تحالف عالمي لسلامة المريض

مروة الخفاجي

نفترض حسن النية مسبقاً، ولا وجود لسوء.. على الإطلاق.. ربما كسل أو إجتهاد خاطئ.. لم يلائم الحالة إجرائياً، لكن أجزم ألا وجود لسوء نية على الإطلاق، والطبيب الذي يتأخر عن تقديم المساعدة يحاسب قانوناً «شروع بالقتل» حتى لو ثبت لاحقاً أنه طبيب ولم يكشف عن نفسه لحظة الحاجة لمسعف... وإذا إنتهى الموقف بالوفاة، يحاسب جنائياً: قاتل.

حدث في ميسان قبل سنوات، إحجام طبيبة خافرة عن توليد إمرأة جيء بها في حالة مخاض؛ لوجود ثأر عشائري بين قبيلتيهما؛ فتوجهت وزيرة الصحة آنذاك د. عديلة حمود، مصطحبة الوكيلين.. القانون والإداري.. من بغداد الى ميسان وإتخذت الإجراءات أعلاه.

يُحتمل أن ينجم الضرر عن عدم مأمونية الرعاية، كواحد من الأسباب الرئيسة العشرة للوفاة والإعاقة في العالم، حيث تشير التقديرات إلى أن مريضاً واحداً من بين كل عشرة مرضى يصيبه الأذى أثناء الحصول على الرعاية في مستشفيات البلدان المرتفعة الدخل، ويحدث كل سنة 134 مليون حدثٍ ضار في مستشفيات البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل؛ بسبب عدم مأمونية الرعاية، مما يسفر عن 2.6 مليون حالة وفاة.

ترتب على قرار المجلس الأعلى للصحة، تشكيل التحالف العالمي لسلامة المريض 2004 متضمناً: مبادرات الرعاية النظيفة والجراحة المأمونة.

وصدرت تعليمــــــات من المجلس بشأن رفع الوعي العام طبياً والوقاية من مشكلة الأخطاء الطبـــــــــية ببرامج ثابتة إلزامية، وإطلاق مبادرة «أدوية بلا أذى» 2017 وتحديد متطلبات إلزامية لكل مستشفى.. لا يمنح إجازة إلا بتوفرها.

ونحن كــــــناشطين، نؤكد على أن الخطأ الطبي.. فني له أسبابه وتكييفه القانوني، ويحق للمتضرر اللجوء الى القضاء مطالباً بتعويض، لكن مهما يحدث.. نفــــــــــــترض حسن النية ولا وجود لأية نية سيئة لدى العاملين في المنظومة الطبية إزاء المريض، لكن ما فائدة النية إذا مات إنسان.. زهقت روح لتباطئ طبيب أو نقص جهاز أو عطل غير مقصود «إذا مت ظمآناً فلا نزل القطر».

عدم المسؤولية المهنية والقضائية لا تخلي طرف بلد شح على أبنائه بدواء أو... ما يديم نسغ الحياة سارياً في القلوب؛ لذا نسعى إنطلاقاً من مسؤوليتنا المجتمعية، التي يمنحنا إياها الناس، نشدد على ضرورة ألا تنفلت روح من بين يدي طبيب.