبة عند مدخل مقبرته والتي كانت علامة بارزة لمرقده الشريف حيث كانت ترتاده الوفود العربية والاسلامية عند زيارتها لمرقد الامام الحسين عليه السلام. هذا التنكّر المتعمّد لمثل هذه الشخصية المرجعية صاحبة  الفتوى الشهيرة والتي كانت سببا لانطلاقة الثورة والتي استمرت في قيادة الثورة حتى لاحت نتائجها في تنازل البريطانيون عند مطالب الشعب لتنصيب احد ابناء الشريف حسين ملكا على العراق والاقرار بالدولة العراقية كل هذه المنجزات لم تكن لتتحقق لولا وجود الميرزة الشيرازي على راس الثورة التحررية التي قادها بنفسه وابنائه وعدد من علماء كربلاء والنجف مع رؤساء عشائر الفرات الاوسط.

شخصية فذة

ليس غريبا ان يتجاهل النظام الطائفي السابق اي دور للمرجعية الدينية في ثورة العشرين ولكن الغريب والعجيب ان يستمر هذا التجاهل لهذه الشخصية الوطنية الفذة التي انطلقت من دوافع دينية ووطنية في مواجهة الاحتلال البريطاني والمناداة بالاستقلال والتحرر حتى تحقق ذلك في قيام الدولة العراقية عام 1923 فلا زال هذا التجاهل قائما على رغم زوال النظام السابق وقيام نظام وطني جديد ,وكان يفترض بالعهد الجديد ان يكرّم قادة ثورة العشرين مثلما كرّم قادة الانتفاضة الشعبانية وكرّم قادة المواجهة مع فلول  داعش ، كان  يفترض بالجهات المعنية اعادة النصب التذكاري للميرزة الشيرازي على ابهى صورة لتذكير الاجيال بمآثر ثورة العشرين و عظمة قادته  وعلى راسهم الشيرازي وكان يفترض ان تُسمّى المدارس والشوارع والساحات باسماء هولاء القادة  وكان يفترض بوزارة  التربية العراقية تذكير طلبة العراق بمآثر هذه الثورة ودرج الدروس والعبر في المناهج الدراسية والتحدّث باعتزاز عن قائدها وزعيمها الميرزة الشيرازي.

 فلا عتب على الدكتور خالد السعدون على تجاهله لقائد الثورة اذا كانت الحكومات العراقية المتعاقبة على حكم العراق بعد 2003 قد تجاهلته بالمّرة ولم تات على ذكره وتناست إن شيئا قد حدث في 1920 وغيّر البلد من مستعمر   الى دولة ذات كيان و ملك.

إنّ امّةً تتنكر لعظمائها هي أمةٌ لا تاريخ لها، ومن لا ماضي له لا مستقبل له.

 من هنا ادعوا الحكومة العراقية والفعاليات الشعبية ان تعود قليلا الى الوراء لتتذكر ثورة العشرين الخالدة وان تمسح غبار النسيان عن وجه قائدها الميرزه محمد تقي الشيرازي سيما ونحن نقترب الى الذكرى 84 لمناسبة هذه الثورة العظيمة في الثلاثين من حزيران.

 


مشاهدات 439
الكاتب محسن القزويني
أضيف 2024/05/27 - 6:06 PM
آخر تحديث 2024/06/29 - 7:24 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 296 الشهر 11420 الكلي 9361957
الوقت الآن
الأحد 2024/6/30 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير