الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
مدرسة عادل الأهلية.. نموذج في التعليم والإهتمام بتطوير الأجيال

بواسطة azzaman

مدرسة عادل الأهلية.. نموذج في التعليم والإهتمام بتطوير الأجيال

رجاء حميد رشيد

 

في قلب العاصمة بغداد، وتحديدًا في خمسينيات من القرن الماضي، برزت مدرسة أهلية عراقية متميزة تُمثل نموذجًا رائعًا للتفاني في التعليم والاهتمام بتطوير الأجيال. لم تكن هذه المدرسة مجرد مؤسسة تعليمية تقليدية، بل كانت منارةً تربوية شامخة تجمع بين الروضة، التمهيدي، والابتدائي تحت سقف واحد. لقد قدمت هذه المدرسة الأهلية، التي أُنشئت في فترة زمنية شهدت تغييرات اجتماعية واقتصادية كبيرة، بديلاً متفوقًا للتعليم العادي، وساهمت بشكل كبير في تخريج أعداد كبيرة من التلاميذ الذين أصبحوا قادة وناجحين في مختلف المجالات،كان الهدف الرئيسي لهذه المدرسة، هو توفير بيئة تعليمية شاملة تعزز من نمو الأطفال الأكاديمي والاجتماعي منذ مراحلهم المبكرة لقد عُرفت ببرامجها التعليمية المتطورة ومناهجها المبتكرة التي أسهمت في بناء قاعدة قوية للطلاب. وليس هذا فحسب، بل كانت المدرسة أيضًا مركزًا للتربية الخلقية والتنمية الشخصية، حيث سعت إلى تعزيز قيم الإبداع، والتعاون، والانضباط.

تُعَد شهادة الأفراد الذين عايشوا تجربة التعليم في هذه المدرسة من المصادر الثمينة التي تكشف عن عمق تأثيرها، واحدة من هذه الشهادات هي تجربة والدة زوجي السيدة خولة حفظي عزيز منذ مرحلة رياض الاطفال ثم المرحلة الابتدائية ، التي كانت من خريجات هذه المدرسة ( كما مدرج اسمها ضمن قائمة المتخرجون والمتخرجات 1948_1949) ثم أخواتها( طبيبة وصيدلانية) ، بعدها اولادها، تروي لنا والدة زوجي عن ذكرياتها العزيزة في هذه المؤسسة التعليمية، حيث تصف كيف أثرت في حياتها بشكل إيجابي من خلال بيئة تعليمية حاضنة ومناهج تعليمية مبتكرة، تُبرز شهادتها كيف أن المدرسة لم تكن مجرد مكان لتلقي العلم، بل كانت أيضًا مركزًا لبناء الشخصية وتعزيز القيم، من خلال قصصها وقصص عائلتها، نكتشف أن تأثير المدرسة امتد إلى الأجيال اللاحقة، حيث أسهمت في تشكيل رؤيتهم للحياة وتعليمهم كيفية تحقيق النجاح.

بالإضافة إلى هذه الشهادات الشخصية، قدمت لي كتاب رائع صادر عن المدرسة بمناسبة الاحتفال باليوبيل الفضي لتأسيسها بواقع (187) صفحة من القطع الكبير غير ملون بعنوان (اليوبيل الفضي ... مدرسة عادل الاهلية )  ويتوسط الغلاف شعار داخل دائرة نقشت النخلة العراقية والسنة ،1958  بغداد .العراق، كما كتب في الغلاف الداخلي الاول (مدرسة عادل الاهلية في منطقة العلوية- بغداد ،تلفون 83305-4301)، يُعَدّ الكتاب مرجعًا قيمًا حول المدرسة الأهلية، حيث يتناول بتفصيل دقيق تأريخها، وطالباتها، وأساتذتها. ويقدم نظرة شاملة على كيفية تشكيل هذه المدرسة لأجيال من الطلاب من خلال تقديمها بيئة تعليمية حاضنة وقيم تربوية رفيعة ، يمكننا استكشاف الدور البارز الذي لعبته هذه المدرسة الأهلية في المجتمع العراقي وكيف ساهمت في تشكيل مستقبل الأجيال التي تخرجت منها، والآثار الإيجابية التي تركتها على التعليم في تلك الفترة.

بدايات تأسيس المدرسة

في ايلول 1933 تم تقديم طلب الى وزارة المعارف بمنحها اجازة لفتح اول روضة اهلية للأطفال ، فوافقت الوزارة على ذلك وكان حينذاك عدد طلابها من البنين والبنات ست واربعون ، ثم بدأت مدرسة عادل بثمانية طلاب في السنة الاولى ، وست واربعون في السنة الثانية ، اما في السنة الثالثة فبلغ عدد طلابها خمس وثمانون طالبا وطالبة ،مما دفع مديرتها للبحث عن بناية واسعة تضم طلابها المتزايدين وفي هذه الزيادة الملحوظة دليل على ازدهار المدرسة وهي في بدء عهدها مادعى وزارة المعارف الى تخصيص مساعدة مالية لها وجعلها في عداد المدارس الاهلية التي تتبناها هذه الوزارة وتخصها بالمنح والمساعدات، وفي حزيران 1935  اتيح لمديرة المدرسة السيدة زهورة عادل ان تحظى بمقابلة الوجيه المرحوم الحاج ابراهيم الأورفه لي وأكملت صفقة ايجار داره الجديدة الواسعة على الشارع العام ، ولم يقبل طيب الذكر الا اشراكه بالمساهمة في المشروع، فتساهل بالمبلغ وبالأقساط ، فانتقلت المدرسة الى هذا الدار ويقيت فيه مدة طويلة، بيد ان التقدم المستمر والوعي النامي والتشجيع  ، كل ذلك ادى بها الى التفكير الجدي في توسيع هذا المشروع ،حيث اصبح عدد الطلاب في سنة 1939 يزيد على المائتين طالب وطالبة ، لذلك في سنة 1940 بحثت عن ارض واسعة تقيم عليها ابنية عصرية تصلح ان تكون مدرسة نموذجية تقدم للجيل الجديد احدث ماتتطلبه التربية الحديثة من ابنية صحية وحدائق واسعة وجميلة ومناخ لطيف يساعد على تنمية قوى الطفل العقلية والجسدية والروحية.

واخيراً وبعد بذل جهود كبيرة وصرف مبالغ باهظة تمكنت الادارة من اخراج الفكرة الى حيز العمل حيث اختارت ارضاً في منطقة العلوية وبنت عليها مدرسة تضاهي المدارس الحديثة في موقعها وابنيتها وحدائقها ، وداومت على اضافة التحسينات الضرورية سنة بعد سنة واعتنت ادارة المدرسة عناية خاصة في انتقاء افراد الهيئة التدريسية ،ايمانا منها بان المدرسة الحقيقية ليست الابنية والحدائق والرحلات والكتب ،بل ان المعلمة هي المدرسة ، واما بقية الاشياء وسائل ضرورية تساعدها على تعليم الأطفال الذين في عهدتها ، وبما ان الطفل يتعلم بالاختيار والتقليد لذا وجب علينا ان ننتقي له من توفرت فيها الصفات الحميدة والاخلاق العالية والمؤهلات العلمية والتربوية ،لنجعل طفلنا نموذجاَ مثالياً يقتدى به يومياً وطيلة بقائه بين جدران المدرسة وحتى بعد تركه اياها .

قسم الروضة

لقد اشتهرت مدرسة عادل بقسم الروضة منذ تأسيسها لأنها أساس المدرسة الابتدائية بدون شك ، حيث يقضي الطفل سنتين في صفي الروضة والتمهيدي يتعود فيهما على الحياة الاجتماعية المدرسية وعلى الاختلاط بالأطفال الاخرين فضلاً عن تنمية مواهبه الطبيعية حتى اصبحت تضاهي الروضات النموذجية الغربية وقد تكللت الجهود المبذولة لتحسين الروضة في البناء الذي شيد في عام 1950 حسب النماذج الفنية والعصرية مستكملة الشروط الصحية والتربوية ، وهو مجهز تجهيزاً كاملاً بجميع الوسائل المدرسية الحديثة من العاب ووسائل للإيضاح والكراسي المعدة للاستراحة والآلات الموسيقية المختلفة وكل مايجعل الروضة مطمح انظار الأطفال يقضون بين جدرانها الساعات الطوال بفرح وسرور يلعبون ويتعلمون بدون ارهاق ولاملل تحت اشراف مديرة الروضة « ست فكتوريا»

منهاج التدريس والأهداف

ان اساس التدريس في المدرسة يتماشى حسب المنهاج المقرر من قبل وزارة المعارف العراقية ، وهذا المنهاج يكون الحد الادنى للتدريس فيها ، يضاف الى منهاج خاص في اللغة الانكليزية يدرس ابتداء من الصف الاول الابتدائي.

تهتم الادارة اهتماماً كبيراً في ان يكون مايتعلمه الطالب عملياً اكثر مما هو نظرياً حيث ان مرحلة التعليم الابتدائي هي مرحلة دقيقة تتكون فيها العادات والملكات ولذا وجب ان يكون الاعتناء جدياً ومتواصلاً في تعويد الاطفال منذ البداية على النظافة والترتيب والاتقان في كل مايتعلمونه وكل مايعملونه،ان اتقان القراءة والكتابة والحساب هو اساس الدراسة، لذلك ترى ان الهدف الذي ترمي اليه المدرسة هو في ههذه الناحية بالدرجة الاولى وتعتني عناية دقيقة بذلك بصفوفها الاولية ،كما يضاف الى هذا بعض المعلومات المدنية والاجتماعية في صفوفها الاخرى.

ان الهدف الثاني والذي لايقل أهمية عن الأول هو الاهتمام بالناحية الاخلاقية لكل طالب من طلاب المدرسة أن اطفالنا معرضون في حياتهم اليومية الى شتى العوامل من شأنها تعكير حسن سلوكهم واخلاقهم ،لذا وجب على المدرسة مكافحة هذه التيارات والعمل على غرس الصفات الحميدة والاخلاق الفاضلة في الاطفال وتعويدهم منذ نعومة اظفارهم على الايمان بالله والتحلي بالصدق والابتعاد عن الكذب والكلام البذيء واحترام الوالدين وحقوق الاخرين.

تهتم الادارة بالتعاون مع اولياء الاطفال طيلة السنة الدراسية ، فهي ترسل تقريراً شهرياً عن سير الطالب المدرسي من الناحية العلمية والاخلاقية والمواظبة ، وتطلب من اوليائهم ان يتصلوا بها عند الحاجة ،لانها تعتقد ان تعاون البيت والمدرسة امر ضروري جداً ، اذ ليس من الممكن ان تقوم المدرسة لوحدها بتربيته ،كما ان البيت لا يمكنه ذلك ايضاً ، وحتى يتم هذا التعاون تطلب من اولياء الاطفال اخبارها بين آن وآخر عن احوال الطالب في البيت من حيث التحضير والسلوك وما الى ذلك من امور ضرورية في تربيته هذا وتبذل المدرسة جميع مالديها من جهود في درس كل طفل على حدة لتساعده على حل مشاكله اليومية حلاً لائقاً.

القسم الداخلي

لقد وجدت الادارة منذ تأسيس المدرسة حاجة ماسة الى القسم الداخلي للطلاب في المرحلة الابتدائية ولكنها لم تتمكن من اخذ هذه المسؤولية الكبيرة في بادئ الامر لضيق البناية القديمة ، وعندما انتقلت المدرسة الى ابنيتها في منطقة العلوية عام 1945 خصصت محلاً ملائماً ليكون قسماً داخلياً للأطفال الذين تتراوح اعمارهم بين الخامسة والثانية عشرة ، تحتوي بنايات القسم الداخلي على غرف صحية واسعة للمنام وغرف للطعام والدرس وجميعها داخل حديقة المدرسة الجميلة مكونة بذلك مسكناً تتوفر فيه جميع اسباب الراحة والسلوى في بيئة عائلية يعيش فيها الطفل ويدرس ويلعب وينام تحت اشراف دقيق من قبل مربيات قديرات اختبرن هذا العمل مدة طويلة .

ان الطفل في القسم الداخلي يستفيد من جميع ساعات النهار بصورة لايضيع الوقت سدى ، يدرس ويلعب ويأكل وينام في مواعيد معينة ، وبذلك ينمو ويكبر جسدياً وعقلياً وروحياً.

التسهيلات الموجودة في المدرسة

المواصلات : ان فكرة نقل الاطفال من والى المدرسة هي في هذه الايام من الامور الطبيعية في اكثر المدارس ، ولكن لم يكن الامر كذلك في ذلك الوقت ،ان هذه الفكرة ادخلت الى المدارس في بغداد لأول مرة حين قامت مدرسة عادل بنقل عشرة طلاب وطالبات في سيارة صغيرة من بيوتهم الى المدرسة صباحاً ومن المدرسة الى بيوتهم مساءَ، ولم يكن من السهل يومئذ على اولياء الاطفال القيام بهذه العملية التي قد اصبحت اليوم من الامور الضرورية ولايمكن لمدرسة ما الاستغناء عنها .

للمدرسة خمسة باصات لنقل الاطفال من جميع انحاء العاصمة فمن جسر الائمة الى الزوية ومن المطار الى بغداد الجديدة ، تجمع هذه السيارات الاطفال من بيوتهم صباحاً وتعيدهم الى ذويهم مساء تحت اشراف مراقبات يستلمن ويسلمن الاطفال كل يوم من ايام السنة الدراسية .

الطعام : كذلك كانت فكرة اطعام الاطفال في المدرسة ظهراً من اوليات الامور التي طبقتها المدرسة في بغداد ، ولدى المدرسة مطاعم خاصة يقدم فيها طعام الظهر لمن يرغب من الطلاب والطالبات الخارجيين والذي يصعب عليهم الذهاب الى بيوتهم ظهراً ، وبما ان الكثيرين من الطلاب يأتون بسيارات المدرسة من مسافات بعيدة ،فقد وجد اولياؤهم سهولة كبيرة في اعطائهم وجبة الغداء في المدرسة حيث يتمكنون من اخذ وجبة مغذية مستوفية للشروط الصحية، حيث تعتني الادارة كثيراً بنظافة الطعام وقيمته الغذائية اكثر من تعدد الالوان ، وان مطعمها مفتوح لزيارة اولياء الاطفال في جميع الاوقات.

كما ضم الكتاب نشيد النخلة ، ونشيد الروضة ونشيد المدرسة، ومنهاج الحفلة السنوية الاولى لروضة الاطفال الاهلية ،الخميس والجمعة 17-18 ايار 1934 الساعة السادسة زوالية، وتضمن منهاج الحفل عدد من الفقرات التثقيفية منها(الكلمة الترحيبية ، انشودة عربية، محاورة من الذي يحبني ، انشودة انكليزية لفريق الاطفال، محفوظة عربية، رواية انكليزية من عدة شخصيات يجسدها الاطفال ، اميرة ، اصحاب المهن،الوصيفات،حرس الشرف ثم قصيدة ومحفوظات عربية وانكليزية ، ورواية عربية «مثال المحبة الاخوية»، ونشيد المدرسة .

، ومعرض للأشغال اليدوية، فضلاً عن تذييل عدد من صفحاته بشعارات تربوية ( من علم طفلاً فقد بدد جهلاً وأحسن فعلاً،العلم في الصغر..

