عن براعة القاضي

مارد عبدالحسن الحسون

هناك نظرية عدلية يجمع عليها العاملون في سلك القضاء وكذلك علماء الاجتماع والمعنيون بشؤون حصانة المجتمع ، وهي أن اظهار براعة القاضي في البت بالقضايا المعقدة والمتشعبة تمثل صورة مشرقة ينبغي ان تعتمد في تأكيد القيمة النموذجية التي تمثل حافزأ لتحصين المجتمع ضد الانحراف من منطلق الخشية من ارتكاب الفعل الاجرامي الذي يحصل بسبب ما أو تحت أي دافع .وقد أجمعت دراسات ميدانية على ان براعة القاضي في انتزاع الحق وتأشير الموقف العدلي الدقيق يسهم بصورة أو اخرى في دعم سلامة المجتمع وتحصينه اذا احسن نشر واعلان هذه البراعة تأكيدأ للموقف العدلي المذكور وهنا يأتي دور الاعلام في ذلك . ومن الحق الاشارة الى ان القضاء متمرس في الابداع القضائي والحكم الصائب والرؤية الثاقبة في قضايا متعددة ظل يكتنفها الغموض ومن الصعب البت بها والرسو على شاطئ حقيقتها . لكن دراية القضاة وخبرتهم ووعيهم مكنهم من البت فيها على وفق الصورة المطلوبة  في الاجراء العدلي المتخذ .

 ولكن الواضح ان مثل هذه الاجراءات والقرارات الدقيقة التي تمثل مفخرة القضاء العراقي دون معرفة الاغلبية العظمى من الناس .أن هناك العديد من القضايا التي بت فيها قضاة عراقيون كانوا موفقين جل التوفيق في اصدار القرار الصائب وظلت قراراتهم بعيدة عن معرفة الاغلبية بينما الحال يتطلب ان يتعرف عليها الجميع . واذا كان هناك العديد من البرامج التي تعرض عالميأ عن ساحات القضاء لقضاة استطاعوا ان يحققوا الموقف العادل فان في العراق ما يضاهي ذلك ويتطلب الحال ان يكون الناس على معرفة بها.ان توسيع اهتمام الناس بقرارات القضاء ومايجري في المحاكم ولاسيما في المحاكمات يقتضي في مجمل ما يقتضي حضور اكبر عدد ممكن من المحامين ومن المعنين بشؤون العدل وكذلك المعنين في الدراسات الاجتماعية لاكتساب الخبرة من المدلولات التي في اثناء المحاكمات بل ان من من الواجب حصرأ ان يحضر الطلبة الدارسين للقانون وطلبة كلية الشرطة ومعاهدها بعض من هذه المحاكمات للتزود بالمعرفة الازمة واكتسابها ميدانيأ بل ان اجواء المحاكمة ضروري جدأ لرجل الشرطة المحقق لكي يبني توجهاته القانونية على اساس ما تم في هذه المحاكمات.

ولنا ايضأ ان نشير الى نقطة جوهرية تفيد المحامين في ذلك وهي المرافعات التي يحضرها ويشترك فيها محامون متمرسون  او الادعاء العام في سير المرافعات . لان الاقتداء بالنموذج هو احد مفاتيح الثقة العدلية عمومأ ، كما يمكن في تطور لاحق لهذا الاعلام العدلي للتعرف على مايجري في المحاكمات الكبرى تسجيل هذا المحاكمات تلفازيأ وعرضها على طلبة الدراسات الاكاديمية القانونية الاولية وعلى طلبة الدراسات العليا ، وعلى المعهد القضائي ، ومن المهم ايضأ ان يبادر مجلس القضاء الاعلى باصدار سلسلة تعريفية بأشهر قضاة العراق في الماضي والحاضر تتضمن تعريفأ بأهم مايتميز به هؤلاء القضاة وماحققوا في المحاكمات او في مجال القضاء والحق والعدل.وينسحب الحال الى المحامين الذين استطاعوا ان يبدعوا في دفاعاتهم المتميزة.ان الاهتمام لما يجري في المحالكم اعلاميأ هي عملية تبصير قانونية واجتماعية لا غنى لنا عنها  تحت اي طائل كان ففي ذلك التوجه تكفل الدراية القانونية على نطاق واسع مثلما يترسخ ايضأ الاعتزاز بالقضاء العراقي الذي يمثل بحق نموذجأ متقدمأ للقضاء في العالم ويكفينا في ذلك مسلة حمورابي القانونية .