الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
المبدع الكبير الذي لن ينسى

بواسطة azzaman

المبدع الكبير الذي لن ينسى

محمد عبد فيحان

بكل معاني المحبة والتقدير والتبجيل نستذكر الفقيد الراحل المرحوم الاديب اللامع والباحث الكبير الاخ والصديق رزاق ابراهيم حسن في الذكرى السنوية لانتقاله من الحياة الدنيا الى الحياة الآخرة ... ولا عجب ان فقد هذه الشخصية الثقافية المهمة قد مثل خسارة فادحه للثقافة العراقية وترك فراغاً في ساحتها الابداعية مثلما أدمى قلوب اصدقائه ومحبيه وزملائه في الوسط الثقافي والادبي في العراق والوطن العربي لما يمثله الراحل من مكانة كبيرة ومنزلة طيبة في نفوس الادباء والكتاب والاعلاميين والمبدعين عموماً على امتداد خارطة العراق .لقد تعرفت على الاخ الكبير رزاق ابراهيم حسن بعد اواسط عقد السبعينات من القرن الماضي في مبنى الاذاعة والتلفزيون حيث كان يعمل معداً لبرامج ادبية للاقسام الثقافية في اذاعتي بغداد وصوت الجماهير .. وكنت انا اعمل محرراً ومعداً للبرامج السياسية في القسم السياسي في اذاعة بغداد قبل ان اصبح رئيسا للقسم بمعية الشاعر والكاتب اديب ناصر والروائي جمعة اللامي والشاعر محمد رضا مبارك وكان الاديب والاعلامي سعد البزاز رئيسا للقسم الثقافي في اذاعة الغراء ومعه الروائي احمد خلف والناقد عبد الجبار عباس ونخبة من الشباب المبدعين بينهم خزعل الماجدي وزاهر الجيزاني و سلام کاظم وآخرين .. وفي اذاعة صوت الجماهير كان ابرز الادباء في البلاد هم القائمون على الثقافة وبرامجها في الاذاعة .

 في هذا الاجواء المشعة بالمعرفة والجمال والابداع والمبدعين كان الفقيد الراحل يتأبط حقيبته الثقافية الجميلة الملأى بالمقالات والافكار والشايع والتي لا تفارقه وينتقل في اروقة الاذاعة بتواضعه المدهش محفوظاً بمحبة الجميع وصداقتهم.. ويا سلام على ذلك التواضع الذي يحسد النقاء والوفاء والخلق الرفيع ...قد أثر في شخصية الراحل الثقافية عاملان مهمان رسماً تجريبية النظرية والعملية في الصحافة والادب .. العامل الأول اشتغاله في مطبعة الغربي في النجف الاشرف قبل انتقاله الى بغداد مع الباحث المثقف الموسوعي الكبير حميد المطبعي واطلاعه وقراءته لعشرات الكتب والمؤلفات المتنوعة التي تطبع في المطبعة والتعرف على مؤلفيها ..  والعامل الثاني اشتغاله في مجلة وعي العمال مع المفكر الكبير الشهيد المغيب عزيز السيد جاسم وما يحمله هذا الرمز الفكري والثقافي والوطني من ثقافة عالية زاخرة بالمعرفة والفلسفة والجمال والابداع والتي اثرت في شخصية الفقيد الراحل رزاق ابراهيم حسن وعمقت تجريبية الثقافية في الحياة وفي التأليف فكانت كتاباته ومؤلفاته رصينة المبنى وعميقة المحتوى بمجملها وباسلوب ادبي صحفي يفهمه القارئ مهما كان مستواه العلمي او الثقافي ...

لا اريد ان اتحدث عن النشاط التأليفي والكتابي والصحية للراحل العزيز لعل احد غيري يتصدى لهذا الجانب .. ولكني أشير وبومضات وشذرات مضيئة لشخصيته الوطنية والاجتماعية والانسانية لمناسبة الاحتفاء به في ذكرى وفاته السنوية .. اضافة الى صفة التواضع والمحبة التي يحملها في قلبه وروحه لجميع الناس وبالاخص الوسط الثقافي والاعلامي كان رحمه الله هادئ الطبع حلو المعشر نقي السريرة .. صادق في كلمته .. مخلص في عمله .. لطيف في تعامله .. وفي في علاقاته والتزاماته مع الآخرين ... لم اجده في يوم من الايام يفضل مصلحته الشخصية على المصلحة العامة .. رجل وطني غيور .. صاحب عهد وميثاق شريف .. تنقل في عدد من الصحف والمجلات والمؤسسات الصحفية والثقافية يعمل فيها على الملاك الدائم او يكتب فيها على المكافأة الشهرية راضياً بما يقسمه الله له من رزق واسع او محدود .. كان رجلاً عصامياً بنى نفسه بنفسه حتى اصبح اسماً لامعاً كبيراً بين اسماء الأدباء والمثقفين وقامة عالية بين قامات الصحفيين العراقيين الكبار .. عهدي به قبل رحيله الأبدي الى جنات النعم كان يعمل مسؤولاً للصفحات الثقافية في جريدة الزمان ويحظى بتقدير واحترام ادارة الجريدة وكذلك الادباء والكتاب الذين يتعاملون معها ومعه في نشر نتاجاتهم

تحية لروحه الطبيبة الطاهرة في ذكرى وفاته السنوية تغمده الله تعالى برحمته الواسعة واسكنه فسيح جناته والبركة والخير كلها في نجله الكريم وسام الذي سار على مسار ابيه الوطني والانساني والثقافي حاملاً اسمه اللامع المضيئ الكبير ..

 

 


مشاهدات 335
الكاتب محمد عبد فيحان
أضيف 2024/06/01 - 12:26 AM
آخر تحديث 2024/06/30 - 2:17 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 296 الشهر 11420 الكلي 9361957
الوقت الآن
الأحد 2024/6/30 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير