لمن نقرع الأجراس؟

بساتين العراق بدون بلابل

هاشم حسن التميمي

ربما سيتهمنا البعض بالبطر ونحن نتناول قضية ابادة البلابل وطيور  اخرى في العراق ونترك قضايا انتهاكات حقوق الانسان البشعة التي تحدث كل يوم  في وضح النهار ونحن نقول من يصمت لابادة الطيور بصيدها الجائر سيصمت وهو يرى قتل البشر امام عينيه.

 ان حق الحياة مكفول للانسان والحيوان والطيور والنباتات وكل الكائنات وهذه ثقافة تنقصنا ونستبدلها بالعنف الدموي في التعامل الاسري والمجتمعي وانعكاس هذه القسوة في التعامل مع الكائنات الاخرى فقتل الحيوان وقطع الاشجار وتلويث الانهار والاراضي وتسميم الجو قضايا متروكة لحرية  من نسميهم بشر على الرغم من سلوكهم المتوحش فلا يجدون رادعا من حكومات ومنظمات ازاء جرائم ستؤدي لاختلال توازن الطبيعة.

لقد ارعبتي مشهد نقل صنا ديق مليئة باعشاش وفيها الالاف من البلابل التي انتزعت من اعشاشها في بساتين بغداد وديالى وكربلاء وكل مناطق العراق لاغراض المتاحرة فيها في سوق الغزل واسواق الطيور في المحافظات..كان المشهد  مؤلما مع صراخ هذه الفراغ وموت الكثير منها مع ابتسامات بلهاء لصيادين اغبياء فشلوا في ايجاد وسيلة شريفة للرزق فسطوا على هذه الطيور  المسكينة بعد رصد محكم لاعشاشها حتى لايفلت منها بلبل واحد…ومن المفارقة وانا اتجول في بستان ضخم نبهني صاحبه قال اتعلم ان اصوات البلابل اختفت من هذه الجنة بسبب الصيد الجائر وتكاد اعدادها ان تنقرض لجهل المجتمع وغياب خطط حماية البيئة… وامتد الامر للطيور المهاجرة  التي اعتادت على رحلتها منذ الالاف السنين وهي تقطع الاف الكيلومترات لتصل اسراب السنونو والفلامنكًو  للعراق لتقع في شباك الجهلة وتخرب دورة حياتها  وهم يعلمون انها لا تصلح للاكل او التربية المنزلية.  وفي الاماكن العامة تظهر اقفاص ضخمة محشوة بالعصافير ينادي صاحبها  على الناس ويستنجد بالمارة لشراءها واطلاق سراحها في سبيل الله ومن  اجل حريتها…يالها من انسانية….

ترى من يوقف هذه المهزلة ويردع هؤلاء الجهلة قبل ان يفرغ العراق من الكائنات الحية الجميلة ولا يبقى فيه الا البشر والحجر…؟ وتختفي اصوات البلابل ولا تبقى الا اصوات الحمير اذا سلمت  هي الاخرى من سكاكين اصحاب المطاعم والقصابين…!؟