الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
مواقع التواصل الإجتماعي ومستقبل الأجيال

بواسطة azzaman

مواقع التواصل الإجتماعي ومستقبل الأجيال

كفاح حيدر فليح 

 

لم تكتفي ثورة المعلومات بأنها تحكمت وجردتنا من كل خصوصياتنا وأنماط حياتنا الأعتيادية، بل أصبحت هي من توجهنا وتقودنا إلى أساليب جديدة في حياتنا الاجتماعية وتقدم لنا عادات وتقاليد لم نألفها سابقاً بل أكثر من هذا أصبحنا عبيداً لهذه التكنولوجيا طوعاً وبدون أن نبدي أي مقاومة إزاء ما تفرضه علينا بل تنازلنا عن كثير من قيمنا الاجتماعية أمتثالاً لما تريده لأنجذابنا أليها وبدون تردد، وأصبحنا نتعرى وبمحض أرادتنا لصالح شركات ذات توجــــهات معينة ( الشركات متعددة الجنسيات وأغلبها أمريكية الجنسية).  لذا أصبح الــــــــــفرد في القرن الحادي والعشرين لا يشبه الفرد في القرون الماضية فقد تغير هذا الفرد في كل مسارات حياته، فقد غيرت مـــــــــواقع التواصل الاجتماعي الكثير من عاداته اليومية ووقع في شبــــــــاكها نتيجة الانجذاب لسحر المحتوى الذي يبثه  والأغراءات التي تقدمها هذه المواقع للضحية.

أنفتاح وأنفلات في الرقابة

شهد العراق بعد التغيير عام 2003 أنفتاح وأنفلات في الرقابة وضعفها على الإنترنت بشكل عام وبدأت تظهر سلبيات الإنترنت بشكل واضح في حياة المجتمع العراقي وباتت مواقع التواصل الاجتماعي تشكل بل شكلت خطراً كبيراً في أضعاف القيم الاجتماعية والموروثات الأخلاقية لدى الكثير من أبناء المجتمع بنحوٍ عام والشباب بنحوٍ خاص وهم الذين يشكلون السواد الأعظم من نسبة تعداد المجتمع العراقي، عن طريق بث برامج عبر هذه المواقع تثير الخلافات الاجتماعية( دينية، عرقية، طائفية، أخلاقية)، وتبث خطاب الكراهية وأثارت الأزمات والفتن بين أفراد المجتمع( مثل أحد البرامج الذي يركز على أظهار الدين الإسلامي عبارة عن سيف ودم ويبث بالهجة العراقية للأطفال وحاز على مشاهدات بنسبه عاليه). واليوم تتصدر مواقع التواصل الاجتماعي الساحة الإعلامية حتى بات الإعلام تحت رحمة ومطرقة وسائل التواصل الاجتماعي وسندان حرية السياسة التحريرية التي تنتهجها وأغراءاتها وجذابيتها التي تخدع الإنسان بجمال أساليبها وبالتالي تجذب ضحاياها وأغلبهم من الشباب لما تريده وترغب به.في العراق ظهرت وطفحت على السطح في الآونه الأخيرة جرائم الأبتزاز الإلكتروني والانحراف الأخلاقي والديني والقيمي لأتباع هذه الوسائل الاتصالية وصناع المحتوى فيها.

اغراء المتابعين

فهذه الوسائل لها أسالبيها الدعائية وقوتها الجاذبة الناعمة لاغراء المتابعين والتي عن طريقها سيطرت على عقول الشباب واستطاعت أن تغير أفكارهم وغسلها لأدمغتهم وبالتالي تمكنت من توجيههم لما ترغب به وأول رغباتها تفكيك البنى الاجتماعية والأخلاقية والدينية لمجتمع متماسك وملتزم بقيم وعادات تحصنه من الأنزلاق نحو هاوية الأنحراف أو الحفرة التي تحاول هذه القوى دفنه فيها، واستخدمت هذه القوى أسلوب دعائي معروف يُعد من أهم الأساليب الدعائية وهو أسلوب التكرار الذي يخلق صورة ذهنية تترسخ في ذهن المتلقي وبالتالي تصبح صورة نمطية يصعب محوها من عقله وهي لا تتغير بسهولة، لذا يتطلب العمل المضاد عليها تظافر الجهود من جهات حكومية ودينية ومجتمعية.ندعو الحكومة متمثلة بوزارات ( التربية، التعليم العالي، الشباب والرياضة، التخطيط، الصحة، الاتصالات، وشبكة الإعلام العراقي، هيأة الإعلام والاتصال)، لأخذ دورها في الرد وبشكل علمي مناسب على هذه الأساليب الدعائية ونتمى أن تكون بأساليب دعائية مضادة حاضرة في ذهن رجل الدعاية أو المؤسسة المختصة بالحرب النفسية والقوة الناعمة لأنقاذ أبنائنا من الضياع بفعل تأثير هذه الوسائل عليهم.فعلى من يريد الخير لهذا البلد وأبنائه وللخلاص من التأثيرات السلبية للإنترنت (مواقع التواصل الاجتماعي) وحماية أبنائنا ومستقبلهم والذي هو مستقبل البلد من الضياع، أننا ندعو المرجعية الحكيمة والرشيدة لتحمل مسؤوليتها الدينية والأخلاقية لتوعية الشباب والأباء والأمهات عن طريق خطب الجمعة المباركة والأرشادات اليومية تدعوهم فيها الألتزام بالقيم الدينية والأخلاقية والاجتماعية، وأخيراً نقول أن العبء الأكبر يقع على عاتق الحكومة فعليها أن تحدد الأسباب والمسببات وبشكل جدي ومن دون تهاون لنوقف هذا الزحف السريع لهذه المواقع والمحتوى الهابط والذي يقدم بشكل جاذب ومغري يجذب اليه حتى الأطفال دون سن المدرسة (هو الخطر الأكبر).

وهذا قد يشكل ثقافة أجتماعية هابطة وهذا ما بدأنا نلسمه في حياتنا اليومية. ندعو ونذكر ونبقى عسى أن تنفع الذكرى.


مشاهدات 679
الكاتب كفاح حيدر فليح 
أضيف 2024/06/04 - 9:55 PM
آخر تحديث 2024/09/25 - 3:32 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 208 الشهر 38765 الكلي 10027387
الوقت الآن
الجمعة 2024/9/27 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير