فنان سوري يجمع بين الإنطباعية والواقعية
بابل - كاظم بهية
هنري صايغ، الفنان السوري الذي يتوازن بين حياته ولوحاته، يتحدث عن تجربته الفنية بشغف. يقول: “الإنسان، أو المرأة تحديدًا، هو محور أعمالي. أرسم لأتنفس الجمال وأبقى حيًا. أسلوبي يتأرجح حاليًا بين الانطباعية والواقعية، مع لمسات لونية صريحة تعكس حبي للألوان”.
وعن بداياته، يضيف: “كانت أعمال الفنانين الروس والأوكران مصدر إلهامي الأول منذ طفولتي. علموني فن الخطوط والألوان، وفتحوا لي آفاقًا للتعبير عن ذاتي بمهارة ودراية. تأثرت أيضًا بأساتذة الانطباعية مثل كلود مونيه وأوغست رينوار، لكني أحرص على وضع بصمتي الخاصة التي تميزني عن الآخرين”. عند سؤاله عن تفضيله الواقعية، أوضح صايغ: “أحب الواقعية لأنها أم المدارس. يمكن تطويرها وتحديثها، لكن الانسلاخ عنها تمامًا بداعي الحداثة أو لمواكبة الموضة أمر غير وارد بالنسبة لي. المسألة مبدأ وقناعة بأصالتها وأهميتها
.” وحول تركيزه على الطبيعة والمرأة، قال: “الطبيعة هي الوطن الأم للروح، وهي تشترك مع المرأة في الاحتواء والجمال. أرسم كل ما هو جميل ومنعش للروح، لأن الفن بالنسبة لي مرآة الجمال”.وعن تميزه بالألوان أكثر من الفكرة، أشار صايغ: “اللون والضوء هما ما أعمل عليهما. أحاول إظهار الجمال الذي نفتقده في حياتنا. أما الفكرة، فأتركها للكتاب أو لفنانين آخرين. بالنسبة لي، اللون يكفي للتعبير عن كل شيء”. وفي تقييمه للواقع التشكيلي، قال: “الواقع التشكيلي السوري مشابه للفن العربي عمومًا، لكنه يفتقد خصوصية المكان والبيئة التي نجدها في الأعمال المغربية أو المصرية أو العراقية”.صايغ شارك في العديد من المعارض الجماعية منذ التسعينيات، لكن معارضه الفردية توقفت منذ عام 2003.
يقول عن ذلك: “الأمر ليس له علاقة بالفن، بل يعود لأسباب معنوية”.له أعمال مقتناة في وزارة الثقافة السورية، وفي دول مثل لبنان والكويت وألمانيا والولايات المتحدة.هنري صايغ فنان يزاوج بين مدارس الفن المختلفة، ليقدم أعمالًا تحمل روحًا خاصة ولمسات لونية لا تخطئها العين.