 كالنقش في الحجر،تعلم يافتى فالجهل عار،من أدب ولده صغيراً ..سر به كبيراً،لقد خلقوا لزمان غير زماننا ،الاولاد مرساة تتمسك امتهم للحياة،العلم للمرء معوان على الزمن. يقيه من حادثات الدهر والمحن ،العلم يرفع بيتاً لاعماد له ..والجهل يهدم بيت العز والحسب ).

كما ضم الكتاب على صور الطلبة والطالبات في مختلف المراحل الدراسية (روضة، تمهيدي ابتدائي)، مع عرض سجل اسماء الطلاب والطالبات للسنة الدراسية 1957-1958، كما عرض في نهايته سجل بأسماء الطلاب والطالبات الذي تخرجوا منها (1938-1956)، بالإضافة الى صور الادارة والهيئة التدريسية. كما تم تخصيص عدد من صفحاته للإعلانات في ذاك الزمان .

غرس الصفات الحميدة والاخلاق الفاضلة في الاطفال وتعويدهم منذ نعومة اظفارهم على الايمان بالله والتحلي بالصدق والابتعاد عن الكذب والكلام البذيء واحترام الوالدين وحقوق الاخرين.

تهتم الادارة بالتعاون مع اولياء الاطفال طيلة السنة الدراسية ، فهي ترسل تقريراً شهرياً عن سير الطالب المدرسي من الناحية العلمية والاخلاقية والمواظبة ، وتطلب من اوليائهم ان يتصلوا بها عند الحاجة ،لانها تعتقد ان تعاون البيت والمدرسة امر ضروري جداً ، اذ ليس من الممكن ان تقوم المدرسة لوحدها بتربيته ،كما ان البيت لا يمكنه ذلك ايضاً ، وحتى يتم هذا التعاون تطلب من اولياء الاطفال اخبارها بين آن وآخر عن احوال الطالب في البيت من حيث التحضير والسلوك وما الى ذلك من امور ضرورية في تربيته هذا وتبذل المدرسة جميع مالديها من جهود في درس كل طفل على حدة لتساعده على حل مشاكله اليومية حلاً لائقاً.

القسم الداخلي

لقد وجدت الادارة منذ تأسيس المدرسة حاجة ماسة الى القسم الداخلي للطلاب في المرحلة الابتدائية ولكنها لم تتمكن من اخذ هذه المسؤولية الكبيرة في بادئ الامر لضيق البناية القديمة ، وعندما انتقلت المدرسة الى ابنيتها في منطقة العلوية عام 1945 خصصت محلاً ملائماً ليكون قسماً داخلياً للأطفال الذين تتراوح اعمارهم بين الخامسة والثانية عشرة ، تحتوي بنايات القسم الداخلي على غرف صحية واسعة للمنام وغرف للطعام والدرس وجميعها داخل حديقة المدرسة الجميلة مكونة بذلك مسكناً تتوفر فيه جميع اسباب الراحة والسلوى في بيئة عائلية يعيش فيها الطفل ويدرس ويلعب وينام تحت اشراف دقيق من قبل مربيات قديرات اختبرن هذا العمل مدة طويلة .

ان الطفل في القسم الداخلي يستفيد من جميع ساعات النهار بصورة لايضيع الوقت سدى ، يدرس ويلعب ويأكل وينام في مواعيد معينة ، وبذلك ينمو ويكبر جسدياً وعقلياً وروحياً.

التسهيلات الموجودة في المدرسة

المواصلات : ان فكرة نقل الاطفال من والى المدرسة هي في هذه الايام من الامور الطبيعية في اكثر المدارس ، ولكن لم يكن الامر كذلك في ذلك الوقت ،ان هذه الفكرة ادخلت الى المدارس في بغداد لأول مرة حين قامت مدرسة عادل بنقل عشرة طلاب وطالبات في سيارة صغيرة من بيوتهم الى المدرسة صباحاً ومن المدرسة الى بيوتهم مساءَ، ولم يكن من السهل يومئذ على اولياء الاطفال القيام بهذه العملية التي قد اصبحت اليوم من الامور الضرورية ولايمكن لمدرسة ما الاستغناء عنها .

