الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
يوسف ذنون برع في رسم الحروف

بواسطة azzaman

يوسف ذنون برع في رسم الحروف

ساحر الأرض  يجد اللغة والخط صنوان

 

نينوى - محمد خالد ذنون

لشيخ الخطاطين يوسف ذنون قصة مع الحياة والخط؛ فقد ولد في محلة باب الجديد القديمة عام 1939، العريقة بتاريخها، وموروثاتها الشعبية، فهي سيرة بدأت بنور وانتهت بنور، حيث تخللتها قصص وأحداث وتجارب في مدارس الموصل العريقة، ليصبح بعدها معلماً على ملاك التربية، ثم مسؤولاً عن الخط العربي في النشاط المدرسي في بداية الخمسينات. لكنه في عام 1966 شهدت انعطافه كبيرة في حياته كما يقول الشيخ، وذلك عندما منحه الخطاط التركي العالمي (حامد الامدي) عام 1966شهادة خط عرفاناً بموهبته، واجتيازه الامتحان بامتياز، وكذلك إهداءه بعضاً من لوحاته التي لا تقدر بثمن، حيث ما زالت معروضه في مكتبة ومركز يوسف ذنون.

وفي سبعينيات القرن الماضي بدا الخطاط يوسف ذنون بتأليف كتبه في فن الخط العربي، وأطلق سلسلة التدريبات العملية التي خرج منها أكثر من ألف خطاط في مدينة الموصل، وأعاد الخط العربي، وفن كتابة الحرف القرآني إلى ازدهاره في العراق والوسط العربي، حيث استمرت هذه المسيرة بالتوسع بجهد من تتلمذ على يده حتى وصل الحال إلى وجود تلامذة له في كل بقاع العالم وحصد هو ورعيله الأول جوائز عربية وعالمية.

ولقد حصل على أكثر من تكريم ولقب، ولعل أهمها هو (شيخ الخطاطين في الوطن العربي وأميرهم في العالم) من قبل عدد من الباحثين والأكاديميين أمثــــــــــــال الدكتور ابراهيـــــم خليل العلــــاف والدكتور ليـــث الطعان وغيرهما. ولم ينل الشهرة إلا لأنه كان متقناً ومعلماً للخـــــــط العربي، بل لأنه كان أيضاً عميقاً في فن فقه الخط، وبارعاً في رسم حروفه، وكذلك خبرته في تأريخ الخط ونشأته، بل عرف انه باحث في الأثار، وقارئ ومحلل للخطوط القديمة، وتقديمه للعديد من الدراسات والبحوث والاكتشافات التي غيرت مجرى الخط العربي.

اللغة العربية

 وعندما تجالسه تراه غير بعيد عن اللغة العربية، والتأريخ الإسلامي والخط العربي والاكتشافات الاثارية، وستجده مخزن خبرة ، ومكتبة آدمية متحركة ، ووعاء معرفة نادرة ، حتى أصبح مرجعاً مهماً للباحثين وكتاب رسائل الدكتوراه والماجستير.وقد اثبت من خلال الوثائق التاريخية والاثارية بان أصل نشوء الخط العربي يعود إلى مدينة (الحضر) العراقية.

ومن ارثه البارز كتبه الكثيرة التي ألفها، أبرزها: درس التربية الفنية 1965، خلاصة قواعد خط الرقعة 1971، الخط الكوفي 1972، مبادئ الزخرفة العربية (التوريق) 1972، تحسين الكتابة الاعتيادية 1978، قواعد الخط الديواني 1978، قواعد خط الرقعة 1987، الواسطي موصليًا 1998.

وساهم المنهج الخطي الذي تركه لتعلم الخط في مدة قصيرة، وجهوده في مجال الأبحاث والدراسات والمقالات، خاصة في خط الرقعة، واكتشافه لثمانية حروف أساسية بحيث تؤهل المتعلم إلى كتابة احدى وعشرين حرف آخر. وقد ترك بعد وفاته عام2020 ارث علمي وفني تجاوز الألف تلميذ منتشرين حول العالم ينقلون ما ورثوه عن أستاذهم ساحر الخط الجميل. فهو أبوهم الفني والروحي ؛من فنه تخرجوا ،ومن معينه نهلوا .

ولقد اعتبر «ذنون» واحداً من (سحرة الأرض) الذي ضم كتاب أصدره « مركز بومبيدو» عام 1989 في فرنسا وضّم مئة فنان من الأمهر في مجالاتهم حول العالم والذين يشكل فنهم تحولا فيها.

يقول شيخ الخطاطين: اللغة هي الكلام المسموع، والخط هو الكلام المنظور، فاللغة والخط صنوان. لكن ما يؤسف له إن كثيرا من الجهات الرسمية أو المؤسسات الأكاديمية لا تلتفت له، ولم تعطه حقه كمؤسس لأكبر مدرسة للخط العربي.

تركنا (ساحر الأرض)  في 3 تموز 2020، وقيل» لكل جسد نهاية ولكل أثر خلود».


مشاهدات 363
أضيف 2024/05/13 - 5:50 PM
آخر تحديث 2024/06/30 - 9:04 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 295 الشهر 11419 الكلي 9361956
الوقت الآن
الأحد 2024/6/30 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير