رفقاً بالمبدعين

عبد المنعم حمندي

قد يسأل البعض من الأدباء لماذا يزعل الشاعر أو الروائي أو أي مبدع بسبب تغييبه من قبل الجهات الثقافية الحكومية أو غيرها لموقف سياسي أو لمعتقد فكري أو لرأي حوله خلاف أو اختلاف في وجهات النظر؟

ولست أنا ممن رضي الله عنهم، وربما أنا من المغضوب عليهم..

والاجابة على السؤال : لأن المبدع يرى نفسه موهوباً.، ومتميزاً ، وقلما ينتج الوطن مثله أو تلد الامهات نظيراً له في الموهبة والمنجز ،قد تستطيع الدولة أن تصنع الاف الأطباء والمهندسين والاكاديميين،  ولكنها لا تستطيع أن تصنع شاعراً مبدعاً أو فناناً تشكيلياً واحداً إلا بأمر رباني،  وكل مبدع في هذه الدنيا هو شجرة كريمة خلقها الله وزعله  يغضب الله ، ويخسر الشعب أطايب ثمار الشجرة لذا نقول على المؤسسات الثقافية أن تترفق في تعاملها مع المبدعين ، وينبغي أن تتوقف كثيرًا وتراجع نفسها؛ عندما تقرر قراراً يغضب المبدع ويؤذيه نفسيأ أو مادياً أو أدبياً !

أغلب الملوك والرؤساء يقدرون المبدعين ويكرموهم ويقربوهم من سدة الحكم لأنهم يدركون أهميتهم التاريخية ومنزلتهم ،والتاريخ المعاصر يذكر

زيارة زعيم الجمهورية العراقية الأولى عبد الكريم قاسم للجواهري في بيته عام 1961 للاطمئنان على صحَّته في منزله لتفقد أحواله اثر مرضه وملازمته الفراش

ولكن عندما زعل الجواهري منه بعد توتر واختلاف في الرأي ، غادر الجواهري البلاد وخسر الزعيم صوتاً داعماً له،

إن الجفاء والتغييب عن قصد عيب، وقطع الرزق والتضييق عيب،  وابعاد المبدعين عن المشاركة في الفعاليات الثقافية والادبية عيب ، يدفعهم إلى إلىحَنِق   و سوء الظن ، فرفقاً بهم يا أصحاب الشأن، وعليكم التعامل بالحسنى وفق معايير عادلة ، فهم الأكثر حساسيةً وتوجساً  ، فلا تخدشوا مشاعرهم  « وزنوا بالقسطاس المستقيم « بينهم في كل الأمور ، ونزهوا أنفسكم من المحسوبية والاخوانيات والريبة والشبهات.

هناك علاماتٌ تظهر في حياة الشاعر أو السارد، قد يكون تفسيرها أنّها من سخط وغضب ، ومن تلك العلامات:

الصدّ والمقاطعة ، الشكوى الدائمة ،و توجيه الاتهام وجعل الجهات الثقافية و المنظمات ذات العلاقة في موضع الشبهات

فالكلمة الطيبة صدقة ، وافرشوا بساط المودة ، فالمبدع شجرة كريمة خلقها الله من نوره ،  ويجب رعايتها !