للمدرسة خمسة باصات لنقل الاطفال من جميع انحاء العاصمة فمن جسر الائمة الى الزوية ومن المطار الى بغداد الجديدة ، تجمع هذه السيارات الاطفال من بيوتهم صباحاً وتعيدهم الى ذويهم مساء تحت اشراف مراقبات يستلمن ويسلمن الاطفال كل يوم من ايام السنة الدراسية .

الطعام : كذلك كانت فكرة اطعام الاطفال في المدرسة ظهراً من اوليات الامور التي طبقتها المدرسة في بغداد ، ولدى المدرسة مطاعم خاصة يقدم فيها طعام الظهر لمن يرغب من الطلاب والطالبات الخارجيين والذي يصعب عليهم الذهاب الى بيوتهم ظهراً ، وبما ان الكثيرين من الطلاب يأتون بسيارات المدرسة من مسافات بعيدة ،فقد وجد اولياؤهم سهولة كبيرة في اعطائهم وجبة الغداء في المدرسة حيث يتمكنون من اخذ وجبة مغذية مستوفية للشروط الصحية، حيث تعتني الادارة كثيراً بنظافة الطعام وقيمته الغذائية اكثر من تعدد الالوان ، وان مطعمها مفتوح لزيارة اولياء الاطفال في جميع الاوقات.

كما ضم الكتاب نشيد النخلة ، ونشيد الروضة ونشيد المدرسة، ومنهاج الحفلة السنوية الاولى لروضة الاطفال الاهلية ،الخميس والجمعة 17-18 ايار 1934 الساعة السادسة زوالية، وتضمن منهاج الحفل عدد من الفقرات التثقيفية منها(الكلمة الترحيبية ، انشودة عربية، محاورة من الذي يحبني ، انشودة انكليزية لفريق الاطفال، محفوظة عربية، رواية انكليزية من عدة شخصيات يجسدها الاطفال ، اميرة ، اصحاب المهن،الوصيفات،حرس الشرف ثم قصيدة ومحفوظات عربية وانكليزية ، ورواية عربية «مثال المحبة الاخوية»، ونشيد المدرسة ، ومعرض للأشغال اليدوية، فضلاً عن تذييل عدد من صفحاته بشعارات تربوية ( من علم طفلاً فقد بدد جهلاً وأحسن فعلاً،العلم في الصغر.. كالنقش في الحجر،تعلم يافتى فالجهل عار،من أدب ولده صغيراً ..سر به كبيراً،لقد خلقوا لزمان غير زماننا ،الاولاد مرساة تتمسك امتهم للحياة،العلم للمرء معوان على الزمن. يقيه من حادثات الدهر والمحن ،العلم يرفع بيتاً لاعماد له ..والجهل يهدم بيت العز والحسب ).

كما ضم الكتاب على صور الطلبة والطالبات في مختلف المراحل الدراسية (روضة، تمهيدي ابتدائي)، مع عرض سجل اسماء الطلاب والطالبات للسنة الدراسية 1957-1958، كما عرض في نهايته سجل بأسماء الطلاب والطالبات الذي تخرجوا منها (1938-1956)، بالإضافة الى صور الادارة والهيئة التدريسية. كما تم تخصيص عدد من صفحاته للإعلانات في ذاك الزمان .

 

 

 


مشاهدات 18
الكاتب رجاء حميد رشيد
أضيف 2024/09/14 - 3:57 PM
آخر تحديث 2024/09/15 - 1:36 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 42 الشهر 5735 الكلي 9994357
الوقت الآن
الأحد 2024/9/15 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير