سوريا بين التحرير والتدوير والتحوير
عباس الجبوري
1-بيدرسون المبعوث الاممي لسوريا والجولاني يختلفان حول القرار الاممي 2254 ألخاص بسوريا في اللقاء الذي تم في دمشق ..وكان سبباً في اختصار اللقاء والخروج بلا مؤتمر صحفي من نوع (خاص )…وركز بيدرسون على فقرة في القرار (تشكيل هيئة حكم انتقالي تتمثل بها جميع الاطراف)..مما اعتبره الجولاني (رداً)على قراره بتشكيل حكومة برئيس وزراء اختاره هو فقط..
2-بيدرسون يعتبر ان النظام (مايزال موجوداً) ولم ينتهي بصورة(شرعية) وعليه فهو طرف من طرفي النزاع( المعارضة والحكومة)..على الاقل من الناحية القانونية..ويحتاج ماعداه الى تكييف قانوني من الامم المتحدة ومجلس الامن ..
3-الشرع (الجولاني) إعتبر ان القرار2254 لم يعد له قيمة واقعية ويحتاج الى (تحرير) نصوص جديدة خصوصاً بعد خروج رأس النظام من الواقع السوري..وضرب مثلا بالحالة العراقية حين سقوط صدام واختبائه في حفرة داخل ( الوطن) وكيف سارت الامور هناك ..وهنا حصل التوتر بين(القانوني والواقعي)..فمن يملك (الحق )بشطب الاخر ..
حديث ميداني
4-بنفس الليلة خرج موقع الرئاسة السورية السابق..ببيان يعتبر أول اطلالة (للرئيس السوري )من الخارج يتحدث فيه عن ماجرى من تغيير مواقع وانسحابات واخلاء له من سوريا الى موسكو..وكان الحديث ميدانياً..وان خروجه كان بطلب(اخلاء) من الروس..وكان بسبب سيطرة( الارهابيين) ..
5-في صباح اليوم التالي أصدر الشرع(الجولاني) بياناً يلمح فيه الى إمكانية (حصر السلاح) بيد الدولة.. وان الطريق الى الغاء الميليشيات المسلحة بات قريباً وواضحاً ..
6-ترامب العائد الى الحكم الشهر القادم كشف عن مسؤولية (تركيا) في ما حصل في سوريا.. وان (احتلال) سوريا كان هدفا لتركيا من مئات السنين..وهنا اعتبر ترامب (سقوط سوريا) بسبب خارجي و(غير قانوني)..
7-في مؤتمر العقبة كان هناك خيط بحث عن امكانية صدور قرارات من الامم المتحدة أو الجامعة العربية (لوصف الحالة السورية) ..وذكروا حالة سابقة مشابهة ( الكويت) حين الغزو الصدامي لها..وانتقال امير البلاد الى السعودية ولم يتم اسقاط الوصف القانوني للحكومة الكويتية رغم شراسة الغزو يومذاك ..
8-فرنسا التي لم تعترف بالمتغير السوري..فسره البعض مجاملة لدول الخليج غير مجانية..رغم تأكيد فرنسا ان الاسباب (محترمة) وهي تلمح عن بعد لقانونية الحدث
9-اميركا (بايدن) التي تتجول على دول المنطقة تتحدث عن أمور عامة المراد منها (ضبط الساعة) السياسية والامنية وهي لاتخفي فرحتها بسقوط الاسد..ولكن لاتعطي ضمانات لمستقبل البديل ..واكتفت بامكانية(تحويره) وكذلك جعله(أليفاً وأنيساً) بعد تقليم مخالبه بصالونات اسطنبول الفارهة ..رغم عدم ثقتها ب(الحلاق التركي) ..واحتمالات (الغش والصبغ) المحترفة..
10-(اسرائيل) المستفيد المطلق من سقوط الاسد ..لم يزل يراودها الشك بصورة النهاية للاحداث..فراحت تدمر وتسقط كل عناصر القوة في سوريا تحت لافتة( احتمال سقوطها بأيادٍ عدوة) ..
11-في العمق لم تتزحزح المواقف للدول العربية المهتمة بالموضوع السوري..رغم تصدير بعض الرسائل (على استحياء) من الاميركان ..وبقيت الاردن والعراق والسعودية والامارات ومصر في موسم(التمنيات) حاضرة على حذر من قادم الايام
12-الذين فرحوا كان فرحهم بسبب سقوط الظلم والاستبداد ..حسب ما يقولون..
والذين حزنوا كان حزنهم على دولة تجاهر العداء للكيان الصهيوني..حسب ما يقولون..
وما بين الفرح والحزن ظلال رصاصية كثيرة ..ربما ساهمت بأقلامها في رسم ملامح الملوك ..أو إعادة تحميض الصور(القديمة) …لتضعها الى جنب الصور (الجديدة) لوجود فراغات كبيرة على الجدران ..التي ماتزال قبلات قيس (تشغفها حباً) رغم قحط المواسم..التي ترهق العشاق في الوقوف على ساقين على أبواب الجمال..بعيداً عن القبح والحروب..