بين الشهرة والفضيحة اعلان
اعتدنا على مشاهدة الوجوه التي حسبت انفسها مشهوره على منصات التواصل الاجتماعي
وجوه لم نألفها سابقا تخيموا تحت مسمى الأعلامي والأعلامية نسوا ان الاعلام سلطه رابعه له ابجديات وأخلاقيات رصينه فحاولوا تغيير المسار المعروف
حيث أصبح الأعلامي هو الذي يسلط الضوء على حياته الخاصه
اصبح الاعلامي هو الذي يتملك عدداً هائلاً من المتابعين الوهميين
تتكالب القنوات الفضائيه لتخصيص لقاء تلفزيوني معهم وهم لا يفقهون ما يقولون فلا وجود لقاعدة ثقافية يستند اليها فقط لتحويل تردد المتابعين الى تلك القناة اليتيمه
حتى ان البعض صار يدفع مبالغ مالية كي يظهر في برنامج تلفزيوني ويعيش دور المشهور.
سقوط اضواء
ليست المشكلة هنا فحسب بل ان هؤلاء يتحولون في ليلة وضحاها من أعلاميين الى ممثلين وفنانين تنسب لهم ادوار بطوله ليؤثروا على فنانين قديرين ومخضرمين ويزاحمونهم في الادوار
غير آبهين لما درسوهه الفنانيين القدماء على المسرح والسينما حتى حازوا على لقب فنان
هم أشخاص على استعداد لفعل أي شي لتسلط عليهم الاضواء وتبقى مشاهداتهم مرتفعة النسبة وتحت تسمية الاعلامي أو الفنان فأن عملهم الحقيقي هو الاعلانات والذي لا يتطلب منهم التواجد في مؤسسه معينه ولا الالتزام بمعايير اعلانية او تسويقية محدده بل يكفي ان يجلسوا في سيارتهم اثناء القيادة يتحدثون عن المنتج او تجلس احدهن في غرفة نومها وتثبت الكاميرا وتضع المكياج وهي ترتدي بيجامة النوم وتعلن بطريقتها الموهوبه السحريه
لو كان الامر يقف عند انتحال الشخصيه والاعلان البذيء لقلنا أنه تصرف فردي ينعكس على فاعله لكن دمجهم للحياة الشخصيه من زواج وطلاق وصراعات مهنية وتنافس لا مبرر وأساليب التعامل معها توجه العقول نحو سلوكيات لا أخلاقيه فتتزوج أحدهن وتنشر أنها في عش الامير لتتطلق بعد أشهر وتظهر وهي تغني وترقص في السيارة تحت مسمى التخطي والقوه والتجاوز
يعلتين حلبة المصارعة مشهورتان فتبدأ الشتائم تنهال والتهديدات تسجل والبقاء لمن كان ظهرها أقوى
وتبدأ هنا الحشود التي تعتبر نفسها اعلاميه بالانقسام الى مؤيد ومعارض مع وضد فينشغل الرأي العام بقضيه لا تضيف للمجتمع ولا العلم ولا الفن ولا الثقافه فقط هدر وقت واشغال الفكر بتفاهات اخرين لم يتمكنوا من صقل شخصياتهم بشكل مهذب وركزو على تجميل الشكل ونفخ الشفاه ونحت الخواصر وهذا أبرز انجازاتهم
حتى بات الامر معلن فكل واحده تظهر لتعدد العمليات الجراحيه التجميلية التي خضعت لها
الامر لا يقتصر على النساء أطلاقا فيظهر شباب بملاقه تحت مسمى الكوميديا ليطلب احدهم يد حبيبته في البث المباشر ويحصد المشاهدات والدعم المالي وهنا تبدأ قصة سوشال ميديا جديده تتوجه اليها الانظار فتتوجه له المنتجات المراد الاعلان عنها ويفتح لهم باب رزق جديد
الامر تعدى كل تلك التفاصيل بل أصبح الصراع نحو جلب الاضواء أشرس مما كنا نظن فألتجأوا الى افتعال فضيحه تشغل الرأي العام وتنشر على الكروبات والصفحات وبين انتشار هذه الفضيحه حتى تبريرها او الحديث عنها نرى الشخص ينشر يومياته تحت عنوان سألتزم الصمت لفترة وبطبيعة الحال المتلقي لا يعلم مدتها ويحاول متابعته أول بأول ليحصل على هذا السبق الصحفي وهنا تكمن لعبة الاعلانات التي تدر عليها بالاف الدولارات كون ان المشاهدات تضاعفت بسبب الفضيحه وهذه فرصه لن تتكرر
تدس الاعلانات بشكل متسلل الى يوميات هذا المشهور حتى تنتهي العروض ويحصد رزقه ثم يعلن في بيان رسمي سبب الذي حدث وابعاده واثاره ..
الامر لا ينفي وجود أعلاميين حقيقيين مهنيين واكاديميين وفي نغس السياق فهو لا ينفي حقيقة امتلاكنا لفنانيين وشعراء لهم باع طويل في مجالهم لكن هؤلاء اصبحو يشوشون على البقيه بسلوكياتهم التي اعتبرت دستور للبلوكرات والمشاهير فبعد المتابعه الدقيقة لبعض الفنانيين الموهوبين والذي ألفنا وجودهم في شتى الاعمال المسرحيه والتلفزيونيه نلاحظ ان ما ينشرونه ويومياتهم مقتصرة على النشر الهادف او التوثيق للأحداث المهمه والتي بأستطاعتي ان أقول انهم الاكثر تواجدا على شاشة الشرقية ك الاء حسين صبا ابراهيم جمانه كريم ورفل نشمي وأيناس طالب فبالرغم من انهم فنانات شابات لكنهم لم ينجرفوا في تيار محاولات الوصول الى الشهره بالطرق المختصره .
طرق وعرة
كذلك الامر للفنانين الشباب علي فاضل يحيى ابراهيم جرير المولى علي جابر احسان دعدوش الذين اختاروا الطرق الوعره لينالوا ما يستحقوا من أسم كبير في المستوى الفني والدرامي
الفنانيين الذين أشرت لهم ليسوا الوحيدين لكنني درست يومياتهم بشكل دقيق واستحقوا كل الثناء لحفاظهم على المستوى الراقي الذي يليق بالفنان
فبدل ان نلعن الضلام نحاول ان ننير شمعه والاسماء اعلاه هي مثال يحتذى به لمن اراد ان يشتهر بجهده وامكانيته لا بتفاهاته وسبله الغير مرغوبه والتي تلوث الذائقه الحسيه والسمعيه والبصريه لدى المتلقي وتترك أثراً غير مرغوب به في سلوكيات المراهقين وهم الشريحه الأكثر تفاعلا مع السوشال ميديا وأكثر تأثراً بها ..