مؤشّرات مصرع الرئيس الإيراني

ضرغام الدباغ

تابعنا أختفاء طائرة الرئيس الإيراني، والحملة الدولية للبحث عنها، بمشاركات دولية، والكثير من الاستعداد لدى دول الجوار وغيرها في البحث بعضها فعلت ذلك تركيا، التي كانت مساهمتها حاسمة في العثور على حطام الطائرة، وبعضها الآخر كانت مشاركتها بالاستشعار البعيد(الأقمار الصناعية وغيرها) مثل روسيا والاتحاد الأوربي.

أبدت الجهات الدولية القلق مع معرفتها  بدقائق الأمور في طهران، على ما ستؤول إليه الأمور، رغم أنه نظريا، ووفق احكام الدستور أن الولي الفقيه هو حاكم البلاد وهو مصدر السلطات في إيران، ولكن في بلد شرقي كأيران لا توجد ثوابت، ومن الممكن إحداث تعديلات ربما حتى كبيرة، في النظام ومسيرته. وأبداء التساؤلات والقلق هو بسبب تعدد مراكز القوى والطامحين إلى السلطة، بدرجة تضع احتمالات تغيير واسعة في طهران مفتوحة، وبتقديرنا أهم المؤشرات هي:

1.ما إذا كان لسقوط الطائرة أسباب وأيدي خفية، لتمثل مقدمة لتغير أكثر شمولا.

2.الرئيس الإيراني رئيسي هو شخصية من خارج دائرة أضواء الحكم، وقد أرسل للمشانق مجاميع من البشر، من كافة القوى، وربما يندر وجود شخص مثله في تاريخ العالم، إذ تسبب بإعدام ألاف البشر. وهذا يعني أن خيارات النظام لإيجاد البديل ليست سهلة.

اجهزة داعمة

3.نعم، سيسهل على النظام إيجاد شخصيات مغمورة من الوسط الديني، أو من الأجهزة الأمنية (الحرس الثوري، الاطلاعات، البسيج، الباسدران) فالنظام لدية وفرة في الأجهزة الداعمة للسلطة، ولكن الأهمية هنا هو الإيمان والولاء الديني المطلق، ومستقبل الدولة وتصميمها الثيوقراطي.

4.بتقديري أن الغرب، وروسيا والصين (القوى الدولية) يعلمون بدقة، أن النظام الإيراني  لا يمتلك وفرة في القوى الدافعة للمستقبل، ونقصد بالقوة الدافعة للمستقبل، هو أن أفق النظام مغلق بشكل مطلق، وهذا النظام لا يملك ما يقدمه للجيل أو الأجيال القادمة من تطلعات ان في نظام الحكم الدستوري / القانوني أو السياسي.

5.وهذه سابقة يندر مثيلها في عالم السياسة الدولية، أن تتواجد دولة لا أفق لها (horizon)، ولا رأي (perspective) نابع من الفكر / الفلسفة أو القانون ، هي دولة تحكمها القوة الغيبية، بلا حدود، فكل ما يقوله الولي الفقيه، المستند لقوة الإمام المهدي هو القانون، دولة جسدها في القرن الواحد والعشرين، وعقلها في القرن السادس ..!

6.وهذا هو الرئيس الثالث الذي تنقطع ولايته، والرئيس الأول(أبو الحسن بني صدر) كان قد فر من البلاد وتوفي المهجر،  والثاني اغتيل في طهران(محمد علي رجائي) ولهذا تحديداً، تنشط النظريات، الواقعية أو شبه الواقعية، ومن تلك ما أشيع خلال الساعات الأولى لاختفاء الرئيس الإيراني، احتمال تعرضه لحادث مدبر، وأن الطائرة سقطت بفعل فاعل. .أو احتمال خطفه، أو أن يكون ذلك المقدمات المثيرة لتحولات أكبر، انقلاب وما أشبه ..

7.عبر وزير النقل التركي الذي ساهمت بلاده بشكل فعال في عمليات البحث، أن طائرة الرئيس كان ينقصها بشكل خطير جهاز تتبع ضروري أن يكون موجود في الطائرات المدنية والحربي ( Locator beacons )   وفي حالة الهليكوبتر الإيرانية المنكوبة، كان هذا الجهاز إما كان مقفلاً، أو أنه كان عاطلاً، أو غير موجود أساساً.

8.ووفقا لما متعارف عليه في أنظمة الطيران،  فإن هذا الجهاز يحدد مكان سقوط الطائرة بالتحديد الدقيق، وبطاريته صالحة للعمل لمدة تتراوح بين 30 إلى 35 يوماً.

وهذا الجهاز يواصل إرسال الإشارات لحملات الإغاثة من أجل العثور على ناجين من كوارث الطيران.

عناصر كثيرة

9.حرص المتحدث الرسمي الإيراني أن ينفي» لا تدخل اجنبي  في مقتل الرئيس» ومسؤول أمريكي يصرح أن لا تدخل أجنبي على الأرجح، كما نفت إسرائيل علاقتها بالحادث.

10. إيران من الــــــــــبلدان التي تتفاعل فيها عاصر كثــــــــــيرة، وكلها مؤثرة على الأمن القـومي، وأبرز تلك العناصر:

آ . القوميات والأعراق الكبيرة المتعددة (فرس، آذريون، أكراد، عرب، بلوش، تركمان، لور).

ب. الديانات والطوائف المنتشرة. الصراعات السياسية، الدينية / المذهبية،

ج. الفقر، الذي يولد جذور الصراعات الاجتماعية.

تمنح هذه المعطيات الشعور لدى الدول التي تتعامل مع النظام الإيراني، فشل النظام السياس / الإسلامي في وضع حلول لمشكلات البلاد، فيصدرها للخارج أن يخلق أهمية مزعومة لنظامه، من أجل إسكات الداخل المضطرب، مما يرجح الشعور أن المرحلة الدينية هي مرحلة عابرة، وستنتهي يوماً وما يحمي النظام حاليا، من عناصر أمن واستخبارات، لا ترجح تقديم صورة مزدهرة لإيران المستقبل.